إسطنبول... بؤرة التفجيرات تجني ذهباً لتركيا

11 أكتوبر 2016
أنجزت تركيا وروسيا اتفاقات مهمة بمؤتمر إسطنبول (اليكسي دروزهنيني/Getty)
+ الخط -

نجحت مدينة إسطنبول بعد أقل من ثلاثة أشهر من انقلاب عسكري فاشل وسلسلة تفجيرات استهدفت أكثر المناطق الحيوية هناك، أن تستضيف واحدا من أهم الأحداث الاقتصادية في العالم، في إشارة إلى استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في تركيا، ما قد يمحو مخاوف مستثمرين ووكالات تصنيف دولية بشأن النظرة المستقبلية للاقتصاد التركي.

وتستضيف إسطنبول مؤتمر الطاقة العالمي الـ23، والذي انطلق في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري وينتهي في الثالث عشر من الشهر ذاته، بمشاركة 4 رؤساء دول، وأكثر من 250 وزيراً ومديراً تنفيذياً لكبريات الشركات العالمية.

وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، براءت ألبيرق، خلال افتتاح المؤتمر، إن بلاده تعمل مع المشاركين على تقييم المشاريع المشتركة القائمة وفرص التعاون في المستقبل، سيما أن اجتماع كل الأطراف المعنية في مجال الطاقة ضمن هذا المؤتمر، يبرهن على وجود تعاون إيجابي.

ليس هذا ما حصّلته تركيا من هذا المؤتمر فقط، فقد وقعت الحكومة التركية ونظيرتها الروسية، اتفاق مشروع خط الغاز الطبيعي "السيل التركي"، لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا، كما أعلن الرئيس الروسي عن تخفيض سعر الغاز الروسي إلى تركيا ورفع الحظر عن المنتجات الزراعية التركية.

وسيتكون مشروع "السيل التركي" من خطين لأنابيب نقل الغاز بسعة 31.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، حيث سيُخصص أحد الخطين لنقل الغاز الطبيعي إلى تركيا لتلبية احتياجاتها، والخط الثاني لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن موسكو وافقت على آلية لخفض سعر الغاز لتركيا في إطار اتفاق أوسع نطاقاً لبناء خط أنابيب نقل الغاز ترك-ستريم.

وأضاف في مؤتمر صحافي أمس الاثنين، أن موسكو قررت رفع حظر استيراد بعض المنتجات الغذائية من تركيا وأن البلدين اتفقا على العمل صوب التطبيع الكامل للعلاقات.

ووقّعت روسيا وتركيا أيضا، على اتفاقية لتأسيس صندوق استثماري برأسمال مبدئي بمليار دولار، في خطوة تعزز المصالح التجارية بين البلدين، تزامناً مع العودة التدريجية للعلاقات التي شهدت فتوراً حاداً دام نحو ثمانية أشهر.

وكانت روسيا قد فرضت مجموعة من الإجراءات الاقتصادية ضد تركيا على خلفية إسقاط طائرتها الحربية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، فيما اتهمت تركيا روسيا آنذاك باختراق مجالها الجوي، بينما أصرت موسكو على أن القاذفة كانت تحلق ضمن المجال الجوي السوري.

وشملت هذه الإجراءات حظر استيراد عدد من المنتجات الغذائية والزراعية، ومنع رحلات الطيران العارض، وحظر توظيف المواطنين الأتراك، ووقف العمل بنظام الإعفاء من تأشيرات الدخول، ومنع الشركات التركية من العمل في قطاعي السياحة والبناء.

 
وعلى هامش مؤتمر الطاقة، تستضيف إسطنبول اجتماعا تشاوريا لأعضاء منظمة "أوبك"، تمهيدا لاجتماع رسمي في فيينا الشهر المقبل.

وقال محمد باركيندو، الأمين العام لأوبك، أمس، إنه سيعقد اجتماعا تشاوريا الأربعاء، مع وزراء الطاقة الموجودين في إسطنبول، لبحث القرار المتخذ في اجتماع الجزائر الأخير بتخفيض إنتاج النفط للدول الأعضاء في المنظمة.

 وقد أبدت روسيا مرونة في الاستجابة لتوصيات "أوبك" بشأن تثبيت إنتاج النفط، فيما قالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير اليوم، إن استقرار سوق النفط يتوقف على مدى قدرة "أوبك" في التوصل لاتفاق بشأن تثبيت الإنتاج، ما يجعل اجتماع المنتجين في إسطنبول غدا، محط اهتمام عالمي.


المساهمون