إسرائيل ... خاسرة أو خاسرة

16 يوليو 2014
+ الخط -


بعد أن كشفت كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن صواريخها المتطورة من عينة 160R و75M، وغيرها من صواريخ طورتها المقاومة الفلسطينية في غزة، بمجهوداتها الحثيثة وإمكاناتها المتواضعة، ظهر نجاح هذه الصواريخ المُطَورة في اختراق الأعماق العسكرية لإسرائيل، وإجبارها المستعمرين الإسرائيليين على الاحتماء بالملاجئ، خشيةً من صواريخ المقاومة.

يبدو أن وراء هذا المشهد الجديد في الصراع مع الصهاينة معادلة حياتية مهمة، هي سبب للبقاء، فطردية المعادلة تشير إلى أنه كلما زادت شراسة المفترس زادت حيلة الفريسة وغريزتها، سبباً للبقاء وعدم الفناء، ويتضح هذا التطور الصاروخي للفصائل، من ناحية النوع والكم، فهي، نوعياً امتلكت إمكانية التوجيه نحو أهداف محددة، ولم تعد، كما كانت في الماضي، صواريخ تتساقط على الرمال في الصحراء.

وبسبب هذا البعد الجديد لصواريخ المقاومة، تغيرت النظرة الإسرائيلية في التعامل مع المقاومة، فأصبحت تعاملها من منطلق نديّ، على الرغم من القوة العسكرية الهائلة التي تحوزها إسرائيل، ومن ضمنها سلاح الطيران الذي يشن، يومياً، وبكثافة، غارات جوية على غزة لتدميرها. ما يؤكد المعادلة الجديدة، هو استمرار المقاومة في الإعلان عن أسلحة جديدة تمتلكها، وكذلك نجاحها في تصنيع طائرات من دون طيار، تستخدمها المقاومة في مهمات استطلاعية.

يبدو أن عملية التحضير الواسعة التي أعلنت عنها إسرائيل، منذ أيام، والتي تمثلت باستدعاء 40 ألفاً من جنود الاحتياط، بهدف مواجهة المقاومة، لن تنفذ بسهولة، لأن الحرب البرية ليست نزهةً عسكرية للجنود، خصوصاً بما تحوي من مواجهة صريحة بين القوى المتقاتلة، وهو لا شك أمر تخشاه إسرائيل، وتحسب له ألف حساب، قبل أن تقدم عليه. كما أن تطور قوة المقاومة يعد سبباً قوياً في تأجيل الحرب البرية، أو حتى التلويح بها من دون الإقدام الفعلي عليها، لذا، فاحتمالية شن إسرائيل هذه الحرب يبدو ضعيفاً في نطاق العدد المحشود للهجوم، على الرغم من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن أن المعركة ماضية، وسوف تزداد قوة في الأيام المقبلة.

صدرت ردود فعل ممثلي الفصائل الفلسطينية قويةً، حيث أطلقت كتائب القسام على عملية التصدي لاحتمالية الهجوم البري اسم "العصف المأكول"، رداً على مسمى عملية "الجرف الصامد". يبدو أن إسرائيل فى حاجة إلى من يستر غرورها، ويخرجها من مأزقها، بوضع خطة لوقف القتال، يحفظ لها ماء وجهها، خصوصاً أن الإدارة الأميركية مشغولة، الآن، بجملة صراعات في العراق، وملف إيران النووي.

avata
avata
إبراهيم صالح (مصر)
إبراهيم صالح (مصر)