وقال أيزنكوط إن "إسرائيل، منذ نهاية عقد الستينات من القرن الماضي، دولة لا يمكن الانتصار عليها عسكريا على الرغم من كل تصريحات الترهيب التي يطلقها المستوى السياسي في إسرائيل".
وبحسب أيزنكوط، فإنه "لا حاجة أيضا لحلف دفاع مشترك مع الولايات المتحدة"، خلافا لما يقوله رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، مضيفا أنه "لا منطق يمكن أن يسوغ مثل هذا الحلف بالرغم من أن هناك وجهين إيجابيين لمثل هذا الحلف، الأول هو منح شعور بالأمن والأمان لعموم الإسرائيليين لمواجهة مخاوف تكرار الهولوكوست، والثاني أن هذا الحلف يلزم الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة بشكل قانون بالدفاع عن إسرائيل".
في المقابل، يرى أيزنكوط، الذي يعارض فكرة حلف الدفاع المشترك، أن مثل هذا الحلف "يلزم إسرائيل بكشف حجم وطبيعة قوتها العسكرية، وتنسيق كل نشاطها وعملياتها العسكرية التي من شأنها أن تورط الطرف الحليف".
ويكشف عن أن "إسرائيل شنت خلال السنوات الأخيرة آلاف الأهداف في مختلف أنحاء الشرق الأوسط ضد "داعش" والوجود الإيراني في سورية وأهداف لـ"حزب الله"، دون أن تتصدر العناوين ونشرات الأخبار، وهذا كله لم يكن ممكنا لو كان هناك حلف دفاع مشترك".
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن أيزنكوط يعمل حاليا في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، ويعكف مع الجنرال احتياط غابي سيفوني، مدير برنامج العسكري وحرب السايبر في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، على بلورة وثيقة استراتيجية جديدة تكون بمثابة مرشد للمستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، وبخاصة الكابينت السياسي والأمني لمواجهة التحديات المختلفة.
وفي هذا السياق، ترى الوثيقة المشتركة للاثنين أن "هدفا طموحا مثل تقويض سلطة "حماس" عبر إعادة احتلال كامل قطاع غزة والقضاء على البنية التحتية مرهون بعبء عملياتي واقتصادي متواصل وبثمن سياسي باهظ".
ويكشف أيزنكوط في المقابلة أن "إسرائيل لا تملك عقيدة أمنية فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني، طارحا عدة تساؤلات مثل: "هل نريد تقويض سلطة "حماس"؟ هل نريد دولة فلسطينية ناقصة السيادة؟ هل نريد علاقات أمنية مع السلطة؟ هل نريد أصلا سلطة فلسطينية قوية قادرة على تنفيذ سياساتها المستقلة أم نريد تقويضها؟".
ادعى أنه كان يعارض تعزيز قوة "حماس"، معتبرا ذلك "خطأ استراتيجيا، وبالتالي علينا العمل لإنهاء سلطة "حماس"، قد لا يكون ذلك مطلبا الآن بفعل الاعتبارات المختلفة، وما تفرضه مساعي إيران في الجبهة الشمالية، لكن الهدف على المدى البعيد يجب أن يكون إضعاف قوة الحركة بشكل جوهري، وأن نصل إلى وضع يقوم فيه طرف معتدل بإدارة شؤون القطاع. قد يكون هذا الطرف السلطة الفلسطينية التي وقّعت إسرائيل على اتفاق معها".
وكشف أيزنكوط أن "الجيش وضع قبل سنوات تقدير موقف عسكريا ينص على أن خط غور الأردن هو حدود يمكن الدفاع عنها، في الشرق، وفي الشمال هضبة الجولان" (أي الإبقاء عليها تحت السيادة الإسرائيلية).
ووفقا لـ"يديعوت أحرونوت"، فإن الوثيقة المشتركة لأيزنكوط (44 صفحة) تغير اثنين من مركبات عقيدة الأمن الإسرائيلية، فـ"بدلا من: "ردع، إنذار، دفاع وحسم، يقترح الاثنان أربع مركبات هي: الردع، التفوق الاستخباراتي، الدفاع والانتصار".
ويقترح الاثنان مصطلح "الانتصار" على مصطلح الحسم، على اعتبار أن عقيدة الردع قد أبقت إسرائيل لسنوات عالقة في عقيدة عسكرية وقتالية حالت عمليا دون التوجه بعد عامل الردع الأولي إلى السعي لتحقيق هدف الانتصار العسكري.