ينطلق معرض الفنان التشكيلي المصري إبراهيم الحداد "سرنديبية" في غاليري "المشربية للفن المعاصر" في القاهرة، مساء بعد غد الإثنين ويتواصل حتى 22 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وفيه يعود بمجموعة جديدة من الأعمال مشبعة بإحساس قوي بالهدوء والضعف، تجسد شخصيات مختلفة.
أعمال البورتريه تستحضر "الملامح الجسدية المصرية القديمة، ممثلة ببساطة مجردة من كل حيلة أو طغيان، تاركة فقط ما هو أساسي، حضورها النبيل وهشاشة كيانها. إنهم أحياء، يتنفسون متجمدون تقريبًا في الزمان والمكان، مما يشع بإحساس قوي بالألفة يشجع المشاهدين على التفكير بشكل أكبر في إحساسهم بالإنسانية وتعميقه" بحسب تقديم المعرض.
هذه الشخصيات لم تعد مرتبطة بزمان ومكان، بل أصبحت كائنات عالمية تكشف عن نفسها لنفسها وتنبعث منها شحنة عاطفية وإنسانية عميقة. والعناصر الطبيعية العديدة في لوحات الحداد مثل الطيور والأسماك والكروم ليست مجرد عناصر زخرفية، بل لها غرض محدد، وهو تعزيز لحظة التواصل مع الواقع اليوم.
بالنسبة إلى الحداد فإننا كأفراد لا نرى شيئاً فعلاً حتى نفهمه جيداً، ومن خلال الرسم يحاول فهم حركة الأشياء والشخصيات في الزمان والمكان، في أعمال منجزة بالزيت والأكريليك، وهي الخامة التي استخدمها في عدة معارض يستكشف محيطه من خلالها إلى جانب مواد مختلطة يعيد تدويرها، من معارضه "أشياء بسيطة"، و"حضور اللامرئي"، و"سائر".
البشر في لوحات الحداد يأتون من ماض بعيد، يمشون في غابات ويعيشون بين الحيوانات والأشجار في سلام كامل معها، أما الألوان التي يعتمدها الفنان فحارة تناسب الخطوط البدائية التي يعبر من خلالها عن الشخوص والزمن، لكنه لا ينسى أن يضيف اللمسة الساخرة التي تظهر في كل أعماله، وهي هنا في تفاصيل الملابس وأشكال الشخصيات الغريبة.