أنور مجيد.. قصة نجاح مغربيي اخترق التابوهات

02 اغسطس 2015
أنور مجيد مفكر مغربي مقيم في أميركا(العربي الجديد)
+ الخط -
يستغرب بعض الناس كيف يصبح مغربي من مدينة طنجة رئيساً لقسم اللغة الإنجليزية في جامعة أميركية عريقة. فقد انتقل الشاب المغربي، أنور مجيد، في سن مبكرة من شمال المغرب عابراً المحيطات إلى أميركا.

درس السينما في البداية، وصاهر أسرة أميركية، واعتنق الأدب واستطاع أن يحقق مجده الشخصي قبل الثلاثين. لكنه اليوم في الأربعينيات، وأصبح أكاديميا بارزا وضمن أهم الفلاسفة الروائيين في أميركا.

ويعتبر أنور مجيد من المفكرين القلائل، الذين يشتغلون في ميادين "الحضارة والتراث والثقافات العالمية" بالولايات المتحدة، إذ تخلق كتبه الكثير من الجدل بسبب الجرأة التي يطرح بها بعض المواضيع الحساسة داخل التراث.

يحكي أنور مجيد أنه حينما دخل إلى القنصلية الأميركية في طنجة عام 1983 لإتمام إجراءات سفره إلى نيويورك، كان المغربي الوحيد الذي يود السفر لأميركا في ذاك اليوم. كانت القنصلية فارغة من طوابير الحالمين بالهجرة للعالم الجديد، حيث يمكن أن يتحقق الحد الأدنى من الأحلام. "كم تغيرت الأوضاع في ربع قرن، وكم ازدادت صعوبة تعايش العربي في أميركا"، يقول مجيد.

ويضيف لـ "العربي الجديد" أنه عندما تخرج من جامعة سيراكيوز في 1991 قدم ملفه للالتحقاق بجامعة نيو إنغلاند التي يشتغل بها اليوم نائبا للرئيس، مضيفا: "كان حلمي دائما هو أن أخلق فرعا لجامعة نيو إنغلاند في مدينتي (طنجة). وبعد سنوات تحقق هذا الحلم. اليوم أصبحت لدينا أول جامعة أميركية في المغرب".

من مجرد أستاذ في الجامعة إلى رئيس شعبة ثم إلى نائب الرئيس، استطاع أنور مجيد أن يقدم أنموذجا يحتذى لمئات الطلبة العرب في ولاية ماين شمال الولايات المتحدة. نشاطاته داخل الجامعة وعمله الدؤوب طيلة ثلاث سنوات لتأسيس جامعة أميركية في طنجة، لم تمنعه من الإنتاج الأكاديمي.

ويتأسس المشروع الفكري لأنور مجيد، من خلال كتبه وأوراقه البحثية، على ثلاثة أعمدة، يرى أنها ضرورية لنهوض العالم العربي بحضارته مجددا.

اللبنة الأولى للنهضة، حسب مجيد، هي محاربة الإفساد الذي يتعرض له المجال الثقافي العربي بخنق الأصوات الحرة، بدعوى الزندقة والكفر. ثانيا، ضرورة تقديس العمل وإعادة ترتيب القيم داخل البيت العربي، حتى يصبح العمل ليس فقط وسيلة للتعيّش ولكن قيمة القيم، أي تبني المفهوم الياباني للعمل داخل المخيال الجمعي العربي. ثالثا، الحوار مع الذات واعتبار التعليم أساس كل تنمية وطوقا للنجاة من التخلف.

يؤكد أنور مجيد أن اللحظات المشرقة في الإسلام ليست تلك التي كانت فيها الصراعات والحروب بين السلالات المتعاقبة على الدولة الإسلامية، ولكن يوم أحس الخليفة المأمون بضرورة إنشاء بيت الحكمة وبداية عمل الترجمة.

يحب ابن طنجة لقبه (إدوارد سعيد) داخل الدوائر الأكاديمية. يقول إنه تأثر بأعمال هذا المفكر الفلسطيني الأميركي، لافتا إلى أنه لا يعيش غربة سعيد، لأن مفهوم المهجر تغير في زمن الثورة التكنولوجية.
المساهمون