وأوضح شتولتنبرغ، في مقابلة مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، نشرت مساء أمس، أن وجود كتائب للناتو بالمنطقة يبقى "وجودا عسكريا محدودا"، معلنا أن الحلف لا يهدف إلى إثارة الصراع، فـ"الدفاع القوي، وتضامن دول الحلف هما أفضل وسيلة لمنع النزاع، بالإضافة إلى التركيز على الحوار السياسي، وسوف نستمر في السعي لبناء علاقة أكثر إيجابية وأكثر تعاونا مع موسكو".
وأشار إلى أنه، وقبل أسابيع، عقد اجتماع، كما يجري التحضير لاجتماعات أخرى، لـ"التباحث في عدد من المواضيع بطريقة شفافة، وذلك من أجل تقليل المخاطر وتطوير آليات وقنوات الاتصال، لتجنب خروج الأمور عن نطاق السيطرة، خاصة وأنه شهدنا خلال الأشهر القليلة الماضية تزايداً في الحوادث، ومنها إسقاط الطائرة الروسية من قبل الأتراك، إلى السلوك غير الآمن من قبل الطائرات الروسية فوق بحر البلطيق".
وعن الخوف من الإجراءات المضادة الروسية، لفت الرئيس السابق لوزراء النرويج إلى أن الناتو يقوم بتقييم دائم للوضع، مؤكدا أنه "يجب أن يبقى على استعداد للدفاع عن أي من الحلفاء ضد أي تهديد، كما أن هناك تقييما دائما للاحتياجات، ونفعل ما هو ضروري".
وصرح الأمين العام للحلف بأن روسيا زادت من إنفاقها العسكري ثلاثة أضعاف عما كان في العام 2000، "وهي تقوم بتنظيم تدريبات مخصصة وغير معلنة، هذا إضافة إلى خطابات التخويف للجيران"، لكنه شدد، في المقابل، على القوة التي يتمتع بها الحلف، مشيرا إلى أنه "تم بناء ثمانية مقرات صغيرة في الجزء الشرقي، وتم تخزين المزيد من المعدات، كإجراء احترازي"، قبل أن يبرز أن "أي هجوم على حليف هو هجوم على جميع أعضاء الحلف، المكون من 28 من الديمقراطيات. وعلى الرغم من وجود الآراء المختلفة والمناقشات المفتوحة فهذا ليس نقطة ضعف، بل قوة".
وعن المخطط لتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي، ردا على السلوك الروسي، اعتبر المتحدث ذاته أنه زاد جزئيا، و"الجميع مدرك للخط الذي يفصل بين الحرب والسلم، لذلك نعمل معا من أجل خلق بنية تحتية لرد كل أشكال العدوان، ومنها الهجمات الإلكترونية، وأن يكون الرد منسقا".
وبخصوص تأثير إمكانية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الأمن في القارة، اعتبر شتولتنبرغ أن المملكة المتحدة قوية في أوروبا ووجودها جيد لحلف شمال الأطلسي، مضيفا: "إننا نعيش في زمن من التحديات غير المسبوقة، سواء في الشرق أو الغرب، ومن الجنوب نعاني مع الإرهاب وعدم الاستقرار، وروسيا صارت أكثر عدوانية، لذلك ربما التماسك والاستقرار أكثر أهمية من أي وقت مضى".
وجواباً عن القلق بشأن الديمقراطية في تركيا، قال الأمين العام إن "تركيا البلد الأكثر تضررا من عدم الاستقرار في الجنوب، وقد استقبلت ثلاثة ملايين لاجئ، وتعاني من الهجمات الإرهابية، ولكن أقول إن حلف شمال الاطلسي هو مجتمع من القيم، ويقوم على الديمقراطية والحرية وسيادة القانون، وهذا ما أكدته في العديد من المدن الرئيسية، ومنها أنقرة".