أول شهداء الصحافة

10 فبراير 2015
+ الخط -
أينما هُناك موت، للصحافة ضحايا. هكذا، حصل شريف الفقي، على لقب "أول شهداء الصحافة في مصر عام 2015"، أثناء تغطيته مجزرة الدفاع الجوي، أمس، قبيل مباراة فريقي الزمالك وإنبي، والتي راح ضحيتها 22 شخصاً على الأقل.

لم يتسنَّ التأكد من ملابسات وفاة الفقي، بحسب مرصد "صحافيون ضد التعذيب". وعمل الفقي صحافيّاً تحت التدريب في جريدة "شعب مصر"، بالتزامن مع دراسته في كلية الإعلام، جامعة الأزهر، الفرقة الثالثة، وهو من مواليد محافظة كفر الشيخ.

تقول الصحافية، آية ياسر، عن الفقي، في تدوينة على صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": إن "شريف كان مثل أخي الصغير، وليس مجرد صحافي عملت معه من قبل.. كان محترماً جدّاً ومجتهداً مكافحاً، كان مغترباً لا يرى أهله إلا على فترات متباعدة، لأنه كان يدرس ويعمل، كان وحيد والده ووالدته، كان بارّاً بوالدته المريضة (...) لن أترك حقك".

أما عن آخر ما كتبه الفقي على صفحته على "فيسبوك"، محدداً موقعه في إستاد الكلية الحربية: "انصر يا رب الأبطال.. الفارس الأبيض"، قاصداً فريق نادي الزمالك، ما كان له أن يدرك أن هذا الفريق الأبيض سيكمل المباراة، بينما يموت هو ورفاقه في الخارج من أجل تشجيعهم.

وفي تدوينة له سابقة في تاريخ أول الشهر، تذكر الفقي مذبحة استاد بورسعيد قائلاً "اليوم هو ذكرى حادثة لن ننساها مهما مر عليها من أزمنة، هي ذكرى ‫‏مذبحة بورسعيد، والتي راح ضحيتها 74 شهيداً من مشجعي النادي ‫‏الأهلي‫‏.. لن ننساكم.. القصاص".

وكتب الفقي، قبل وفاته بيوم على "فيسبوك": (...) إحنا الصوت لما تحبوا الدنيا سكوت". وبالفعل دقت السابعة والنصف من الأحد، فانقلبت الآية، وارتفع صوت المباراة، بينما خيَّم الصمت والسكون التام على الموتى.​
المساهمون