أيام الاثنين في غزة... الأهالي يبعثون الرسائل والأسرى يلتقطونها

26 اغسطس 2019
تجمع أمهات الأسرى والمتضامنين معهن (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
تتجهز أم الأسير رامي العيلة صباح كل يوم اثنين، للمشاركة في الاعتصام التضامني الأسبوعي، والذي يتجمع فيه المتضامنون والمتضامنات إلى جانب أمهات وأُسر الأسرى، تضامناً مع المعتقلين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وتتزين ساحة اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الاثنين بصور الأسرى الفلسطينيين، والشعارات المساندة لهم، وتكمل المشهد الهتافات المنادية بِحُرية الأسرى، وضرورة الالتفاف الرسمي والشعبي حول قضيتهم، ومنها "الأسير قالها، الثورة إحنا رجالها"، "الأسير بينادي بدي أروح لأولادي"، "الحرية للأسير حُكمه طويل أو قصير".

وتستند أمهات الأسرى خلال مشاركتهن الأسبوعية في الاعتصام على صور أبنائهن، وقد ظهرت على وجوههن ملامح الحزن، الممزوج بالعزيمة والإصرار، على مواصلة المشاركة، والنداءات حتى نيل الحرية.

وتقول أم رامي العيلة، والتي بدأت حديثها لـ "العربي الجديد" بإرسال التحيات والسلامات للأسرى الفلسطينيين، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت نجلها بتاريخ 2 أغسطس/ آب عام 2008، ويمكث منذ ذلك الوقت خلف قضبان سجن نفحة الصحراوي، وقد حُكم عليه 17 عاماً وخمسة أيام.

الانتظار صعب (عبد الحكيم أبو رياش) 


وتقول العيلة إنها ترتقب يوم الاثنين لحظة بلحظة للخروج عبر وسائل الإعلام وطمأنة ولدها عليها وعلى العائلة، خاصة بعد منعها من الزيارة منذ عام، مفسرة ذلك بالقول: "تخبرنا زوجة ابني بعد زيارتها له بأنه يتابعنا يوم الاثنين، ما يدفعنا لانتظار ذلك اليوم المقدس على أحر من الجمر".

سجون الاحتلال تمنع الزيارات (عبد الحكيم أبو رياش) 


وتوافقها في الحرمان والدة الأسير مرعي أبو سعيدة والتي مُنعت وأسرته من زيارته منذ تاريخ اعتقاله عام 2004، وزجه خلف قضبان سجن نفحة الصحراوي، والحكم عليه بالمؤبد، مضيفة: "حتى أن ابنه والذي وُلد بعد شهرين من اعتقاله لم يقابله ولو لمرة واحدة، ولا يعرفه سوى بالصور".

أما في ما يتعلق بأسباب المنع من الزيارة، توضح أبو سعيدة لـ "العربي الجديد" أن الاحتلال الإسرائيلي والذي يمارس أبشع الأساليب مع الأسرى لا يحتاج لمبررات"، مضيفة: "الحكومة الإسرائيلية، حكومة إرهابية ظالمة، لا تراعي القوانين أو حتى الإنسانية". وتساءلت: في أي قانون أو دولة يتم حرمان الأهل من رؤية أبنائهم أو حتى الاطمئنان عليهم؟!

اللقاء أيام الاثنين ينتظره الأسرى في سجونهم (عبد الحكيم أبو رياش) 

وتوضح أبو سعيدة أن الاحتلال والذي جاء من كل بلاد الدنيا لسرقة فلسطين سيزول يوماً، موجهة رسالة للأسرى بأن الفرج قريب "لا يقتصر تضامننا معكم على يوم الاثنين، نحن معكم في صلواتنا كل يوم، حتى تحرير آخر أسير من السجون الإسرائيلية".

من ناحيتها؛ تقول والدة الأسير سميح الحداد والمحكوم 20 عاماً إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت ابنها عام 2006 على معبر بيت حانون "إيرز" خلال خروجه للعلاج من مشاكل في الصدر، مبينة أنها لا تعرف شيئاً عن تفاصيل علاجه، خاصة في ظل الأخبار المتواردة عن الإهمال الطبي داخل السجون.

وتشدد الحداد في حديث مع "العربي الجديد" على أنه على الرغم من مدة الاعتقال الطويلة إلا أن حالة التضامن كانت وما زالت مستمرة، حتى خروج ابنها وباقي الأسرى من السجون الإسرائيلية، لافتة إلى ضرورة التفاف الجميع حول قضية الأسرى، إذ تشكل حالة التضامن العامة دعماً معنوياً كبيراً للأسرى وعائلاتهم.

التجمع يدعم أهالي الأسرى معنوياً (عبد الحكيم أبو رياش) 
ولم تقتصر المشاركة على أهالي الأسرى فحسب، إذ تشارك المتضامنة سناء الوحيدي كل يوم اثنين في الاعتصام الأسبوعي، موضحة أن المشاركة تأتي لمساندة الأسرى في مطالباتهم عبر الهتافات، داعية المؤسسات الدولية والمعنية إلى مساندة الأسرى والاستجابة لمطالبهم.

من جانبها توضح الأسيرة المحررة ريا الرجودي من معسكر المغازي لـ"العربي الجديد" أنها تشارك في الاعتصام الأسبوعي التضامني مع الأسرى منذ 30 عاماً، مصطحبة أحفادها لتربيتهم على حب الوطن، والتضامن مع الأسرى.

وتوضح الرجودي والتي تعتبر أصغر طفلة دخلت سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث اعتقلت عام 1969، وقد كان عمرها 14 عاماً، أن الأسرى ينتظرون بفارغ الصبر يوم الاثنين لرؤية ذويهم عبر شاشة التلفاز أو سماعهم عبر المذياع، كذلك ينتظره المتضامنون والأهالي لإرسال الرسائل.