أهلّة مكفهرّة

16 فبراير 2017
("كوفية للأسرى"، رنا بشارة/ فلسطين)
+ الخط -

1

أنسفُ كبريائي
ليزداد عدد النجمات بعينيها
ويضاف لحنجرتها كروانٌ آخر


2

كم لي من الحنين لنفسي ولكِ
كنتِ مذ إغفاءةٍ أمامي
وعيناكِ تجترحان القصائد
وترقبان شفاهي المتكلّسة
و كفّيَ القطبيتين
فمن يهز شجيرة الياسمين
ويلملم الأحلامَ الراسية على جفنيك؟
ويخيطَ الجرحَ بين غزةَ والضفة؟
مَن؟!
فهل أضعتكِ وأضعتُ الجواب و الرّاحة؟
ويكأن قلبي تكسوهُ الحراشف!
وما لبثتُ أني لا زلت على حالي
ما عادت نظرات مقلتيك تبلسم أيما جرح،
فيا أميرة العصافير
دعي كل شيء
فإن الدم يتخثر وحده


3

دعي الأوهام تجيب هذه المرة
فمن بركةِ الدمعِ تظهرُ علقةُ القصيدة
ومن يديكِ الصغيرتين تتناثر قطراتُ الطّلِ والأمل


4

تتكاثر الأماني في رحم القنوط
وكلُّ الأبواب الموصدة
تأبى الغسق
والضوءُ الخافتُ يفرشُ النّهار.


5

يرسم شرودي الأساطير الجارية
وأنا رسامٌ سيئ وجسدها تتخلله العتمة
تنوسُ بهجةٌ على خديها
وأنا أقف مكتوف الإرادة والانتماء.


6

أترجين العودة لحيفا
أترجين تلفازاً وثلاجةً وطمأنينة
وحِرزاً من شظايا الليل..

وينزحُ الفؤاد إليكِ
ينزح الفؤاد
فهلا بقيتِ بالقرب
كيلا تندثر الشوارع تحت إعصار الخردة والجمر
والدم والصراخ والوجل...
هلا بقيتِ بالقرب


7

ماذا لم أنسَ عندكِ في المرةِ الأخيرة
وما تبقَّى لي؟
بعدما هربنا من بيوتنا في عزِّ الظهيرة و وكالات الأنباء
حينها تشابكت أصابعنا
وسقطُ الموت.. هاتِ يدكِ
(إي وإلهي.. سقط)
لم أعد أعرف ماذا يجب أن أقول
فالغمرُ فجاءةً يجتاحُ وينقضي..
ولا أملك إلا جرّة جُملٍ وقشة.


8

هكذا
بدأت الأماكن تستعيد توازنها
والقبور تستعيد شواهدها
وروحي تنكمش
لكني الخاسر الأعظم
فلترفع أعلامُ الصمت على أنقاض رسائلي.

* شاعر من فلسطين

المساهمون