ما زال وجع النكبة التي حلّت بالفلسطينيّين في عام 1948 مستمراً. وبعدما ترك الفلسطينيّون وطنهم مرغمين، تاهوا في أماكن شتى، وقد عرف بعضهم اللجوء أكثر من مرة. أم علاء تتحدّر من بلدة طيرة حيفا في فلسطين. ولدت لاجئة في مخيّم اليرموك في سورية، وقد عاشت حياتها في المخيّم وكبرت فيه. لكن بسبب الحرب في سورية، والتي طاولت المخيم، لجأت مع والدتها وشقيقتها إلى لبنان لتعيش في منطقة البستان الكبير في مدينة صيدا (جنوب لبنان).
في الوقت الحالي، تعمل أم علاء في جمعيّة المرأة العربية ضمن مشروع التطريز الفلسطيني. تعلّم فتيات تتراوح أعمارهن ما بين 14 و17 عاماً على التطريز، علماً أن دورة التطريز تستمرّ نحو أربعة أشهر. تقول لـ "العربي الجديد": "لم نكن نتوقّع أنّنا سنترك بيتنا في مخيم اليرموك ونلجأ إلى لبنان، وقد ولدنا لاجئين. لكنّها الحرب أرغمتنا على لجوء جديد. اتخذت القرار مع أمي وشقيقتي وابنتيها على مغادرة اليرموك قبل أربع سنوات، بعدما بدأ القصف يطاول الأماكن السكنية في المخيم، وذلك خوفاً على أرواحنا. توجهنا إلى مدينة صيدا في لبنان واستأجرنا بيتاً".
تضيف أم علاء: "قبل أربعة أشهر، توفيت أمي في لبنان". الانتقال إلى بلد جديد كان صعباً. "في اليرموك، كنت أعمل في مجال تصميم الشعر والملابس والتطريز. لطالما كنت مهتمة بالتراث الفلسطيني. قبل أي شيء، يجب أن نصبّ اهتمامنا على حماية التراث الفلسطيني، ويجب تعليم التطريز للجيل الجديد".
بعدما لجأت إلى لبنان، كان لا بدّ لها من البحث عن عمل، فتعرّفت على سهيلة الخطيب، وبدأت العمل معها. كانتا تلجآن إلى تنظيم المعارض لبيع الإنتاج، بالشراكة مع آخرين. تشير إلى أنّ هناك إقبالاً كبيراً على الأقمشة المطرزة. وتلفت إلى أن "التطريز ليس مهنة في حدّ ذاته. لكن تعلّمها متعة، إذ إنه يحفظ موروثنا الثقافي الذي تركه لنا أهلنا. وإذا لم نحرص على الحفاظ عليه، فسيندثر ولن نستطيع الحفاظ على تراثنا".
تقول أم علاء إنّها لاحظت إصراراً لدى الفتيات على تعلّم التطريز رغبة منهن في الحفاظ على التراث الفلسطيني. كما أنّ التطريز سيتيح لهنّ العمل لاحقاً والاستقلالية المادية. تضيف: "أحب تشجيع التراث وتعليمه للفتيات، خصوصاً الراغبات منهن".
وعن حياتها الجديدة في لبنان، تقول: "أعمل وشقيقتي من أجل تأمين احتياجاتنا اليومية والمصاريف الخاصة بنا. كذلك، فإن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) تمدّنا بالمال من حين إلى آخر، وهو ما يساعدنا على تأمين بدل إيجار البيت. كذلك، فإنّ جمعيات خيرية تقدم لنا بعض الاحتياجات الضروريّة. إلّا أنّ كل تلك التقديمات لا تغنينا عن العودة إلى اليرموك، والعيش فيه بأمان وسلام، وعيش حياتنا بشكل طبيعي".
يبدو أنّ قدر الفلسطينيين هو الترحال من مكان إلى آخر، بفعل الحروب المستمرّة. لكن لا شيء يغنيهم عن العودة إلى فلسطين. وإن كان الأمر صعباً، يشير عدد كبير منهم إلى رغبتهم في العودة إلى الأماكن التي ولدوا فيها وألفوها، ليشعروا بالاستقرار ويتمكنوا من متابعة حياتهم بشكل طبيعي. ورغم معاناتهم التي لا تنتهي، ما زالوا متمسكين بالحياة، ويسعى كثيرون إلى الحفاظ على التراث الفلسطيني الذي ما زال يربطهم ببلدهم فلسطين.
يأمل الفلسطينيون الذين تركوا سورية ولجأوا إلى لبنان أن تنتهي الحرب، ليعودوا إلى بيوتهم. وبات عدد كبير من اللاجئين غرباء عن سورية، يضاف إلى ذلك تشتت العائلات. أما أم علاء، فتنتظر انتهاء الحرب. تقول: "يجب ألا نفكر في الأمر كثيراً، ونعيش حياتنا بشكل طبيعي في البلد الذي اخترنا اللجوء إليه". اليوم، ألفت هذه المرأة الأربعينيّة الحياة في لبنان، كما أنّها باتت قادرة على تأمين احتياجاتها الأساسية، ولو أنها تعتمد على مساعدات الجمعيات الخيرية.
