كشفت صحيفة "معاريف" الإسرئيلية النقاب عن أن الإدارة الأميركية الحالية، تحت رئاسة دونالد ترامب، تعتقد، وبعد جولات المبعوث الرئاسي، جيسون غرينبلت، أن بمقدور رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في حال ممارسة ضغوط أميركية عليه، أن يتجه نحو إعادة تشكيل ائتلافه الحكومي، عبر ضم حزب المعسكر الصهيوني، بقيادة يتسحاق هرتسوغ، والتخلص من حزب البيت اليهودي الاستيطاني، والانخراط في عملية سلمية جديدة مع الجانب الفلسطيني، وبمشاركة دول عربية.
وبحسب الصحيفة، فقد توصل المبعوث الرئاسي الأميركي إلى هذا التقدير بعد جولاته ولقاءاته الأخيرة في المنطقة، وأن غرينبلت يعتقد بإمكانية إحياء خيار المؤتمر الإقليمي، الذي كان طرح العام الماضي أيضا، بدعم مصري، وتحدث عن توسيع صفوف الحكومة الإسرائيلية، وفقا للسيناريوهات التي كانت مطروحة الصيف الماضي، بعد سلسلة المفاوضات التي أجراها نتنياهو مع هرتسوغ، والتي تمخضت عن التوقيع، في حينه، على مذكرة من ثماني نقاط يتم إعلانها مع انضمام هرتسوغ لحكومة نتنياهو، تمهيدا لإطلاق مبادرة سلام إقليمية، بتأييد ومشاركة كل من مصر والأردن، وربما أيضا دول خليجية أخرى، طرح من بينها السعودية والإمارات العربية.
وسقط هذا الخيار بعد أن تراجع نتنياهو عن تفاهماته مع هرتسوغ، وفضل توسيع ائتلافه الحكومي عبر ضم حزب أفيغدور ليبرمان.
ويبدو أن الاتصالات التي تجري في الأيام الأخيرة، ومن ضمنها، بحسب ما أوردت "معاريف"، اللقاء الخاص الذي عقده غرينبلت الأسبوع الماضي في بيته مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، اجتماعه مع هرتسوغ خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، تتجه نحو تفعيل هذا الخيار مجددا في حال اقتنعت إدارة ترامب بإمكانية الضغط على نتنياهو في هذا الاتجاه.
وذكر تقرير "معاريف"، في هذا السياق، أن هناك قلقا في صفوف اليمين والحكومة الإسرائيليين مما يبدو إصرارا من جانب الإدارة الأميركية للاتجاه نحو "إبرام الصفقة" التي تحدث عنها ترامب، خلال وبعد الانتخابات الأميركية، للتوصل إلى تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين، خاصة وأنه خلافا لولاية الرئيس السابق، باراك أوباما، لن يكون بمقدور إسرائيل اتهام الإدارة الحالية بأنها "متحيزة ضد إسرائيل".
وبحسب الصحيفة، فإن غرينبلت غير مقتنع بادعاءات نتنياهو بأن يديه مقيدتان بفعل تركيبة الائتلاف الحكومي الحالي، إذ يرى المبعوث الأميركي أن بمقدور نتنياهو توسيع هذا الائتلاف، أو إجراء تعديلات في تركيبته، لصالح مشاركة زعيم المعارضة، يتسحاق هرتسوغ، وحزبه "المعسكر الصهيوني"، في ائتلاف نتنياهو الحالي، وتوفير أغلبية لتحرك سياسي إقليمي.
ويمكن ربط هذا كله بدعوة وزير الداخلية الإسرائيلي، أريه درعي، أمس، ليتسحاق هرتسوغ للانضمام إلى الائتلاف الحكومي الحالي، بما يعزز فكرة إعادة الدفع بهذا الخيار من قبل نتنياهو، في ظل تصاعد حدة التوتر في الائتلاف، ليس فقط مع وزير المالية، موشيه كاحلون، وحزبه "ييش عتيد"، وإنما أيضا التوتر مع حزب البيت اليهودي، بقياد نفتالي بينت، الذي يواصل تحدي نتنياهو عبر طرح سيل من الاقتراحات لمشاريع قوانين وخطوات سياسية نحو ضم الضفة الغربية، أو الكتل الاستيطانية، وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، وإطلاق حركة الاستيطان، فيما يحاول نتنياهو صد هذه الاقتراحات بانتظار التوصل إلى معادلة متفق عليها مع إدارة ترامب بهذا الخصوص.
وما يعزز هذا الاعتقاد هو تصريح هرتسوغ، خلال خطابه أمام مؤتمر اللوبي الإسرائيلي "أيباك"، إذ قال "إن هناك فرصة نادرة تتمثل بوجود الإدارة الحالية لصالح الاتجاه نحو تحرك إقليمي تاريخي على أساس المبادرة العربية. وهي التعابير نفسها التي استخدمها هرتسوغ خلال الصيف الماضي، أثناء المفاوضات السرية التي أجراها مع نتنياهو، بشأن توسيع الائتلاف الحكومي".
وأعلن هرتسوغ يومها أنه توفرت، في الصيف الماضي، فرصة تاريخية تمثلت بتأييد مصري وأردني وعربي لجهة إطلاق مبادرة إقليمية، كانت إسرائيل معنية بإطلاقها لإحباط وإفشال المبادرة الفرنسية والمؤتمر الدولي في باريس، الذي عارضته إسرائيل كليا.
ويرتبط هذا بما ذكرته "معاريف" من متابعة الحكومة الإسرائيلية لمشاركة المبعوث الرئاسي الأميركي في مؤتمر القمة العربية في عمان.
وتربط الحكومة الإسرائيلية بين هذه المشاركة وجولة الاتصالات التي قامت بها إدارة ترامب، وبين اللقاءات المرتقبة بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وبين رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، ومن ثم اللقاء المقرر بين ترامب ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.