عثر الفلسطينيون في بلدة إذنا غربي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، على مقبرة مكونة من قسمين تعود للعهد الروماني، يرجح علماء الآثار أنها تعود لأكثر من ألفي عام.
يتضح أن المقبرة هي رومانية عائلية بحسب ترجيحات العلماء، تم اكتشافها أثناء قيام بلدية إذنا بتوسيع وشق شارع يربط البلدة بالقرى المجاورة، وعند العثور عليها تم إبلاغ وزارة السياحة والآثار التي جلبت خبراءها إلى المكان ورجحت أنها رومانية قديمة تحمل في طياتها الكثير من الدلالات التي تربط الفلسطينيين بجذورهم في الأرض.
عبد الرحمن طميزي رئيس دائرة الإعلام في بلدية إذنا يقول لـ"العربي الجديد" إن المقبرة المكتشفة مكونة من قسمين، يضمان عدداً من القبور، الأول بمساحة 50 متراً مربعاً، والثاني بمساحة 30 متراً ويبعدان عن بعضهما البعض نحو 50 متراً، منحوتة في الصخور "الطباشيرية" على شكل دائري.
يضيف طميزي أن المقبرة عائلية قديمة، تدل على الإرث الفلسطيني، وارتباط الفلسطينيين بماضيهم القديم جداً، ووجودهم في أرضهم وحفاظهم عليها، وهذه المقبرة التي تم اكتشافها بالرغم من تحطم بعض القبور فيها، أثناء عملية شق الطريق، سيتم الحفاظ عليها لتبقى دلالة على التاريخ الفلسطيني في إذنا.
الموقع سيتم تسجيله معلماً تاريخياً فلسطينياً في سجلات وزارة السياحة والآثار، رغم أن القبور تعرضت للنبش قديماً، وهي مسروقة، وبحسب طميزي فإن طبيعة القبور لها دلالة كبيرة تاريخية تدل على عراقة الشعب الفلسطينية، والحقب التاريخية الكثيرة، وهذه المقبرة عمرها أكثر من 2000 عام.
على مقربة من المقبرة ثمة ثلاث خرب أثرية في البلدة، وكهف أيضاً يقدر عمره بنحو 3000 عام، وهذا يعتبر المعلم الأثري الرابع عند الفلسطينيين في ذات البلدة، وهو ما سيتم المحافظة عليه، وترميمه، ودراسته عن كثب بالتعاون مع مختصي وخبراء الآثار الفلسطينيين، لتصبح شاهداً جديداً ودلالة أخرى على عمق ارتباط الفلسطينيين بأرضهم وتواجدهم فيها منذ القدم.
المقبرة في الوقت الحالي، سيتم إحاطتها بسياج للحفاظ عليها من قبل طواقم بلدية إذنا، بينما سيتم وضع لوحة تعريفية بأهمية وعراقة المكان، للناس الذين قد يقصدون المقبرة بغرض الاستطلاع، الأمر الذي سيحولها فيما بعد، عقب تسجيلها من قبل وزارة السياحة والآثار إلى معلم أثري فلسطيني.