أوباما مات دعشاً

24 فبراير 2015
يشكك البعض فيما إذا كانت واشنطن تمتلك استراتيجية (GETTY)
+ الخط -
كتب وزير الخارجية الأميركي جون كيري مقالا نشره في صحيفة "نيويورك تايمز" في سبتمبر/أيلول الماضي، أكد فيه أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أصبح يشكل خطرا دائما على دول الشرق الأوسط والولايات المتحدة، فرد عليه رئيسا حكومتي لندن وباريس أن خطر "داعش" لم يعد بعيدا عن أعتاب أوروبا. ثم صرح الرئيس الأميركي ما حرفيته أنه "إذا تمكن هؤلاء المسلحون الإسلاميون المتطرفون من السيطرة على أجزاء مهمة من الأراضي، وتجميع موارد وأسلحة وجذب المزيد من المقاتلين الأجانب؛ فإنهم سيشكلون تهديدا حقيقيا لواشنطن".

إزاء هذا الخطر الداهم، التقى العالم في قمة حلف شمال الأطلسي التي عقدت في سبتمبر/أيلول الماضي، حيث أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عن استراتيجية "واضحة وقوية" لمواجهة تهديدات "الدولة الإسلامية". ومنذ ذلك الوقت، تلاحقت تصريحات المسؤولين الغربيين، وتعاقبت المؤتمرات، وتنقلت الاجتماعات حتى استحال على المراقبين القبض على حقيقة ماهية استراتيجية أوباما وحلفائه لمواجهة تمدد "داعش" وخطرها العابر للحدود والقارات، حتى أن البعض ذهب إلى حد الشك فيما إذا كانت الإدارة الأميركية تمتلك فعلا استراتيجية أو حتى خطة لمحاربة "داعش" وأخواتها.

أكثر من خمسة أشهر مرت منذ أعلن الرئيس الأميركي، وخلفه العالم عن استراتيجية التحالف الدولي لمكافحة إرهاب "داعش" وأخواتها من التنظيمات المتطرفة، ومع ذلك لم يسجل هذا التحالف حتى اليوم أي إنجاز يذكر، بل إن ذراع "داعش" الضاربة طالت شوارع أوروبا، مرورا بكل جغرافيا العراق وسورية، وصولا إلى ليبيا ومصر والأردن. خمسة أشهر طويلة مرت، لم يحقق فيها التحالف الدولي أي إنجاز على الأرض، بل إن سلطة "داعش" تمددت على أكثر من 55 ألف كيلومتر مربع من العراق وسورية، وزادت "الدولة" الوليدة عدة وعتادا ونفيرا، وصار لها مصرف وجامعة وكلية طب وشرطة وأمن سياسي وجهاز دعاية وإعلام. خمسة أشهر مرت ولا يزال أوباما يبدو وكأنه مات "دعشا" بفعل أفلام "داعش" المرعبة، من دون أن تنقذه استراتيجيته المرتبكة، ومن دون أن يسعفه تحالف دولي "مفكك" ومرتجف تتنازع أطرافه الأجندات القُطرية الضيقة والمصالح الإقليمية المتعارضة.
المساهمون