إسرائيل تنقل المعركة ضد "داعش" إلى أوروبا

17 سبتمبر 2014
الاحتلال يصنع فزاعة جديدة: أوروبيو "داعش" (جاك غويز/فرانس برس)
+ الخط -

اعتاد ما يسمى طاقم مكافحة الإرهاب في حكومة الاحتلال، تحذير الإسرائيليين في كل عام وكل مناسبة، وأحياناً من دون مناسبة، من احتمالات استهدافهم من قبل تنظيمات معادية. وفي كل عام، كانت إسرائيل تختار عدواً جديداً قد يستهدف مواطنيها، سواء أكان هذا العدو "حزب الله" أم "القاعدة"، أو حتى تنظيمات فلسطينية مختلفة.

لكن الطاقم اختار هذه المرة نقل الخطر، الذي "سيتعرض" له الإسرائيليون، إلى الأراضي الأوروبية، بما يتماشى مع سياسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ركوب موجة الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

ويسوّق طاقم مكافحة الإرهاب فرضية تتحدث عن أن مقاتلي "داعش"، من ذوي الأصول الأوروبية، قد يستهدفون الإسرائيليين الذين سيقضون فترة الأعياد اليهودية في دول أوروبا الغربية.

في المقابل، تشير اللامبالاة التي أبداها الإسرائيليون إزاء هذه التحذيرات، كما في الأعوام السابقة، عندما أصروا مثلاً على السفر إلى شبه جزيرة سيناء، على الرغم من التحذيرات المتكررة، إلى أن محاولات التهويل الرسمية لم تعد تنطلي على أحد، الأمر الذي يثير تساؤلات حول سبب تركيز إسرائيل الرسمية هذه المرة على "عناصر داعش من ذوي الأصول الأوروبية"، وأخرى حول هوية الجمهور المستهدف بهذا النوع من التحذيرات.

وبالنظر إلى المواقف التي أعلنها نتنياهو، ووزير الاستخبارات في حكومته، يوفال شتاينتز، في كل ما يتعلق بالحرب على "داعش"، والتي اعتبر فيها نتنياهو أن من يسكت على "داعش" اليوم، قد يستيقظ غداً ليجده على عتبة بيته، يمكن القول إن إسرائيل تحاول تسريع وصول هذا اليوم عبر تكثيف وتركيز الأضواء على "خطر داعش"، ليس فقط في الشرق الأوسط حيث تقف إسرائيل "في خط الدفاع الأول عن الحضارة الغربية"، وفق تعبير نتنياهو نفسه، وإنما أيضاً في القارة العجوز، وتحديداً في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.

وتفيد التحذيرات الرسمية، بصورة مباشرة، بأن هذه الدول لم تعد آمنة للإسرائيليين، وبصورة غير مباشرة، فإنها تقول إن استهداف الإسرائيليين على أراضي تلك الدول سيكون مترافقاً مع سقوط ضحايا أوروبيين في موقع العمليات أو الهجمات التي تدعي إسرائيل أنها تتخوف من قيام عناصر "داعش" بها، بعد عودتهم إلى بلادهم.

ويرتبط هذا الترهيب الإسرائيلي للأوروبيين، ولا سيما مع تناقل وكالات الإعلام العالمية للتحذيرات، بما تناقلته الصحف الإسرائيلية الأسبوع الماضي، حول الأدوار التي ستضطلع بها إسرائيل في الحرب على "داعش"، وهي تسليم معلومات وخرائط وصور التقطتها عبر الأقمار الصناعية لمواقع التنظيم في العراق وسورية، مع الإشارة إلى أن إسرائيل تملك تفوقاً آخر على الدول الغربية، يتعلق بقدرتها على متابعة ومراقبة تنقلات السياح الأوروبيين إلى منطقة الشرق الأوسط، وتحركهم داخل وبين الدول العربية، ما يتيح لها تقديم معلومات هامة عن تحركات وتنقلات عناصر "داعش" الذين وصول للمنطقة من القارة الأوروبية.

وعليه يمكن القول إن هذه التحذيرات وإن كانت موجهة للإسرائيليين، إلا أن المقصود فيها الحكومات الأوروبية والدوائر الأمنية، عدا عن كونها تشكل منفذاً لمحاولات التأثير على الرأي العام الأوروبي، ولا سيما أن مكاتب السياحة الإسرائيلية، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترى أن هذه التحذيرات لا تقدم ولا تؤخر، لأن "عدد الذين قتلوا في إسرائيل جراء عمليات "إرهابية داخل حدودها، هو أضعاف مضاعفة عن من قتلوا في عمليات في أوروبا"، ولا سيما  في غربي القارة.