وأورد بيان رسمي أصدرته وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي يتولاها حاليا رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أنه "بدلا من أن يحث المجتمع الدولي أبو مازن على الاستجابة للدعوات المتكررة من رئيس الحكومة، بالدخول فورا في مفاوضات مباشرة وبدون شروط مسبقة، فقد استجاب المجتمع الدولي لطلب أبو مازن ومكّنه من مواصلة التهرب من المفاوضات الثنائية المباشرة وبدون شروط مسبقة".
وزعم بيان خارجية الاحتلال أن "التاريخ سيسجل في صفحاته أن مؤتمر باريس أدى فقط إلى تصلب المواقف الفلسطينية وأبعد السلام".
ويأتي البيان الجديد استمرارا للمواقف الإسرائيلية المعلنة منذ بدء الحديث عن المبادرة الفرنسية، في أواخر العام الماضي، حيث أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية أن إسرائيل ترفض آلية المؤتمر الدولي، وتصرّ على مفاوضات مباشرة وبدون شروط، وتدّعي أن المؤتمر الدولي يساعد الفلسطينيين على التصلب في مواقفهم.
وذكر نتنياهو، في لقائه قبل أكثر من أسبوع مع رئيس الحكومة الفرنسية، مانويل فالس، أنه على استعداد لعقد أي لقاء ثنائي مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تستضيفه باريس، في قصر الإليزيه أو أي مقر آخر، على أن تكون المفاوضات مباشرة تطرح فيها كافة القضايا.
وفي الأسبوع الماضي، وفي محاولة من دولة الاحتلال للتخلص من الضغوط الدولية عليها، خاصة بعد ضم المتطرف أفيغدور ليبرمان للحكومة، أعلن كل من نتنياهو وليبرمان عن التزامهما بحل الدولتين، وزادا على ذلك، ولأول مرة، بالقول إن المبادرة العربية التي أعلنت في العام 2002 تتضمن نقاطا إيجابية.
وشكل تصريح نتنياهو ووزيره الجديد محاولة، أيضا، لـ"التصالح مع الرئاسة المصرية"، خاصة بعد أن اعتبر مراقبون في إسرائيل وخارجها أن ضم ليبرمان لحكومة نتنياهو وليس زعيم المعارضة من "المعسكر الصهيوني" المحسوب على اليسار، يتسحاق هرتسوغ، هو بمثابة صفعة للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.
وكان السيسي، في أوج المفاوضات على توسيع الحكومة بين نتنياهو وهرتسوغ، أطلق تصريحا دعا فيه إلى توسيع الحكومة الإسرائيلية تمهيدا لانتهاز فرصة مؤاتية للسلام، تبيّن لاحقا أنه كان يجري تنسيقا مسبقا بشأنها، بحسب الصحف الإسرائيلية، قبل أسبوعين، مع ديوان نتنياهو ومع رئيس الحكومة البريطانية السابق، طوني بلير، لتوفير مبرر لانضمام اليسار لحكومة نتنياهو. لكن المفاوضات بين نتنياهو وهرتسوغ تعثرت، فيما أنجز نتنياهو، خلال أيام معدودة، اتفاقا لتوسيع الائتلاف مع أفيغدور ليبرمان، صاحب التصريح المشهور بوجوب ضرب السد العالي وقصفه إذا لزم الأمر.