إسرائيل: الضعف الأميركي وراء تفجير صفقة الأسرى

02 ابريل 2014
إسرائيل: الضعف الأميركي شجع الطرف الفلسطيني (أحمد غرابلي-فرنس برس-Getty)
+ الخط -
اعتبرت الصحافة الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن الموقف الأميركي كما تبدى بالإعلان عن عدم اتخاذ قرار بشأن الافراج عن الجاسوس جوناثان بولارد، هو تكرار لسياسة التسويف والانتظار التي انتهجتها الولايات المتحدة في ملفات ساخنة مماثلة مثل الموضوع السوري والموضوع الإيراني.

وكتب عاموس هرئيل في "هآرتس" يقول: "إن الأطراف الثلاثة (الأميركيون، الإسرائيليون، والفلسطينيون) معنيون بإيجاد حل تسوية لتمديد المفاوضات، وإن كان ذلك لا يعني بالضرورة أنه في حال تمديد المفاوضات لعام آخر، فسيفضي ذلك إلى التوصل لاتفاق دائم.

من جهته، نقل المحلل السياسي للإذاعة الإسرائيلية، رونين بولاك، عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، قوله أن ما حدث الثلاثاء جاء عملياً بفعل الضعف الذي أبداه الأميركيون خلال المحادثات التي قادها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري. ووفقاً للمصدر، شجع هذا الضعف الطرف الفلسطيني على التشدد في مواقفه.
ورأى بلولاك أن الخطوة الفلسطينية بالتوقيع على الانضمام إلى 15 منظمة واتفاقية دولية هي بمثابة تفجير "أزمة تكتيكية". ورأى أن الصفقة الأميركية قد تخرج في نهاية المطاف من جديد وتأخذ طريقها إلى  التطبيق.
في غضون ذلك، أعلن عضو الوفد الفلسطيني المفاوض، محمد اشتيه، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، صباح اليوم، أن من شأن الطرف الفلسطيني أن يوقف مسار التوجه للأمم المتحدة في حال إفرجت إسرائيل عن أسرى الدفعة الرابعة ونفذت تعهداتها والتزاماتها.
وأكد اشتيه أن موضوع بولارد هو موضوع إسرائيلي - أميركي ولا دور للفلسطينيين فيه. وأضاف: "ما يهمنا هو تحرير أبنائنا". وأوضح اشتيه أن إلغاء اللقاء بين كيري ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، جاء بعدما فشل كيري، وبعد جلستين متتاليتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، في إحراز أي تقدم.
وكان وزير الخارجية الأميركي قد أعلن ليل الثلاثاء الأربعاء في بروكسل، أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق لتحرير أي أسير بمن فيهم الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية. وقال كيري "إن على الحكومة الإسرائيلية أن تتخذ قرارها بهذا الخصوص".
وفيما ألغى كيري زيارته التي كانت مقررة اليوم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، أكد وزير الخارجية الأميركي أن واشنطن تنوي مواصلة جهودها لدفع المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إلى الأمام.
وقال كيري للصحافيين على هامش مشاركته في اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل: "من المبكر أن نستخلص أي استنتاجات، ولا سيما استنتاجات نهائية بشأن ما حدث والوضع الناشئ".
إسرائيل ضللت الفلسطينيين سعياً إلى ابتزازهم
في المقابل، أكدت رابطة شؤون أسرى الداخل الفلسطيني، أن التقارير التي تناقلتها وسائل الإعلام لم تكن إلا قنابل دخانية أطلقتها إسرائيل سعياً إلى ابتزاز الطرف الفلسطيني. واعتبرت الرابطة، في بيان، أنه "خلال كل هذه الفترة لم تبلغ سلطات الاحتلال بأي قرار ينص الإفراج عن أسرانا، وعملت في الوقت نفسه على خلق جو في الإعلام يوحي بأن هناك صفقة، والصحيح هو أن الاسرائيليين والأميركيين فاوضوا أنفسهم واتفقوا مع أنفسهم وقرروا لأنفسهم ما هي الصفقة وأرادوا فرضها على الطرف الفلسطيني كأمر واقع".
وأضافت "أنه منذ اقتراب موعد استحقاق الدفعة الرابعة وسلطات الاحتلال تمارس الخداع اليومي والمماطلة وبالوقت نفسه التضليل الإعلامي". وخلصت الرابطة في بيانها إلى القول "لم تقدم حكومة الاحتلال على الخطوات المطلوبة منها، وهي واضحة وجلية، والمتمثلة بالإفراج عن الدفعة الرابعة وعلى رأسهم أسرى الداخل. واستبدلت الخطوات العملية باجتماعات تنتهي بتحديد مواعيد لاجتماعات جديدة رافقها عمليات ابتزاز وطلب تنازلات سواء على المستوى السياسي أو على مستوى قضايا الأسرى".