إسرائيل تستعدّ لمواجهة خطر حفر أنفاق من لبنان

22 يناير 2015
السعي لإيجاد حلول تكنولوجية لخطر الأنفاق (فرانس برس)
+ الخط -

أفاد تقرير لصحيفة هآرتس، اليوم الخميس، بأنّ الجيش الإسرائيلي قلّص مؤخراً من معالجة سبل مواجهة الترسانة الكيماوية السورية، مقابل زيادة الجهود المخصّصة لمواجهة خطر حفر أنفاق هجومية من لبنان إلى داخل إسرائيل.

وأشار التقرير إلى أنّ هذا التغيير في توجهات الجيش الإسرائيلي تعاظم بعد نزع ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، وفق الوساطة الروسية والتفاهم الروسي - الأميركي العام الماضي.

في المقابل، فإنّ الجيش الإسرائيلي، وعلى ضوء شكاوى كثيرة رفعها سكان المستوطنات الإسرائيلية الحدودية مع لبنان، وعلى رأسها مستوطنة زرعيت، بشأن سماع أصوات حفر تحت الأرض، ركّز اهتمامه لبحث سيناريوهات قيام "حزب الله" ومنظمات أخرى، بحفر أنفاق هجومية، تبدأ من الأراضي اللبنانية، وتنتهي داخل البلدات والمستوطنات الإسرائيلية، على غرار الأنفاق الهجومية التي تمكنت "حماس" من حفرها في العمق الإسرائيلي.

ووفقاً لتقرير هآرتس، فإنّ سلاح الهندسة الإسرائيلي نقل موضوع الحرب الكيماوية إلى وحدات الجبهة الداخلية، فيما كانت إسرائيل قد أوقفت، خلال العام الماضي، تصنيع الكمامات الواقية من الغاز. مع ذلك، أوضح ضابط من سلاح الهندسة الإسرائيلي أنّ الجيش يواصل الاستعداد لمواجهة احتمالات شنّ هجمات بالأسلحة غير التقليدية، خصوصاً من جهة الحدود الشمالية لإسرائيل.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإنّه على الرغم من إبادة 98% من ترسانة نظام الأسد الكيماوية، إلا أنّ النظام يملك كميات محدودة من الأسلحة الكيماوية، التي يمكنه استخدامها ضد إسرائيل.

ونقلت "هآرتس" عن ضابط في الجبهة الداخلية قوله إن التحدي والخطر الذي يستعد الجيش الإسرائيلي لمواجهته والاستعداد له، هو إرهاب غير تقليدي، لا يمكن مواجهته من الجو.

في المقابل، وعلى ضوء وقف تصنيع الكمامات الواقية، فقد قرّر الجيش الإسرائيلي، توسيع وزيادة حجم وحدات الهندسة، التي تختص في الحرب تحت الأرض، لمواجهة خطر الأنفاق، وتشكيل وحدات إضافية لهذه الغاية.

كما تقرر تشكيل هيئة تكنولوجية، تركّز جهدها في مجال إيجاد حلول تكنولوجية لخطر الأنفاق، بعد أن فشل الجيش الإسرائيلي، بالرغم من معرفته بوجود الأنفاق في قطاع غزة، في إيجاد طريقة لكشف هذه الأنفاق وهدمها.

ويسعى الجيش لتطوير وسائل تكنولوجية تساعد في هذه المهمة في أعالي الجليل، لمحاولة اكتشاف أنفاق من المحتمل أن يكون "حزب الله" قد حفرها من داخل العمق اللبناني، إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.

يذكر أنّ الجيش الإسرائيلي، وعلى الرغم من نفيه مراراً شكاوى سكان المستوطنات الشمالية، بشأن وجود أنفاق حفرها "حزب الله"، فإنّ خبراء إسرائيليين قالوا إن وضعية "حزب الله" في لبنان، تمكّنه من حفر أنفاق واسعة ومحصّنة، يمكن أن ينقل عبرها وحدات عسكرية، بما في ذلك آليات ومدرعات قد تسمح له بالسيطرة لوقت محدود على بلدات إسرائيلية خلال المواجهة العسكرية القادمة، واختطاف جنود ومدنيين لغرض المساومة عليهم.

هذا وبّين تقرير هآرتس أنّ القرار الإسرائيلي بهذا الخصوص جاء من رئيس أركان الجيش، بني غانتس، ومن المقرر أن يفحص سلاح الهندسة الإسرائيلي ثلاثة سبل تكنولوجية لاكتشاف الأنفاق وتفجيرها.

وفي هذا السياق، أشار سلاح الهندسة إلى أنّه بالرغم ن النجاحات التي حققها في هذا الصدد، إلا أنه لا تزال هناك تحديات أخرى في مجال الحرب تحت الأرض.

المساهمون