وتأتي الخطوة الأميركية المقترحة، في وقت تغرق فيه سورية في فصلٍ جديد من العنف الدموي، وفي خضم "فوضى دبلوماسية" في هذا البلد، أحدثها دخول تركيا، وهي حليفٌ "أطلسي" للولايات المتحدة، في معركة مع المليشيات الكردية في سورية المدربة أميركياً.
ونقلت المجلة عن مسؤولين حكوميين غربيين وخبراء اعتقادهم أنه من المبكر إلغاء منصب المبعوث الأميركي الخاص لدى "التحالف الدولي"، خصوصاً أن واشنطن كافحت من أجل صياغة استراتيجية سياسية متماسكة بعد "النجاحات العسكرية" ضدّ "داعش".
وبحسب تشارلز ليستر، من معهد "الشرق الأوسط"، فإن الولايات المتحدة تحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى شخص في هذا المنصب، يعمل على الأرض هناك (في سورية والعراق)".
واعتبرت "فورين بوليسي" أن الخطوة الأميركية بالاستغناء عن منصب المبعوث الخاص لـ"التحالف" ضد "داعش"، والذي يشغله حالياً بريت ماكغورك، تعكس واقع التغيير في الميدان، حيث يواصل التنظيم الإرهابي خسارته للأراضي التي كان احتلها. كما قد تتناسب مع رؤية وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون للتخلص من مناصب "مبعوثين خاصين" عدة، بحسب مسؤولين حكوميين سابقين تحدثت إليهم المجلة الأميركية.
وقال مساعدون في الكونغرس مطلعون على الموضوع إن مهمات المبعوث الخاص لـ"التحالف" قد توكل مجدداً إلى مكتب مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية الأميركية، لكن موعد هذا التغيير لا يزال غير واضح، كما مصير ماكغورك، وما إذا كان سيتولى منصباً دبلوماسياً آخر داخل الإدارة الأميركية.
وفي هذا الإطار، قال مساعد في الكونغرس إن "الفكرة هي أن يعرض عليه شيءٌ ما داخل الإدارة". ورفضت الخارجية الأميركية التعليق على الموضوع، مؤكدة أن المبعوث الخاص لـ"التحالف" لا يزال يؤدي مهماته.
ونقلت المجلة الأميركية عن هيذر نويرت، المتحدثة باسم تيلرسون، أن "داعش" لا يزال يشكل خطراً فتاكاً، وهو أولوية بالنسبة للوزير تيلرسون ولفريقه". لكن غياب ماكغورك ومنصبه، بحسب "فورين بوليسي" سيترك فراغاً دبلوماسياً أميركياً في المنطقة، التي لم تستطع واشنطن أن تؤسس لها سياسةً واضحة، تتخطى الحرب العسكرية ضد "داعش".
ويقول أحد المساعدين في الكونغرس للمجلة إن ماكغورك، الذي خلف في هذا المنصب الجنرال المتفاعد جون آلن، لعب دوراً هاماً في وضع السياسة الأميركية في سورية، فضلاً عن أنه لا أحد يعرف العراق كما يعرفه هو". وهو خدم لمدة 14 عاماً في مناصب حكومية رفيعة، مختبراً الإدارتين الجمهورية والديمقراطية. كما أنّ الوقت الذي أمضاه في التركيز على الملف العراقي سمح له بنسج علاقات متينة في أرجاء المنطقة، رغم إثارته غضب تركيا، بسبب دعمه للأكراد.