في حين تزايدت أعمال القتل والاختطاف والنهب في العاصمة الأفغانية كابول، وبات يصعب على عامة المواطنين مغادرة منازلهم بعد صلاة المغرب حتى لأمر طارئ، ذكرت الداخلية الأفغانية أنها اعتقلت خلال شهر واحد، 323 شخصاً يشتبه بضلوعهم في السرقة والقتل والاختطاف.
وعلى الرغم من حملات الاعتقالات التي تقول السلطات إنها تشنها ضد العصابات المتورطة في أعمال القتل والخطف والنهب، إلا أن الجرائم لا تزال متواصلة، وبلغت ذروتها، مما أثر سلباً على حياة المواطنين وجعلهم يعيشون في كابوس من الخوف والقلق.
ويقول حاجي سميع الله، أحد موظفي وزارة التعليم، "الخوف يرافقنا في كل مكان حتى داخل المنازل، بعد أن ارتفعت وتيرة الجرائم في كابول، والمؤسف أن الأمر يحصل بالتواطؤ مع الشرطة، وفي وضح النهار".
ويشير إلى أنّ أفراد أسرته يعيشون في خوف بعد وقوع حادثة سرقة انتهت بإصابة أربعة أشخاص، إثر اقتحام مجموعة من الأشخاص منزلاً بالجوار، وحين حاول أصحاب المنزل صدهم، أطلقوا عليهم النيران، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص.
ويرى أن ما أعلنته الحكومة الأفغانية من استراتيجية جديدة لا يؤمل منها الكثير، لأن المشكلة الرئيسية حسب تعبيره "هي وجود الفساد في أروقة الحكومة وبين رجال الأمن، وجلّ ما يحدث من الجرائم بمساهمة رجال الأمن".
في المقابل، تؤكد الرئاسة الأفغانية أنها بصدد القيام بتغييرات جذرية في المنظومة الأمنية، وأن الاستراتيجية الجديدة التي ستطبق خلال الأسابيع المقبلة، ستكون لها آثار إيجابية.
وقال الرئيس الأفغاني، أشرف غني، في كلمة له أمام مؤتمر التنسيق بين السلطات الأمنية الذي عُقد في كابول اليوم الثلاثاء، إنّ "الفساد هو الداء العضال وإنّ أولويات الحكومة محاربة الفساد وقد نجحت في وضع آلية شاملة للوصول إلى هذا الهدف".
وأضاف أن حكومته تواجه مشاكل كثيرة بسبب محاربتها للفساد، لكنها ستواصل لأنه لا حياة للمواطن في ظل وجود الفساد في الأروقة الأمنية.
من جهتها قالت الداخلية الأفغانية، إنها اعتقلت خلال الشهر الماضي 323 ممن يشتبه بضلوعهم في أعمال الجريمة والقتل والنهب، وكثير منهم اعترفوا بالجرائم، مؤكدة أن قوات الأمن صادرت خلال المداهمات كميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة كانت في حوزة المعتقلين.
وأضافت الوزارة في بيان لها، أنّ شخصاً يُدعى "حيات الله" كان ضالعاً في قتل عدد من المدنيين وقد تم اعتقاله بمساعدة المواطنين. كما نوه البيان بمساعدة المواطنين لسلطات الأمن في الوصول إلى عصابات إجرامية كانت مطلوبة لدى قوات الأمن.
كما ذكرت الداخلية أنها نصبت معدات جديدة، للكشف عن المتفجرات التي تدخلها العصابات الإجرامية والجماعات المسلحة إلى العاصمة كابول، وتستخدمها في الأعمال الإرهابية والإجرامية.