أوباما في "قابل الصحافة" يخاطب الجمهور الأكبر سنّاً

08 سبتمبر 2014
أوباما في ضيافة برنامج يكبره بـ13 سنة(موقع إن_بي _سي)
+ الخط -

برنامج "قابل الصحافة"، الذي استضافت فيه قناة إن بي سي الأميركية، أمس الأحد، الرئيس باراك أوباما، هو أقدم برنامج تلفزيوني في تاريخ البث التلفزيوني على الإطلاق.

ولا يزال البرنامج يعرض منذ ما يزيد على 67 عاماً، أي أن ميلاد البرنامج سبق ميلاد أوباما بنحو 13 عاماً. وربما أن لجوء أوباما إلى برنامج "قابل الصحافة" يؤكد قناعة مستشاري أوباما الأكبر سنّاً بأن المحطات التقليدية وبرامجها السياسية الجادة هي الأكثر قدرة على الإقناع وقابلية للتصديق من غيرها، وإن لم تعد الأكثر انتشاراً أو الأكثر مشاهدة، وهو كسياسي يحتاج إلى الوصول للجمهور التقليدي قدر احتياجه لمخاطبة الشباب بوسائلهم الجديدة.

فقبل انتشار القنوات الإخبارية المتخصصة، ثم ظهور شبكة الانترنت التي غيّرت معالم الحياة الإعلامية التقليدية وكسرت معظم حواجز احتكار الأخبار، كان التنافس التقليدي في الاعلام التلفزيوني الأميركي منحصراً إلى درجة كبيرة على المستوى القومي بين محطتي "إن بي سي" و" وسي بي إس" التقليديتين العريقتين، مع عدم إهمال ما تقدمه محطة "أي بي سي" وقنوات أخرى مهمة تقدم أيضاً مضامين متنوعة لا تقتصر على الأخبار فقط، بل تشمل المسلسلات والبرامج الثقافية والترفيهية والوثائقية وغيرها.


ولكن التنافس في البرامج السياسية الحوارية كان رأس حربته برنامجان اثنان هما: "قابل الصحافة"، في محطة "إن بي سي"، و"واجه الأمة"، في محطة "سي بي إس"، ويعود إليهما الفضل في حجم المشاهدة الكبير الذي كانت المحطتان تحصدانه صباح كل يوم أحد، بل وتتنافسان عليه.

ويعتمد البرنامجان كلاهما على استضافة سياسي واحد أو أكثر من الوزن الثقيل، ممّن لا يمكن أن ينتهي الحوار معهم من دون معلومات تسارع وكالات الأنباء بتحويلها إلى أخبار تبرقها إلى مشتركيها بمجرد صدورها.

وطوال العقود الماضية، كان كل من هذين البرنامجين يتبادلان تفوّق أحدهما على الآخر في نسبة المشاهدة، بما يشبه تبادل الحزب الجمهوري والديمقراطي الفوز بالبيت الأبيض بين فترة رئاسية وأخرى.

ورغم أن برنامج "قابل الصحافة" هو الأقدم، إذ جاء بثّ أول حلقة منه في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني 1947، إذا ما أغفلنا سنتين قبل ذلك من عمر البرنامج بدأت في 1945 كبرنامج إذاعي، إلا أن منافسه "واجه الأمة" لم يتأخر كثيراً عنه، إذ إنه أيضاً من بين أقدم البرامج استمراراً، حيث بثّت أول حلقة منه في السابع من نوفمبر 1954، أي أنه مضى على وجوده هو الآخر ستة عقود من الزمن.

وتعاقب على برنامج "قابل الصحافة" 13 مقدماً، كانت أولهم المذيعة مارثا رونتري وآخرهم تشاك تود، الذي أجرى مقابلة الأمس مع أوباما، وكانت المحطة قد أعلنت الشهر الماضي بأنه سيتسلّم البرنامج هذا الشهر.

واعترف تشاك تود، لصحيفة يو إس توداي، بأنه لم ينم طوال الأسابيع الثلاثة الماضية، وقال: "أشعر بالعصبية، لأني لا أريد أن أخيّب ظن جماهير البرنامج أو أخيّب ظن رؤسائي في العمل". ومن المفارقات أن المقدم الجديد للبرنامج لم يكن قد حصل بعد على شهادة التخرج من جامعة جورج واشنطن عندما حاول الالتحاق ببعض الصحف، فرفض لذلك السبب، ولكنه كان يظهر كمعلّق في محطات تلفزيونية، ومن بينها إن بي سي في برنامج "قابل الصحافة" ذاته مع مقدم البرنامج تيم روسورت، فحصل على عرض من روسورت للالتحاق بالقسم السياسي في المحطة، متجاوزاً العديد من العقبات.

وتوفي تيم روسورت بأزمة قلبية في 2008 بعدما تولى تقديم البرنامج منذ حرب الخليج الأولى في 1991 حتى وفاته، واعتبر من أشهر وأقدر الصحافيين التلفزيونين في الولايات المتحدة، وخلفه في تقديم البرنامج لفترة وجيزة توم بروكو، وجاء بعده ديفيد جريجوري، الذي تولى تقديم البرنامج منذ عام 2008 حتى اغسطس/ آب من العام الجاري. كما قدم البرنامج لمدة سنتين في أواخر الثمانينات الصحافي الشهير كريس والاس.


الرؤساء والبرنامج

أول شخصية مهمة يستضيفها البرنامج مع بداية البث الملون في 1954، كانت السيناتور جون كيندي قبل أن يتولى الرئاسة. أما أول رئيس أميركي يستضيفه البرنامج أثناء توليه الرئاسة، فقد كان الرئيس جيرالد فورد عام 1975. ومنذ ذلك الحين، يحرص كل رئيس أميركي على أن يكون ضيفاً للبرنامج أكثر من مرة، ولا يوجد أي رئيس لم يستضفه البرنامج على الأقل مرة واحدة منذ ذلك الحين، باستثناء الرئيس ريجان الذي استضافه البرنامج سبع مرات قبل أن يصبح رئيساً ولم يستضفه ولا مرة واحدة أثناء رئاسته.

وفي عام 1980، استغل الرئيس جيمي كارتر ظهوره في البرنامج ليعلن مقاطعة الألعاب الأولمبية، أما الرئيس بيل كلينتون، فقد كان ضيفاً على البرنامج لمناسبة ذكرى مرور خمسين عاماً على انطلاقته، وبشأن الرئيس أوباما، فقد كان ظهوره الأول عام 2008، وهي المرة 12 التي يحل فيها ضيفاً عليه.

المساهمون