أول ضحية للسجائر الإلكترونية كلب صغير، هكذا تحدثت معظم الصحف البريطانية عن كلب بلع علبة نيكوتين السائل المخصصة لتعبئة السيجارة، وكان قد وضعها مالكه كيث سوتن على الطاولة، مما أصابه بتسمم أدّى الى موته بعد ساعات قليلة بالرغم من جهود الأطباء البيطريين لإنقاذه.
وكان كيث قد اشترى السيجارة الالكترونية اعتقاداً منه أنها قد تساعده على الاقلاع عن التدخين، على اعتبارها البديل النظيف والأنيق كما تغنى بها صانعوها ومروجوها وقالوا إنها آمنة، فابتلعها كلبه ومات بسببها.
لكن وكما يقول المثل العربي "مصائب قوم عند قوم فوائد"، مصيبة كيث في فقدان جروه تيري قد تنقذ حياته وحياة الملايين من المدخنين الذين اعتبروا أن السيجارة الالكترونية ذات الرائحة الجميلة المنقذ البديل للاقلاع عن التدخين.
وتأتي هذه الحادثة لتحسم الجدل القائم بين الهيئات الطبية والباحثين، في إدارة الغذاء والدواء في كل من بريطانيا وأميركا، وبين مخترعي هذه اآالة السامة وبين مروجيها، والذين أكدوا أن أضرارها قليلة مقارنة بالسجائر العادية. كذلك دفعت الاطباء إلى دق ناقوس الخطر لهذا النوع من السجائر، وكشفوا أخيراً عن دراسة تثبت أن الجرعة نفسها قد تؤدي إلى مصرع طفل صغير.
وكانت المصادر الطبية المعنية في هذا المجال ومنها إدارة الغذاء والدواء الأميركية، تحث دائماً على عدم استخدام هذا النوع من السجائر لتوفرها على كميات كبيرة من المواد الكيميائية، خصوصاً بعدما راجع الباحثون في ادارة الغذاء نوعين من أكثر أنواع السجائر الالكترونية شيوعاً، حيث وجدوا تفاوتاً واضحاً في كمية النيكوتين بين ما يقال إن السيجارة الالكترونية تعطيه للجسم، وما تقوله الشركات المصنعّة، كما وجدوا مواد كيميائية أخرى في دخان السجائر الالكترونية، وبعض هذه المواد صنفها الآطباء على أنها مواد مسببة للاصابات السرطانية، ما دفع الإدارة في وقت سابق إلى إصدار تحذير حول احتمالات تسبب السجائر الالكترونية في أضرار، وعدم الاعتراف بأمان استخدامها، أسوة بما عليه حال استخدام السجائر العادية. كذلك دعت مصادر طبية أخرى معنية بتوفير المعلومات الصحية لعموم الناس، لتوضيح خطورة هذا النوع من السجائر. من جانب آخر تنصح جمعية السرطان وجمعية أمراض الصدر في أميركا بعدم استخدام السجائر الإلكترونية، مشددةً على أن الشخص يعتبر مدخناً إذا كان يستنشق النيكوتين سواء عن طريق البخار أو الدخان.
يذكر أن السجائر الإلكترونية عبارة عن خرطوشة على شكل سيجارة عادية تعمل بالبطارية وتحتوي على خليط من السوائل ومنها مواد البروبيلين غليكول والغلسرين النباتي والنيكوتين ونكهات مختلفة، ولارائحة لها.