اقــرأ أيضاً
في الوقت الحالي، تعمل أم علاء في جمعيّة المرأة العربية ضمن مشروع التطريز الفلسطيني. تعلّم فتيات تتراوح أعمارهن ما بين 14 و17 عاماً على التطريز، علماً أن دورة التطريز تستمرّ نحو أربعة أشهر. تقول لـ "العربي الجديد": "لم نكن نتوقّع أنّنا سنترك بيتنا في مخيم اليرموك ونلجأ إلى لبنان، وقد ولدنا لاجئين. لكنّها الحرب أرغمتنا على لجوء جديد. اتخذت القرار مع أمي وشقيقتي وابنتيها على مغادرة اليرموك قبل أربع سنوات، بعدما بدأ القصف يطاول الأماكن السكنية في المخيم، وذلك خوفاً على أرواحنا. توجهنا إلى مدينة صيدا في لبنان واستأجرنا بيتاً".
تضيف أم علاء: "قبل أربعة أشهر، توفيت أمي في لبنان". الانتقال إلى بلد جديد كان صعباً. "في اليرموك، كنت أعمل في مجال تصميم الشعر والملابس والتطريز. لطالما كنت مهتمة بالتراث الفلسطيني. قبل أي شيء، يجب أن نصبّ اهتمامنا على حماية التراث الفلسطيني، ويجب تعليم التطريز للجيل الجديد".
بعدما لجأت إلى لبنان، كان لا بدّ لها من البحث عن عمل، فتعرّفت على سهيلة الخطيب، وبدأت العمل معها. كانتا تلجآن إلى تنظيم المعارض لبيع الإنتاج، بالشراكة مع آخرين. تشير إلى أنّ هناك إقبالاً كبيراً على الأقمشة المطرزة. وتلفت إلى أن "التطريز ليس مهنة في حدّ ذاته. لكن تعلّمها متعة، إذ إنه يحفظ موروثنا الثقافي الذي تركه لنا أهلنا. وإذا لم نحرص على الحفاظ عليه، فسيندثر ولن نستطيع الحفاظ على تراثنا".
تقول أم علاء إنّها لاحظت إصراراً لدى الفتيات على تعلّم التطريز رغبة منهن في الحفاظ على التراث الفلسطيني. كما أنّ التطريز سيتيح لهنّ العمل لاحقاً والاستقلالية المادية. تضيف: "أحب تشجيع التراث وتعليمه للفتيات، خصوصاً الراغبات منهن".
وعن حياتها الجديدة في لبنان، تقول: "أعمل وشقيقتي من أجل تأمين احتياجاتنا اليومية والمصاريف الخاصة بنا. كذلك، فإن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) تمدّنا بالمال من حين إلى آخر، وهو ما يساعدنا على تأمين بدل إيجار البيت. كذلك، فإنّ جمعيات خيرية تقدم لنا بعض الاحتياجات الضروريّة. إلّا أنّ كل تلك التقديمات لا تغنينا عن العودة إلى اليرموك، والعيش فيه بأمان وسلام، وعيش حياتنا بشكل طبيعي".
يبدو أنّ قدر الفلسطينيين هو الترحال من مكان إلى آخر، بفعل الحروب المستمرّة. لكن لا شيء يغنيهم عن العودة إلى فلسطين. وإن كان الأمر صعباً، يشير عدد كبير منهم إلى رغبتهم في العودة إلى الأماكن التي ولدوا فيها وألفوها، ليشعروا بالاستقرار ويتمكنوا من متابعة حياتهم بشكل طبيعي. ورغم معاناتهم التي لا تنتهي، ما زالوا متمسكين بالحياة، ويسعى كثيرون إلى الحفاظ على التراث الفلسطيني الذي ما زال يربطهم ببلدهم فلسطين.
يأمل الفلسطينيون الذين تركوا سورية ولجأوا إلى لبنان أن تنتهي الحرب، ليعودوا إلى بيوتهم. وبات عدد كبير من اللاجئين غرباء عن سورية، يضاف إلى ذلك تشتت العائلات. أما أم علاء، فتنتظر انتهاء الحرب. تقول: "يجب ألا نفكر في الأمر كثيراً، ونعيش حياتنا بشكل طبيعي في البلد الذي اخترنا اللجوء إليه". اليوم، ألفت هذه المرأة الأربعينيّة الحياة في لبنان، كما أنّها باتت قادرة على تأمين احتياجاتها الأساسية، ولو أنها تعتمد على مساعدات الجمعيات الخيرية.