أوكرانيا: "حوار وطني" بغياب الانفصاليين ودعوة روسية للمشاركة المتساوية

14 مايو 2014
انتشار عسكري في كراماتورسك شرق أوكرانيا (جون مور/Getty)
+ الخط -

اختتمت أوكرانيا، يوم الأربعاء، أولى جلسات الحوار الوطني الذي أطلقته في إطار خطة سلام اضطلعت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بدور الوساطة فيها. وبينما لم يشارك الانفصاليون الموالون لروسيا. رأى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن "نجاح الحوار الوطني، يحتم المشاركة المتساوية لجميع المناطق في أوكرانيا"، مجدداً تأكيد بأن "أوكرانيا أقرب الى حرب أهلية أكثر من أي وقت مضى".

وفي افتتاحه اللقاء، أكد الرئيس الأوكراني المؤقت، أولكسندر تورتشينوف، أن "من يحملون السلاح ويخوضون حرباً على بلادهم، ويملون علينا إرادة بلد مجاور سيحاسبون أمام القانون، فنحن لن نخضع للابتزاز".

وأبدى تورتشينوف، استعداد حكومته للاستماع إلى أهالي المناطق الشرقية. وقال "نحن على استعداد للاستماع إلى أهل الشرق، لكن لا يجب إطلاق النار والنهب واحتلال المباني الادارية".

وأضاف تيرتشينوف "دعونا نجري حواراً، دعونا نناقش مقترحات محددة، لكن بالنسبة لأولئك المسلحين الذين يحاولون شن حرب على بلدهم، وأولئك الذين يستخدمون السلاح لإملاء إرادتهم أو إرادة دولة أخرى، سنستخدم ضدهم الاجراءات القانونية كافة وسيواجهون العدالة".

وأوضح أن "حكومته لن توقف هجماتها الرامية إلى استعادة مدن شرعية"، تخضع حالياً لسيطرة الانفصاليين الذين أعلنوا الاثنين، استقلال منطقتي لوهانسك، ودونيتسك، اللتين تضمان نحو 6.6 مليون نسمة.

وجاءت تصريحات تيرشينوف، بعد يوم دام في كراماتورسك، وهي إحدى النقاط الساخنة في شرق أوكرانيا، حين نصب انفصاليون مؤيدون لروسيا كميناً للقوات الأوكرانية، وقتلوا سبعة جنود، في أسوأ خسائر بشرية تمنى بها القوات الحكومية في اشتباك واحد، منذ أن أرسلت كييف جنوداً لإخماد تمرد في شرق البلاد.

ويشارك في المحادثات وزراء وزعماء أحزاب سياسية ومرشحون للانتخابات الرئاسية المقررة في 25 مايو/أيار وممثلون عن قطاع الأعمال ومسؤولون في الحكومة المحلية.

في المقابل، تجاهل الانفصاليون الموالون لروسيا المائدة المستديرة التي عقدتها كييف بهدف إيجاد حل سلمي للصراع الدائرة في البلاد، وقللوا من شأنها.

وقال زعيم من الانفصاليين في دونيتسك، دينيس بوشيلين، "لم نتلق أي عروض للانضمام إلى المائدة المستديرة والحوار". وأضاف "إذا كانت السلطات في كييف تريد الحوار، فقد كان عليها أن تأتي إلى هنا، لأنه إذا ذهبنا نحن إلى كييف، فإنهم سيقبضون علينا".

وتدعو خطة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إلى وقف العنف وتحث على العفو عن المتورطين في الاضطرابات، فضلاً عن إجراء محادثات حول تطبيق اللامركزية ووضع اللغة الروسية، وتنظيم موائد مستديرة رفيعة المستوى في جميع أنحاء البلاد تجمع النواب وممثلي الحكومة المركزية والأقاليم.

ووسط هذه الأجواء، أشاد مسؤولون أوروبيون بانطلاق المحادثات، إذ رحب مفوض توسيع الاتحاد الأوروبي، ستيفان فول، بالمائدة المستديرة عبر حسابه على موقع "تويتر"، معرباً عن أمله "في أن تعقد الجولة الثانية من المحادثات في شرق أوكرانيا".

كما وصفت المتحدثة باسم وزير الخارجية الألماني، فرانك شتاينماير، سوسن شبلي، "قبول أوكرانيا الحوار بأنه خطوة على الطريق الصحيح، بصرف النظر عن دعوة الانفصاليين إليه أم لا".

وفي ردود الفعل الروسية على آخر التطورات، قال لافروف، إنه "من الضروري ضمان المشاركة المتساوية لجميع المناطق في أوكرانيا في الحوار الوطني". وأشار إلى أنه "لا يجوز الجلوس إلى طاولة المحادثات ما دام إطلاق قذائف الهاون مستمراً"، مؤكداً بأن "أوكرانيا أقرب الى حرب أهلية أكثر من أي وقت مضى". ولفت الى أنه "عندما يقتل أوكرانيون أوكرانيين، أعتقد بأننا نكون أقرب الى حرب أهلية".

وكرر لافروف، معارضة روسيا بشكل قاطع انضمام أوكرانيا الى حلف شمال الأطلسي. وقال إن "محاولات جرّ أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي قد تؤثر سلباً في منظومة الأمن الأوروبي برمتها"، مشيراً إلى أن هذه المسألة لن تمس الأوكرانيين والناتو فحسب، بل روسيا أيضاً".

وحول الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 25 مايو/أيار الجاري، أكد لافروف، بأن "تلك الانتخابات لا يمكن أن تكون شرعية ما دام العنف مستمراً، ووصف ما يحدث في جنوب شرق أوكرانيا بأنه حرب حقيقية". وشدد على "ضرورة البحث عن حل للأزمة عن طريق الأخذ بعين الاعتبار مصالح كل الأقاليم الأوكرانية".

وفي السياق ذاته، أعلن رئيس مجلس النواب الروسي، سيرغي ناريشكين، في مقابلة لقناة "تلفزيون روسيا 24"، أن "رئيس أوكرانيا المقبل، لن يكون شرعياً بالكامل". وأضاف "نعتبر النظام الأوكراني الحالي غير شرعي، وبالتالي فإن درجة شرعية النظام أو الرئيس الذي سينتخب يوم 25 مايو/أيار، اذا جرت الانتخابات، لن تكون في رأيي كاملة".