إسرائيل تنتظر انتقام حزب الله خارج فلسطين

26 فبراير 2014
أفضل أنواع الأسلحة الروسية والإيرانية موجود بين لبنان وسوريا
+ الخط -

كشفت صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى احتمال أن يقوم حزب الله اللبناني بالردّ على الغارة الإسرائيلية التي ضربت هدفاً له، ليل الأول من أمس الاثنين، داخل الأراضي اللبنانية على الحدود مع سوريا.

وتوقعت الصحيفة أن يأتي الردّ على هيئة هجوم على شخصيات إسرائيلية رفيعة المستوى أو على أهداف إسرائيلية خارج الأراضي المحتلة، وإن جاء هذا الرد لاحقاً. وقالت "يبدو أن أجهزة الأمن الإسرائيلية اتخذت إجراءات مناسبة وفقاً لهذه التقديرات".

وبحسب "هآرتس"، فقد جرى لغاية الآن الالتزام بـ "قواعد اللعبة" غير الرسمية، التي أرساها الطرفان، إسرائيل وحزب الله في العام الماضي، ولم يجرِ خرق هذه القواعد، إذ امتنع الطرفان عن التطرق للغارة، وظل "حيز النفي" على ما هو عليه. والدليل على ذلك، وفق الصحيفة نفسها، هو ما يتبين من خلال المؤتمر الصحافي المشترك لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية  بنيامين نتنياهو مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في القدس المحتلة يوم أمس، الثلاثاء، حيث اكتفى بالتلميح إلى العملية الإسرائيلية، من دون أن يخطو خطوة واحدة نحو الاعتراف رسمياً بمسؤولية إسرائيل عن الغارة.

ورغم أن الصحيفة اعتبرت أن هذا "النفي" من جهة حزب الله وعدم الاعتراف من جهة إسرائيل مريح للطرفين، غير أنها قالت إن التطورات على الحدود السورية واللبنانية المشتركة مع الأراضي المحتلة تجبي من الأخيرة ثمناً باهظاً، حيث يتصاعد الخطر وتزداد التهديدات كلما ازدادت الهجمات المنسوبة لإسرائيل.

ورأت الصحيفة أنه في الوقت الذي يواصل فيه نظام بشار الأسد تجاهل الضربات الإسرائيلية وعدم الرد عليها، فإن إيران وحزب الله سلكا طريقاً مغايراً؛ فعلى أثر الأنباء التي تحدثت عن العمليات الإسرائيلية ضدّ علماء الذرة الإيرانيين ومشروع إيران، سعت إيران وحزب الله للرد على الضربات الإسرائيلية عبر تنفيذ سلسلة عمليات ضدّ أهداف إسرائيلية في تايلاند والهند وأذربيجان. فيما نفذ حزب الله في يوليو/تموز 2012، هجوماً على حافلة سياح إسرائيليين في بلغاريا أسفرت عن مقتل خمسة إسرائيليين، رداّ على تصفية عماد مغنية.

بدورها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن مسؤولاً أمنياً رفيع المستوى، أقرّ لصحيفة "ذا تايمز" الأميركية أن إسرائيل هي التي نفّذت الغارة أمس الأول على قافلة أسلحة كانت في طريقها من سوريا إلى لبنان.

من جهته، وصف المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، الغارة الإسرائيلية بأنها جزء من لعبة "القط والفار"، حيث يحاول حزب الله باستمرار تهريب أسلحة إلى لبنان، فيما تسعى إسرائيل دائما إلى إحباط هذه المحاولات، وفي بعض الأحيان ينجح حزب الله بإدخال السلاح، ويفشل في أحيان أخرى. واعتبر أن الشعور العام السائد عند حزب الله والأسد، بإمكانية بقاء النظام، تجعل الطرفين غير معنيين بإساءة هذه الفرص والاحتمالات عبر الخوض في مغامرة عسكرية مع إسرائيل قد تشعل حرباً إقليمية.

على صعيد متصل، كشف سلاح البحرية الإسرائيلية النقاب عن نشاط للغواصات الإسرائيلية في عمق "العدو"، مشيراً الى أن أسطول الغواصات الإسرائيلية قام بآلاف "ساعات" العمل الميداني في مناطق مختلفة وعلى جبهات مختلفة بما فيها الجبهة الشمالية.

وقال قائد قاعدة البحرية في حيفا، الجنرال إيلي شربيط، إن غالبية نشاط سلاح البحرية الإسرائيلية يتمحور في الجبهة الشمالية، قبالة الشواطئ السورية واللبنانية. وبحسب شربيط، فإن أفضل أنواع السلاح الإيراني والروسي الصنع موجود في المنطقة الواقعة بين لبنان وسوريا، ولا يكف الجيش السوري أو حزب الله عن التزود بها.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن صواريخ "ياحونط" قد وصلت فعلاً إلى لبنان، ولذلك يعمل سلاح البحرية الإسرائيلية باستمرار على تحسين قدراته الاستراتيجية. وفي هذا السياق، قالت مصادر إسرائيلية إن اسرائيل تنتظر استلام غواصتين جديدتين من طراز "دولفين" من ألمانيا إلى جانب سفن حربية جديدة لحماية حقول  الغاز الإسرائيلية في البحر.

دلالات
المساهمون