ولتفادي الاحتجاجات الحقوقية التي رافقت قرار الحكومة الإسبانية إنشاء سياج شائك على حدود مدينة سبتة التي يدخلها مهاجرون سريون عن طريق تسلق السياج في غفلة من أعين المراقبة، أكدت وزارة الداخلية الإسبانية أنها سوف تزيل الشفرات الحادة وتضع سياجاً لا يؤذي السلامة الجسدية للإنسان.
وتسعى إسبانيا من خلال زيادة ارتفاع السياج الحدودي إلى تشديد المراقبة الأمنية، في ظل انتقادات من المهاجرين. وقال برنار أمادو، وهو مهاجر أفريقي بالمغرب لـ"العربي الجديد"، إنّ زيادة ارتفاع السياج حول سبتة لن يمنع المهاجرين من تجريب حظهم في الوصول إلى إسبانيا مهما كلفهم الأمر".
وتابع أنّ "ما صدر عن الحكومة الإسبانية هو فقط للاستهلاك الإعلامي، وأيضا لإدخال الفزع في قلوب الراغبين في الهجرة عن طريق تسلق السياج"، مضيفاً أن مدريد تتجاهل أن هناك طرقاً كثيرة أخرى لدخول أراضيها، مثل قوارب البحر والتسلل في الشاحنات وطرق احتيالية عديدة.
ويرى مدير مرصد الشمال لحقوق الإنسان، المهتم بملف الهجرة غير الشرعية، محمد بنعيسى أنّ "قرار السلطات الإسبانية الزيادة في ارتفاع السياج الذي يحيط بالمدينتين المحتلين سبتة ومليلية، ينم عن ضعف في الرؤيا لدى الجانب الإسباني".
وأكد بنعيسي في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن "ظاهرة الهجرة السرية في غرب المتوسط أصبحت تتم عبر قوارب الموت، لكونها في تصور المهاجرين أكثر نجاعة وأمانا ونجاحا عكس الطريقة الثانية المتمثلة في اقتحام السياجات الحدودية التي أصبحت تعرف تراجعا نتيجة المخاطر ووجود طوق أمني ونقط مراقبة عديدة.
ولفت إلى أنه "على الرغم من كوننا نشهد خلال هذه الفترة نوعا من التراجع في محاولات الهجرة السرية خلال الأشهر الحالية، نتيجة أمواج البحر المتلاطمة، فإنه من المتوقع ارتفاع محاولات الهجرة ابتداء من شهر مايو/ أيار القادم"، وفق تعبيره.