أهالي المخطوفين في لبنان يواصلون المطالبة بكشف مصيرهم

27 اغسطس 2018
أهالي المفقودين في لبنان يتشبثون بمطالبهم (حسين بيضون)
+ الخط -

نظمت "لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان" تحركاً في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، بمناسبة "اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري" الذي يصادف الخميس المقبل، للتذكير باختفاء آلاف اللبنانيين بعد 28 عاماً على انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية (1990-1975).

ويأتي التحرك الذي أقيم في ساحة شهداء التحرير في حارة حريك، في الرابعة عصراً، ضمن سلسلة من التحركات التي تنقلت بين عدد من المدن اللبنانية، وشارك فيه عدد من أهالي المخطوفين، وعلى الرغم من زحام السير وضجيج السيارات، تمكن الأهالي وأطفالهم من استيقاف المارة وتوزيع بيان للتعريف بالقضية، والتأكيد على أنّها لم تمت، وأنّ الحرب الأهلية لم تنتهِ في حالتهم، إذ لم يكشف عن مصير المخطوفين بعد، كما قالت إحدى المشاركات لـ"العربي الجديد".

تضمّن التحرك كتابة الأهالي أسماء مخطوفيهم على لافتات ورفعها، وتدوين خواطر شخصية على لوح أعدّ للمناسبة، وبينها: "مهما طال الزمن، مكانك في القلب سكن (حبيب وهبي)"، و"يا رفيق درب الولدنة (الصبا) أنا صرت جَدّاً، وأبواك أصبحا تحت التراب يا أخي علي. أخوك إبراهيم"، و"أخي العزيز الغالي منصور دياب، لن أنساك أبداً. أنت في القلب"، و"وينن (أين هم)؟ حقنا نعرف (حسانة جمال الدين)"، و"لأنّنا نحبك (كامل قاسم)"، و"الغائب عن الحاضر والمستقبل، حاضر في القلب والوجدان (رمزي زيدان)، و"الفرحة لمّا نشوفكن (عندما نراكم)"، و"أنا بانتظارك (سمية قلقاس)".

كذلك، ضم اللوح: "كنت تريدني أن أصبح محامية. ذهبتَ ولم أستطع أن أكون كما أردت يا أبي. وجهتي تأرجحت مراراً وتكراراً بغيابك يا مرساة روحي. سامحني يا وجع الروح. أتوقف هنا وأكتفي بدفع القلب. يقيناً هو أصدق. أيّها الأب الفريد لم أجد بعدك نكهة سلام ولا نكهة سعادة. عد لي. افتقدك (فداء نعيم زيدان)"، و"أخي قاسم، أخي تيسير، عم أعمل أدّ ما بقدر (أعمل ما باستطاعتي)، وأرفع صوتي باسمكما، تقلّن (لأقول لهم) إنّكما مظلومان".

وقالت رئيسة اللجنة، وداد حلواني، التي خطف زوجها عام 1982، لـ"العربي الجديد"، إنّها سعيدة بتفاعل أهالي المخطوفين والأهالي بشكل عام، مع نشاطات اللجنة طوال الشهر الجاري، خصوصاً في تحركيّ صور وصيدا (جنوب) السابقين. وطالبت مجدداً بحلّ قضيتهم على المستويات الحكومية والبرلمانية.



وضم بيان اللجنة، الذي تلاه حسين حيدورة (ابن المفقود عام 1976 علي يوسف حيدورة) قسماً عاطفياً جاء فيه: "منذ حصل الخطف، تغيرت حياتنا. نحن لا نعيش مثلكم، مثل كلّ الناس. نحن فقط ننتظر. حالة الشك والضياع والانتظار التي ترافقنا ليل نهار لا يعالجها إلاّ اليقين. من واجبات ومسؤوليات السلطات الرسمية دائماً وأبداً البحث عن أبنائها المفقودين، فلماذا يشذّ لبنان؟ وهل من حلّ؟ بالتأكيد نعم".

وانطلق البيان إلى الحلّ المقترح المعدّ بالتعاون مع جمعية "سوليد"، والذي ينقسم إلى شقين: الأول إجراء فحوص الحمض النووي للأهالي تمهيداً للتعرف إلى هويات الرفات المجهولة، والكشف عمّا إذا كان بعض المخطوفين قد ماتوا، والتنفيذ يقع على مجلس الوزراء ورئيسه، للموافقة على مشروع اتفاق مقدم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر لجمع وحفظ العينات البيولوجية، وتكليف وزارة الداخلية المباشرة بالتنفيذ.

ويضم الشق الثاني إنشاء هيئة وطنية مستقلة، مهمتها الكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسراً وفق اقتراح قانون في مجلس النواب (البرلمان)، والمسؤول عن التنفيذ هو رئيس مجلس النواب، نبيه بري، من خلال عرض اقتراح القانون على الهيئة العامة للمجلس لإقراره.



وتجدر الإشارة إلى أنّ نبيه بري هو رئيس "حركة أمل" التي تحيي في 31 أغسطس/ آب من كلّ عام، ذكرى اختفاء مؤسسها ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الإمام موسى الصدر، في ليبيا، في 1978، والذي أحاطت اللوحات الإعلانية الخاصة بذكراه ساحة تحرك الأهالي.

وكان قاضي التحقيق العدلي اللبناني قد أصدر عام 2008، قراراً اتهامياً طلب خلاله إنزال عقوبة الإعدام بحق الزعيم الليبي معمر القذافي وستة من كبار معاونيه، بتهمة التحريض على خطف وحجز حرية كلّ من الصدر والشيخ محمد يعقوب والصحافي السيد عباس بدر الدين، لكنّ الجهود تعثرت ثم توقفت بعد مقتل القذافي عام 2011، لتبقى قضية الصدر معلقة مثل قضية نحو 17 ألف مخطوف ومختفٍ في لبنان.