أيزنكوط يدعو لـ"عدم المبالغة" في تأثير الانسحاب الأميركي من سورية

23 ديسمبر 2018
أيزنكوط: القرار الأميركي حدث مهم (دان بورجيس/Getty)
+ الخط -
في أول تعقيب رسمي له، على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من سورية، دعا رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوط، إلى "عدم المبالغة" في تأثير القرار على الأمن الإسرائيلي "رغم أهميته".

وقال أيزنكوط، في كلمة أمام مؤتمر نظمته صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الأحد، إنّ "القرار الأميركي حدث مهم، ولكن ينبغي عدم المبالغة في أهميته".

وأضاف أيزنكوط: "لقد واجهنا على مدار عشرات السنين الجبهة السورية، وعلى طول الطريق عمل الجيش بشكل مستقل في هذه الجبهة، وفي السنوات الأخيرة نحن نعمل أيضاً من أجل مصالح دولة إسرائيل، وقد اتخذ القرار الأميركي في الوقت الذي بلغت فيه العلاقات بين الجيش الإسرائيلي وبين الجيش الأميركي أوجها".

وأشار أيزنكوط إلى أنّ "الوجود الروسي في سورية منذ نهاية عام 2015، خلق وضعاً جديداً. لقد ألزمنا بالحوار وبناء آلية لمنع الاحتكاك. وقد شعرت على مدار هذه الفترة كلها بأنّ هناك تفهماً لحاجات إسرائيل في حرية الحركة. وقد مكنتنا آلية التنسيق لمنع الاحتكاك مع الروس، عشية وصولهم، من العمل من أجل مصالح دولة إسرائيل".

وكرّر أيزنكوط الحديث عن الخطر الإيراني، قائلاً إنّ "محاولة منع الانتشار الإيراني في سورية، كانت الجهد الأساسي الذي انهمك فيه الجيش الإسرائيلي، في السنوات الأربع الأخيرة. وقد بذلنا وخصصنا لذلك موارد هائلة، لا يعرف عنها المواطن العادي، وللأسف فإنّ الجمهور يعرف بنشاطنا فقط عندما تم إسقاط طائرة إسرائيلية، وحتى ذلك الوقت كانت هناك مئات الهجمات الإسرائيلية الناجحة، ارتأينا ألا نكشف عنها".

وبحسب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإنّ الهدف الإيراني في سورية هو بناء قوة عسكرية من 100 ألف مقاتل، وبناء قدرات متعددة؛ برية وبحرية واستخباراتية، وتأمين خط أمامي في الجولان، مستدركاً بالقول: "لكننا وفي مواجهة هذا الهدف وضعنا خطة طرحناها على الحكومة وتم إقرارها. وقد عملنا، على مدار عامين متواصلين، لمواجهة المخطط الإيراني، وأحبطناه من خلال عمليات إسرائيلية مستقلة كلياً، في مواجهة باقي اللاعبين".

ولفت أيزنكوط إلى أنّ "نقطة التحوّل الفارقة، هي عندما شنّت إيران هجوماً صاروخياً على إسرائيل، ليلة التاسع والعاشر من مايو/ أيار، عندما أطلق الإيرانيون أكثر من 60 صاروخاً باتجاه إسرائيل".

مع ذلك أقرّ أيزنكوط بأنّ "إسرائيل لم توقف القدرات والحلم الإيراني ببسط هيمنة إقليمية، وقدرات لها في سورية".

وتطرّق أيزنكوط إلى "القدرات الصاروخية لـ"حزب الله" اللبناني، ومساعيه لتحسين دقة الإصابة"، قائلاً إنّ "هذا الموضوع استحوذ على جهد إسرائيلي، في السنوات الأخيرة، وقد نفّذنا هجمات كثيرة لمنع انتقال هذه القدرات إلى لبنان، من خلال استهداف مصانع وعمليات أخرى".

وفي ما يتعلّق بموضوع "الأنفاق الهجومية لحزب الله"، كرّر أيزنكوط الادعاء الإسرائيلي بأنه "كانت لدى حزب الله رغبة لشنّ هجوم لاحتلال بلدات، وقد نشروا قواتهم في المواقع التي حفروا فيها أنفاقاً أقل، وليس من الصعب تحليل ماذا كان سيحدث مستقبلاً لو تدهور الوضع الأمني، وبدأ تسلسل الأحداث من اختراق مئات مقاتلي الحزب لإسرائيل، وشنّ هجوم عسكري".

وأشار أيزنكوط إلى أنّ "إسرائيل رصدت هذه الخطة، وعرفت بأمرها، قبل أربع سنوات، وقمنا بوضع خطة لإحباطها دون الوصول إلى حالة حرب"، بحسب قوله.


كما تطرّق أيزنكوط إلى الأوضاع في قطاع غزة، معتبراً أنّ "الواقع هناك أكثر تعقّداً من الضفة الغربية، إذ لا يوجد في القطاع جندي واحد، فبعد عملية الجرف الصامد تضررت حماس والجهاد الإسلامي بشكل كبير. لا يمكن ردع دول ومنظمات ومنعها من تعزيز قوتها التقليدية"، على حد قوله.

وتابع: "هنا نواجه واقعاً مركّباً نحاول منعه، ونحن نقوم بنشاطات كثيرة لمنع وصول السلاح المتطور إلى داخل قطاع غزة. لقد ضربنا مئات الأهداف وألحقنا ضرراً بالغاً بهذه القدرات".

وزعم أيزنكوط أنّ "الردع الإسرائيلي مقابل حركة حماس قائم"، معترفاً في الوقت عينه "بأننا لم ننجح في توفير الشعور بالأمن، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، في مواجهة الواقع الأمني الصعب. لقد تضرر الشعور بالأمن بفعل أدوات بدائية طورها العدوّ"، على حد وصفه.

وبحسب أيزنكوط، فإنّ "ميزان الأمن الإسرائيلي في نهاية العام 2018، هو في تحسّن للغاية، مع إدراك أنّ إمكانية الانفجار كبيرة جداً، سواء على الجبهة اللبنانية أو السورية التي نشطنا فيها منذ حادثة إسقاط الطائرة الروسية" في سبتمبر/ أيلول الماضي، معتبراً أنّ "التحدي أمام إسرائيل يتمثّل في مواصلة الردع من خلال المبادرة لمنع نشوب حرب"، وفق قوله.