زار أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مهرجان "كتارا" للمحامل التقليدية، عصر الجمعة، قبل يوم من ختام المهرجان المقام على شاطئ المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا".
واطلع خلال الزيارة على عروض التراث البحري القطري، والفنون الشعبية الغنائية البحرية للدول المشاركة، والصناعات التقليدية، والأنشطة والمسابقات التراثية، والمعارض، والأسواق التي تبرز ثراء التراث البحري.
إلى ذلك، أعلن المدير العام لـ"كتارا"، خالد بن إبراهيم السليطي، عن انطلاق رحلة "فتح الخير 4" في إبريل/ نيسان 2019، مشيراً إلى أن الرحلة ستنطلق من شاطئ "كتارا" في الدوحة متجهة إلى سلطنة عمان مروراً بتركيا واليونان وإيطاليا ثم فرنسا وإسبانيا والمغرب والجزائر وتونس فسلطنة عمان ثم عودتها إلى نقطة الانطلاق في شاطئ "كتارا"، تجدر الإشارة إلى أن محمل "فتح الخير" من نوع (بوم) ومساحته 108 أقدام ويستوعب 120 طناً.
ويواصل مهرجان المحامل التقليدية فعالياته لغاية يوم غد السبت، واستمتع الجمهور بالعروض الفنية للألعاب النارية التي أضاءت سماء "كتارا" وعكست بألوانها وأشكالها المتنوعة على صفحات المياه مشاهد خلابة وساحرة من الإبهار المرئي عن تراث البحر، وبدت العروض كسيناريو يروي الرحلات البحرية وحكايات الصيد والغوص لاستخراج اللؤلؤ، والتي كانت النشاط الاقتصادي الرئيسي لأهل قطر والخليج العربي قبل اكتشاف النفط.
كذلك تواصلت المسابقات البحرية لليوم الرابع، وهي مسابقة السباحة الفردية ومسابقة الحداق وجر المجداف، فيما تختتم اليوم مسابقة الفنون التشكيلية التي شارك فيها 30 فناناً تشكيلياً من المواطنين والمقيمين، وقد عمل هؤلاء خلال أيام المهرجان على رسم لوحات فنية تعبر عن التراث البحري وتوثقه من خلال جماليات بصرية تعالج صيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ، ونمط الحياة المرتبط بالتراث البحري.
وأعرب عدد من الفنانين المشاركين عن سعادتهم بالمشاركة في المهرجان، إذ تقول الفنانة القطرية دانة المهندي إن "كتارا" دائماً ما تفرد مساحة للفن التشكيلي في معظم الفعاليات والمهرجانات التي تنظمها، وهو ما يعكس اهتمامها بهذا النوع من الفنون.
وفي متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني المشارك في المهرجان، تحكي المقتنيات القديمة التي يعرضها قصصاً مشوقة عن مهنة الصيد والغوص على اللؤلؤ، التي كانت مصدر الرزق الأساسي للقطريين القدماء، مسلطة الضوء على تضحياتهم وبطولاتهم حين كانوا يخوضون غمار البحار ويواجهون المصاعب ويتحدّون المخاطر.
ويقدم المتحف فكرة مفصلة عن كل الأمور المتعلقة بمهنة الصيد والغوص على اللؤلؤ، إذ يعرض الأدوات المستخدمة من قبل الصيادين والغواصين، وطرقهم التقليدية المتبعة في الماضي، ويضم المتحف أسماء سفن الغوص وأصحابها وأسماء الطواشين وتجار اللؤلؤ والنواخذة منذ القرن الماضي في مختلف مدن ومناطق قطر، مثل أسماء نواخذة الغوص في الدوحة وفويرط والخور والوكرة والضعاين والذخيرة والغارية والرويس، بالإضافة إلى أماكن الهيرات (المغاصات) وأدوات المراكب ووسائل الغوص التي كان يستخدمها البحارة في رحلات الغوص على اللؤلؤ، كالموازين والمغارف التي تستخدم في عملية فرز اللآلئ الصغيرة عن الكبيرة، فضلاً عن استعراضه الأنواع المختلفة للمجادح المستخدمة في صناعة السفن الخشبية، وأنواع المبارد.
يشار إلى أن المهرجان الثامن للمحامل التقليدية، المعني بالتراث البحري، حظي بمشاركة محلية وإقليمية ودولية تشمل الكويت، وسلطنة عُمان، وتركيا، والهند، واليونان، وإيطاليا، وزنجبار، وإيران، بالإضافة إلى قطر.