إسرائيل تخشى التغيرات الديموغرافية لصالح الفلسطينيين

07 يونيو 2015
من المؤتمر (فيسبوك)
+ الخط -

حذر الرئيس الإسرائيلي، راؤبين ريفلين، من تحول اليهود إلى أقلية داخل إسرائيل خلال عقد من الزمان، مما يعني انهيار الوطن القومي اليهودي في حال أصرت حكومة إسرائيل على رفض حل الدولتين.

وقال ريفلين، أمام مؤتمر هرتسليا للمناعة القومية، إن مستقبل التشكيل السكاني لإسرائيل، كما يبدو من تقسيم وتشكيلة التلاميذ في الصف الأول في جهاز التعليم، يوضح تحول المجتمع إلى أربع فئات تقترب في حجمها من بعضها بعضاً، وتنذر بفقدان الأغلبية الراسخة للعلمانيين في إسرائيل، ناهيك عن أغلبية الإشكناز الصهيونيين.

وتأتي تصريحات ريفلين بعد أقل من أسبوع على تحذير تقرير لوزارة المالية الإسرائيلية من إفلاس إسرائيل خلال أربعة عقود؛ إن لم يتم استيعاب الفلسطينيين في الداخل واليهود الحريديم بصورة متساوية في سوق العمل.

ورسم الرئيس الإسرائيلي صورة للنظام الاجتماعي الجديد المتشكل في إسرائيل بفعل الديموغرافيا والتغييرات المتسارعة في حجم ونسبة الشرائح الاجتماعية الرئيسية، واعتبر أنه وإن كان يرفض استخدام مصطلح خطر الديموغرافيا، إلا أن الحقائق المجردة تضطره للجوء إلى النسب الديموغرافية الجديدة لمستقبل إسرائيل، والتي تبرز تغيير موازين القوى والعدد في المجتمع الإسرائيلي بشكل يقضي على وجود أغلبية واضحة لمجموعة إثنية أو طائفية أو عرقية على غيرها.

اقرأ أيضا:ديموغرافيا النقب تقلق الاحتلال

ويرى أن لكل فئة من فئات المجتمع الأربع جهازها الإعلامي والتعليمي ومنظومتها القيمية والمعرفية المختلفة، بحيث لم يعد أغلب الجمهور الإسرائيلي يلتقي في بوتقة الصهر التاريخية، وهي "الجيش"، بفعل عدم خدمة العرب الفلسطينيين واليهود الحريديم في الجيش.

وقال إنه إلى جانب التداعيات الخطيرة لهذا التوزيع الجديد على الاقتصاد، فإن ذلك ينذر بتقليص رقعة القاسم المشترك بين سكان إسرائيل، داعيا إلى بلورة هوية "إسرائيلية" تخضع الفئات الأربع لمميزاتها مع احترام خصوصية كل مجموعة، وبناء قاعدة تقوم على المسؤولية المشتركة، تستبدل في حالة العرب والحريديم الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي بالخدمة الوطنية أو المجتمعية.

وفيما حاول ريفلين الهرب إلى القاسم الإسرائيلي المشترك، ونصب "مصيدة العسل"، بحسب التعبير الإسرائيلي، للفلسطينيين في الداخل عبر دعوتهم للاندماج في بناء هوية إسرائيلية جامعة، فإن رئيس المعارضة، يتسحاق هرستوغ، لم يتردد في ترديد نبوءات سوداوية عن نهاية الحلم الصهيوني ونهاية الوطن القومي اليهودي في حال أصر نتنياهو على السير في طريق لا يفضي إلى قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية؛ مع التأكيد مسبقا على كون غور الأردن، وليس نهر الأردن، هو الحدود الشرقية لإسرائيل في أية تسوية مستقبلية.

وبحسب هرتسوغ فإن الميزان الديموغرافي سينقلب خلال عقد من الزمان لتصبح نسبة العرب غربي النهر، أو بين النهر والبحر 52 في المائة مقابل 44 في المائة من اليهود الذين سيتحولون إلى أقلية داخل إسرائيل، ويعني ذلك انهيار الوطن القومي اليهودي وتحوله إلى وطن قومي للشعب الفلسطيني في حال أصرت حكومة إسرائيل على رفض حل الدولتين.

وخلص هرتسوغ إلى القول إن المصلحة الوجودية لدولة إسرائيل هي قيام دولة فلسطينية والفصل بين إسرائيل والفلسطينيين، حتى لا "يتحول حلم الأجيال اليهودي إلى كابوس".


اقرأ أيضا:الديموغرافيا.. عنوان حرب إسرائيليّة ضدّ الفلسطينيّين