أعلنت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، تسيبي حوطيبيلي، أنّ الحكومة الإسرائيلية ستواصل البناء في المستوطنات، وقالت في تصريحٍ للإذاعة الإسرائيلية، اليوم الجمعة "إن حكومة إسرائيل الحالية انتخبت لتنفيذ حق شعب إسرائيل بالبناء في كل أنحاء البلاد، ونحن ملتزمون باحترام شعب إسرائيل الذي انتخبنا لمواصلة البناء".
واعتبرت أنّه "حتى وفق رأي البيت الأبيض، فإن المستوطنات لا تشكل عقبة أمام السلام، وهي لم تكن كذلك. لذلك، فإن الاستنتاج هو أن توسيع المستوطنات ليس مشكلة، فعلى مدار الـ 25 عاماً الأخيرة، تم سد الطرق أمام كل محاولات التوصل إلى حل من قبل الفلسطينيين، وبالتالي، من المهم إعادة فتح السؤال الأساسي حول طبيعة الصراع وطرح حلول جديدة". وأضافت "يمكن أيضاً دراسة مسألة التوصل إلى حل إقليمي، يحررنا من التعلّق بالفلسطينيين غير القادرين على التوصل إلى تسوية".
في المقابل، من اللافت مواصلة التزام رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو لغاية الآن الصمت، وعدم التعقيب على البيان الذي صدر مساء أمس عن البيت الأبيض، واعتبر أن المستوطنات لا تساعد في التوصل إلى حل.
ويحاول نتنياهو في المرحلة الحالية الانتظار، لحين لقائه المرتقب في 15 من الشهر الجاري بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، علماً بأنه أجرى مساءً اتصالات هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي، من دون أية تفاصيل عما تم خلالها.
ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية، لا تعتزم في المرحلة الحالية الاتجاه إلى تصعيد خطابي أمام إدارة ترامب، بفعل التقديرات السائدة لديها بأن الإدارة الأميركية الجديدة، لن تتجه إلى تصعيد خطابي ضدها، أو ممارسة ضغوط ثقيلة، لمنعها من البناء الاستيطاني، خاصةً وأن الرد الأميركي على قرار نتنياهو بالمصادقة في الأسبوعين الأخيرين على بناء 5500 وحدة سكنية، مر بدون رد فعل أميركي غاضب.
وحتى تصريح البيت الأبيض مساء أمس، اعتُبر من جانب إسرائيل بأنه ينطوي على أمور إيجابية، أهمها أن المستوطنات لا تشكل عقبة أمام السلام، وهو موقف مناهض كلياً للموقف المعلن للإدارة الأميركية السابقة، وفقاً لما صرح به اليوم، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون.
وقال "لن يكون هناك اتفاق تام مع الإدارة الأميركية الجديدة"، مشدّداً على أنّ إسرائيل "هي التي تحدّد سياساتها".
وأشار دانون للإذاعة الإسرائيلية، اليوم الجمعة، إلى أنّ "بيان البيت الأبيض ينطوي مع ذلك على بعد إيجابي، وهو كونه يعلن أنّ الإدارة الأميركية لم تحدّد سياستها بعد، وأنّها بانتظار اللقاء المرتقب بين الرئيس دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو".
وصادق نتنياهو، ووزير دفاعه أفغيدور ليبرمان، الثلاثاء الماضي، على بناء 3 آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة. ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو وترامب في واشنطن، في الخامس عشر من فبراير/ شباط الجاري.
وأضاف دانون أنّه "على الرغم من أنّه لن يكون هناك اتفاق تام في كافة القضايا مع الإدارة الأميركية الجديدة في السنوات الأربع القادمة، إلا أنّه توجد اتصالات وتبادل رسائل، وسنشهد فترة أفضل بكثير من السنوات الثماني الماضية".
في المقابل، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست"، عن مصدر رفيع المستوى في الإدارة الأميركية الجديدة قوله، إنّ "إدارة الرئيس ترامب حذّرت إسرائيل من مواصلة اتخاذ خطوات أحادية الجانب، مثل المصادقة على البناء الجديد في المستوطنات".
وأشارت الصحيفة إلى أنّها المرة الأولى التي يلمح فيها مصدر رفيع المستوى في البيت الأبيض، إلى أنّ إدارة ترامب ملتزمة بحل الدولتين.
وكشف المصدر الأميركي أنّ حكومة نتنياهو، لم تبلّغ الإدارة الأميركية مسبقاً بقرار المصادقة على 5500 وحدة سكنية، أعلن نتنياهو عنها خلال هذا الأسبوع.