أول أيام العيد... الأزمة المعيشية تجمع ملايين العرب

01 سبتمبر 2017
الركود يسيطر على الأسواق في العيد (Getty)
+ الخط -
تجمع الأزمات الاقتصادية والمعيشية عددا كبير من الدول العربية مع حلول عيد الأضحى اليوم الجمعة. وبين الفقر والبطالة والعوز، يأتي ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية ضربة إضافية تمحي ملامح السعادة عن وجوه ملايين العرب. ويضاف إلى هذه المشكلات، التوتر الأمني والحروب والأمراض والأوبئة التي تضغط على الأسر.


مصر: ارتفاع الأسعار

إذ تشهد بلدة أشمون في منطقة الدلتا في مصر إقبالاً شديداً من أصحاب وتجار الماشية من البلدات المجاورة لبيع وشراء أضاحي العيد منذ ساعات الفجر الأولى، لكن التكلفة العالية هذه السنة جعلت السوق ساحة للمشاهدة أكثر منها للشراء.

وقال محمد مسعود أحد التجار لوكالة "رويترز": "العام الماضي كان هناك نشاط أكثر في السوق من حيث البيع والشراء أما هذا العام فلا تجد الماشية من يشتريها لارتفاع الأسعار".

وأوضح مسعود أن ارتفاع أسعار الأعلاف نتيجة موجة الغلاء التي تمر بها البلاد من أهم أسباب زيادة سعر الأضحية فقد ارتفع سعر العلف من 2,5 جنيه للكيلوغرام السنة الماضية إلى 7 جنيهات في الوقت الحالي.

وأضاف: "العجل الذي كان يبلغ سعره 15000 جنيه العام الماضي اقترب هذا العام من 30000 جنيه".

وبدأت موجة تضخم غير مسبوق في مصر منذ تحرير سعر صرف الجنيه في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، ما أفقده نصف قيمته. وسجل معدل التضخم السنوي مستوى قياسيا بلغ 34,2% بنهاية شهر تموز/يوليو على مدار السنة، حسب ما أفاد جهاز التعبئة والإحصاء المصري في بيان الخميس.

وقال ناصر أبو كيلة تاجر الحبوب الذي يبحث عن أضحية بسعر مناسب منذ أكثر من أسبوعين "حتى إذا أراد الناس شراء اللحوم المذبوحة فإن سعر الكيلو حاليا قفز إلى 130 جنيها".

ولفت سعيد مسعود أحد قصابي القاهرة الذي جاء إلى أشمون طامعا أن تكون أسعار الأضاحي أقل من العاصمة إلى أنه "كنت أتكلف 100-150 جنيها أجرة نقل الماشية إلى القاهرة العام الماضي، هذا العام ارتفعت تكلفة النقل إلى 400 جنيه بعد زيادة الوقود" وأشار إلى أن هذه الزيادة سترفع من ثمن الأضحية عند بيعها.

وأضاف "بسبب الغلاء، رفعت أجرة الذبح بمقدار 200 جنيه عن العام الماضي لتتراوح بين 800 و1000 جنيه".

ويبلغ عدد سكان مصر زهاء 93 مليون مواطن يعيش 28% منهم تحت خط الفقر، بحسب الإحصاءات الرسمية لعام 2015.

اليمن: لا رواتب

أما اليمنيون فاستقبلوا العيد من دون أي مظاهر سعادة، فوباء الكوليرا مُستفحل، والأوضاع المعيشية تزداد قسوة وسوءًا، فيما الحرب تواصل تقطيع أوصال البلاد، وفق تقرير لوكالة "الأناضول".

إذ إنه العيد الثاني الذي يمر على اليمني "أحمد صالح"، بعيداً عن أسرته التي تعيش في "ذمار" وسط البلاد، في حين سيضطر مجبرا لقضائه في مدينة "مأرب" (شرق العاصمة).

"صالح" الذي انتقل بمفرده إلى "مأرب" من أجل العمل هناك، تاركا زوجته و4 أبناء، يخشى اليوم العودة لمجرد قضاء العيد بين أفراد أسرته، فربما يصطدم بحاجز للحوثيين وتهمة بالانتماء إلى الجيش والمقاومة التي باتت جاهزة للمارين عبر نقاط التفتيش، وهو ما يعني اعتقاله أو حتى قتله بحسب قوله.

حال كثير من اليمنيين لا يختلف عن "صالح"، فبسبب الحرب نزح الآلاف من مناطق سيطرة الحوثيين وحلفائهم، إلى المحافظات الشرقية التي لا تزال تتمتع بقليل من الخدمات، وتتوفر فيها فرص العمل.

ولأول مرة، تبدو الأسواق في العاصمة اليمنية صنعاء، شبه خالية من المتسوقين، فقد عزف معظم اليمنيين عن شراء ملابس العيد، مُكتفين بتلك التي اشتروها في عيد الفطر الماضي.

طه الصغير، موظف في وزارة المياه ولديه 5 أطفال، قال للأناضول، إنهم "لم يعودوا فرحين باستقبال العيد، وسيكون من المؤلم لي أن أراهم دون ملابس جديدة، وألعاب، وذلك بسبب عدم صرف كامل الرواتب".

وبحسب تجار في شارع جمال، وسط صنعاء، والذي يعد مركز التسوق الرئيسي بالعاصمة، فإن الحركة التجارية انخفضت إلى أقل من النصف، خاصة محلات بيع الملابس والكماليات.

ويعاني اليمنيون من تداعيات الحرب، بمن فيهم مليون ومائتا ألف موظف يعملون في القطاع الحكومي، ويعيلون نحو 7 ملايين شخص، حيث يمر على بعضهم الشهر الـ11 دون أن يستلموا رواتبهم.

غزة: ظروف قاسية
وبدأ الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة، صبيحة أول أيام عيد الأضحى، اليوم الجمعة، بذبح الأضاحي؛ بعد أداء صلاة العيد مباشرة. 
ويمرّ هذا العيد على سكان قطاع غزة، صعباً، وسط ظروف اقتصادية وإنسانية يصفها مراقبون اقتصاديون بـ"القاسية".
وأفاد مراسل "الأناضول"، أن أسواق الأضاحي في قطاع غزة، تشهد ركوداً بسبب قلّة المشترين.
ووفق وزارة الزراعة في غزة (تديرها حركة حماس) فإن حركة شراء الأضاحي هذا العام ضعيفة، رغم انخفاض أسعار الأضاحي مقارنة بالعام الماضي.
وتقول الأمم المتحدة إن 80 % من سكان قطاع غزة يعتمدون، بسبب الفقر والبطالة، في معيشتهم على المعونات التي تقدمها مؤسسات دولية ومحلية تعمل بالقطاع.
وقال المواطن الفلسطيني بكر السرحي، من سكان حيّ الزيتون بمدينة غزة، "يشهد عيد الأضحى في قطاع غزة هذا العام، ظروفاً إنسانية واقتصادية صعبة للغاية".
ويعيش أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في غزة، أوضاعاً اقتصادية واجتماعية وسياسية، يصفها مراقبون دوليون بـ"الكارثية"، جرّاء استمرار فرض الحصار الإسرائيلي على القطاع للعام العاشر على التوالي. 
(العربي الجديد)
المساهمون