أوراق بنما: بوتين يد "نظيفة" وأصدقاء متسخون

04 ابريل 2016
محيط الرئيس بوتين يواجه فضائح فساد (Getty)
+ الخط -

لم تُظهر "أوراق بنما" اسم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشكل مباشر، إلا أن ما كشفته من معلومات يظهر أن مجموعة من الصفقات المشبوهة، بقيمة ملياري دولار، والتي أدراها أصدقاء بوتين المقربون، واستفاد منها بعض أفراد عائلته، ما كان لها أن تتم دون رعاية الرئيس نفسه، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية في تحقيقها عن بوتين اليوم. 

ولمّحت الجريدة البريطانية إلى أن هذه الأموال تمت إدارتها للرئيس الروسي، دون أن يكون اسمه حاضرا في "الصفقات المشبوهة" بشكل مباشر. 

وتكشف "أوراق بنما" أن الصديق المقرّب من بوتين، سيرغي رودغولين، كان الرجل الرئيسي في شبكة الفساد، التي استفاد منها أصدقاء بوتين المقربون، وعائلته، ولا سيما ابنته كاترينا.

وتظهر الأوراق، لأول مرة، أن بوتين يمتلك 12.5% من أسهم أكبر شركة إعلانات تلفزيونية روسية، والتي تكسب ما يقارب المليار و144 مليون دولار، بالإضافة إلى منح رودغولين فرصة حصة محدودة في شركة صناعة السيارات والشاحنات الروسية (Kamaz)، و15% من شركة (Raytar) المسجلة في قبرص، بالإضافة إلى تملّكه 3.2% من بنك روسيا.


يوري كوفالتشوك، والذي يدير بنك روسيا (Bank Rossiya)، صديق آخر لبوتين، وتظهر "أوراق بنما" تورطه في تحويل مليار دولار لشركة خاصة، عن طريق البنك. وكانت الولايات المتحدة الأميركية، بحسب "ذا غارديان"، قد اتهمت كوفالتشوك بأنه يدير بشكل شخصي الأعمال البنكية لمسؤولين حكوميين روس، على رأسهم بوتين.

وورد ضمن "أوراق بنما" أن كوفالتشوك قام بتحويل مليار دولار، على الأقل، عن طريق بنك روسيا، إلى شركة ساندلوود كونتيننتال (Sandalwood Continental)، وكان مصدر هذه الأموال عبارة عن سلسلة من التمويلات المالية التي دفعها "البنك الروسي التجاري" في قبرص (Russian Commercial Bank)، والذي تسيطر عليه روسيا، بالإضافة إلى تمويلات من بنوك أخرى في قبرص. 

وتشير الصحيفة إلى عدم وضوح أسباب تمويل هذه البنوك لشركة "ساندلوود كونتيننتال"، والتي لن تُعرف إلا كشركة غير موثوقة، وهي من الشركات التي أنشأتها مؤسسة "Mossack Fonseca"، والتي كُشفت الملايين من وثائقها منذ السبعينات إلى 2016، ضمن وثائق "الفضيحة" الجديدة.

وتكشف الأوراق، أيضا، أن الأموال القادمة من البنك الروسي التجاري في قبرص تم إقراضها، لاحقا، في روسيا، في إطار عمليات تمويل ذات فوائد باهظة جدا، تم تحويلها لحساب سري في سويسرا، بالإضافة إلى شراء شركة "ساندلوود كونتيننتال" ليختٍ فارهٍ بقيمة 6 ملايين دولار، وإرساله إلى ميناء بالقرب من سانت بطرسبورغ.

وذهبت أموال القرض، بحسب "ذا غارديان"، بشكل مباشر إلى الدائرة المحيطة بالرئيس الروسي. بعض هذه الأموال دُفعت كتمويل منخفض الفائدة، دون أن يتم التأكد ممّا إذا كان "أصدقاء بوتين" قاموا بسداد أي مبالغ اقترضوها، أو تم منحهم إياها بطريقة تبدو سليمة من الناحية القانونية.


وقبل خمس سنوات تقريبا، قامت شركة "ساندلوود كونتيننتال" بإقراض شركة أوزن 11.3 مليون دولار، وهي شركة يتقاسم ملكيتها صديق بوتين، كوفالتشوك، مع شركة قبرصية، وتمتلك منتجع (Igora ski resort)، والذي أُقيم فيه حفل زفاف ابنة بوتين، كاترينا، في 2013، كما أن بوتين يُعتبر أحد أبرز المترددين على المنتجع خلال السنوات القليلة الماضية.

ويُعتقد على نطاق واسع أن ثروات بوتين تدار من خلال أصدقائه المقربين، خاصة الأخوين أركادي وبوريس روتنبرغ، وهي قصة أخرى مختلفة عمّا يتعلّق بيوري كوفالتشوك.

"أوراق بنما" أبانت، في ما يتعلق بحالة "أصدقاء بوتين" كذلك، تحويلات مالية وهمية، ومبالغ مليونية نظير استشارات غامضة، بالإضافة إلى دفع مبالغ ضخمة من المال مقابل إلغاء صفقات تبدو وهمية، كان الهدف منها إضفاء صيغة "قانونية" على صفقات يُعتقَد أنها مشبوهة.