أنا لجين وميساء

25 ديسمبر 2014
ميساء ولجين (تويتر)
+ الخط -

"أنتَ إرهابي". "أنتِ إرهابيّة". ما أسهل توجيه هذه التهم في كوكب يعجُّ بالإرهاب. أنظمة قمعيّة ـ إرهابيّة ـ هنا، أحزابٌ سياسيّةٌ ـ إرهابيّة ـ هناك... شرطة وجيوش قاتلة ـ إرهابيّة ـ هنا، وميليشياتٌ ـ إرهابيّة ـ في كُلّ مكان...

وسط كُلّ هذه الضوضاء، هناك من أراد فقط أن يقود السيارة. مطلبٌ سلمي عادي، في كُلّ أنحاء العالم... أرادت لجين الهذلول (25 سنة)، أن تُغادر الإمارات بسيّارتها، وتدخل بلدها السعوديّة. دوّنت الناشطة كُلّ خطواتها على حسابها على "تويتر"... وصلت إلى منطقة الجمارك على الحدود الفاصلة بين البلدين، واختفت. حضرت الصحافيّة والناشطة ميساء العمودي (33 سنة) وأحضرت معها بعض الطعام... واختفت هي الأخرى.

اليوم، رفضت المحكمة الجزائية في محافظة الأحساء السعوديّة، محاكمة الناشطتين في مطالبة قيادة المرأة السعودية للسيارة الهذلول والعمودي، بدعوى عدم الاختصاص... وجرى تحويل قضيتهما إلى المحكمة الجزائيّة المتخصصة بقضايا الإرهاب.

هكذا ببساطة، جلستا خلف مقود سيّارة، فأصبحتا إرهابيّتين... بينما آلاف غيرهما يجلسون خلف المدافع والأسلحة، يقتلون ويُشرّدون... ولا مَن يتّهمهم بالإرهاب. 

هي ترجمةٌ حرفيّة لمعنى كلمة "ظلم". كُلّ الدموع المرافقة لقراءة الخبر، ولاتّهامات بعض مستخدمي وسائل التواصل للجين وميساء بالخيانة، لا تُغيّر شيئاً.

نُشارك في وسوم على "تويتر".. "#الحرية_للجين_وميساء"، نقول... نتحدّث عن "#محاكمة_لجين_وميساء".. نكتب كلماتٍ متضامنة، نذرف دموعاً، وننشر صوراً على "فيسبوك"، نتحدّث عن الحريات والقمع والمساواة... عسانا نُغيّر شيئاً، أو نمنع انتشار الظلم... ولسنا نُغيّر شيئاً. 


المساهمون