أهداف العام: نصائح لتفادي فشل جديد

01 يناير 2020
كيف تلتزم بخطط العام الجديد؟ (Getty)
+ الخط -
يضع ملايين الأشخاص أهدافاً لتحقيقها مطلع كل سنة، لكن عاماً بعد عام يفشل عدد من هؤلاء في تنفيذ القائمة. ونتيجة لذلك، غالباً ما تتكرّر الأهداف نفسها كل عام، وتمتد ربما لعقود، وتتمحور أغلبها حول الحياة الصحية، والتوفير المالي، والعلاقات السعيدة، وتخصيص وقت أكبر للأسرة. فلماذا يفشل الأشخاص في الالتزام بأهدافهم السنوية، ويعودون سريعاً إلى الروتين اليومي، فتتشابه أيامهم وسنواتهم؟ دراسات كثيرة تناولت هذا الموضوع عبر السنوات، خصوصاً في العقد الأخير، بعدما تحوّلت الصحة النفسية والتنمية البشرية جزءاً أساسياً من الأهداف التي يختارها الأشخاص بعيداً عن الخطط المادية.

أغلب هذه الدراسات ركزت على عوامل محددة ومتشابهة، وقدّمت نصائح يمكن اتباعها لضمان نجاح الخطط السنوية.

يقول جوناثان ألبرت، وهو مؤلّف كتاب Be Fearless: Change Your Life in 28 Days الشهير، إنّ السبب الأساسي وراء هذا الفشل هو أن الأهداف لا تكون محدّدة بما فيه الكفاية. ويعطي أمثلة على ذلك. فأغلب الأشخاص مثلاً يختارون "إنقاص الوزن"، بينما يجب أن يكون العنوان الأساسي "أنقاص 9 كيلوغرامات" على سبيل المثال، أي أن تكون النتيجة المرجوة محدّدة سلفاً. ويشّدد ألبرت على ضرورة اختيار لغة إيجابية عند وضع مخطط للعام الجديد "عندما يقرر الأشخاص التوقف عن إهدار الأموال أو التوقف عن تناول الوجبات السريعة، على سبيل المثال، فإنهم سيفكرون فقط في الأشياء التي عليهم تجنبها، وبالتالي ستصبح تلقائياً هاجساً بالنسبة إليهم، وهو ما يسرّع وتيرة السقوط".

كذلك يقول إنّ تحديد الأسباب التي تدفع الشخص إلى اختيار هذا الهدف أو ذاك، مهمّ جداً. وهو ما يؤكده كذلك الطبيب النفسي مايكل بينيت، فيشرح لصحيفة "نيويورك تايمز" أنه "إذا اخترتم خطتكم للعام الجديد فقط بدافع الشعور بالكراهية أو الندم أو شغف لحظي، فإن الهدف سيسقط سريعاً، ولن تتمكنوا من الالتزام به". إلى جانب كل ما سبق، يشير ألبرت وبينيت إلى مجموعة عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار، وهي عوامل مشتركة تتقاطع عندها أغلب الدراسات النفسية والاجتماعية.

الأهداف الكبيرة
يعد تحديد الأهداف الكبيرة أمراً أساسياً لتحقيق إنجازات كبيرة، ووفقاً لكلية الطب في جامعة هارفارد، فإن وجود هدف كبير بحد ذاته يمكن أن يلهم الشخص لإنجازه، سواء كان ذلك في إدارة سباق الماراثون أو بدء عمل تجاري أو كتابة كتاب أو الدخول في مدرسة للدراسات العليا. أيضاً الهدف الكبير سوف يلهم غالباً محيط الشخص. هؤلاء قد يقدمون التشجيع والدعم بطرق عملية تساعد على تحقيق الهدف.

قائمة قصيرة كل يوم
يشرح مراسل الأعمال الحائز على جائزة "بولتيزر"، تشارلز دوهايغ، في كتابه Smarter Faster Better كيف تؤثر قوائم المهام على الإنتاجية. ويوضح أن "المشكلة هي استخدام الأشخاص لقوائم مهام تعتمد على تحسين المزاج وليس الإنتاجية". ويظهر البحث الذي قام به أنه عند وضع قائمة طويلة، فمن المحتمل اختيار إكمال المهام السهلة وغير الضرورية وتأجيل المزيد من المهام المعقدة. وهو أمر يحبط الأشخاص مع مرور الوقت، لذلك بحسب دوهايغ يجب اختيار كل صباح قائمة بثلاثة أشياء، مهمة تشكل حافزاً يومياً للمضي قدماً نحو الأهداف المحددة خلال السنة.

مراقبة التقدّم
يجمع الخبراء على ضرورة اختيار أهداف قابلة للحساب والإحصاء، وقياس التقدم التدريجي الذي يتمّ تحقيقه مع مرور الأيام. بعض الأهداف يتم قياسها، مثل فقدان الوزن أو الأميال التي يتم ركضها في الأسبوع. أهداف أخرى هي أكثر صعوبة في القياس، مثل الترقية في العمل أو بدء مهنة جديدة. وفي هذه الحالة يجب تقسيم الأهداف غير المحسوبة إلى جزئيات قابلة للإحصاء: مثلاً ما هي الخطوات التي يجب اتباعها للحصول على ترقية أو وظيفة جديدة؟ هل هو الفوز بعملاء جدد؟ استكمال بعض المشاريع؟ هل الحصول على شهادة جديدة جزء من هذه المعادلة؟ كم عدد رسائل البريد الإلكتروني للشبكة التي ترسلونها؟

وداعاً للكمال
تشير "جمعية علم النفس الأميركية" إلى أن جزءاً أساسياً من النجاح يكمن في طريقة التعامل مع الفشل، خصوصاً أنه حتمي في أوقات كثيرة. الفشل هو عملية النجاح بحسب الجمعية. فالأخطاء جزء من عملية تحديد الأهداف والوصول إليها. هل يمكن منعها؟ إذا لم يكن الواقع كذلك، يجب على الشخص النهوض السريع ومعاودة المحاولة. وإذا كان من الممكن منعها، فيجب البحث عن السبب وإجراء التغييرات اللازمة للمضي قدماً.

تفادي الضغوط
عند وضع قائمة الأهداف، قد يشعر الفرد بضغط كبير بهدف تحقيقها. فالمهمة قد تبدو شاقة، وقد يجهل الفرد من أين يبدأ. كذلك قد يكون الضغط آتياً من البيئة والمحيط... ومع مرور الوقت، يتحول هذا الضغط إلى خوف ثم إحباط، لذلك يجب التعامل مع القائمة بخفة وإيجابية، بعيداً عن الشعور بالضغط.
المساهمون