أميركا والسلام في فلسطين

26 يناير 2018
+ الخط -
لم تمر زيارة نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، مايك بينس، إسرائيل، من دون إشارات سياسية قوية في شأن القدس وفلسطين، وحتى في شأن الديمقراطية المزعومة داخل الكنيست الإسرائيلي.
وبعد أن رفض الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، استقباله في فلسطين، حظي بينس باستقبال كبير في إسرائيل. ومن أهم محطات زيارته ومهامها، حضوره جلسة في الكنسيت الإسرائيلي، حيث احتج 13 من الأعضاء العرب ضد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، رافعين صور القدس والمسجد الأقصى. ولم يتردد رجال أمن الكنيست في إخراجهم بالقوة من الكنيست، وتمزيق صور القدس والمسجد الأقصى، أمام الجميع وفي العلن.
نعم، يعلم المتتبعون أن مايك بينس معروف بمواقفه المعادية لفلسطين، وله كامل الفرصة كي يفرح بخطابه، ليؤكد قرار رئيسه ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
حاول الرئيس عباس استمالة موقف الاتحاد الأوروبي، كي تعترف دول أوروبا بدولة فلسطين، في أفق تهيئة أجواء المفاوضات المنتظرة، أو من أجل السلام المؤجل في المنطقة. لكن يبدو أن أوروبا عاجزة عن مجاراة أميركا، أو أنها غير راغبة في إغضاب ترامب، فبدت غير متحمسة للاعتراف الكامل بفلسطين، وحاولت فرنسا تليين الموقف، بالدعوة إلى شراكةٍ لن تسمن ولن تغني كثيرا قضية فلسطين.
أميركا وإسرائيل تعدان الأجندات جيدا، وتراهنان على واقع الأمر وتثبيت موازين القوى في المنطقة، وأوروبا تساير ميكانيزمات الصراع في خجل وضعف دبلوماسي، على الرغم من تحركات فرنسا بزعامة رئيسها، إيمانويل ماكرون، المشاكس، أخيرا في حقل السياسة الخارجية لدول أوروبا، علما أن روسيا منشغلة في تشكيل خريطة الشرق الأوسط، انطلاقا من سورية، كي تحمي مصالحها، وتستدرك المنافسة حول قيادة العالم، والتي فقدتها منذ تسعينيات القرن الماضي.
الدول العربية في صراعاتها الداخلية منهمكة، ولم تعد قضية القدس أو حتى فلسطين أولوية لديها، والقدس وفلسطين معا قضية واحدة لا زالت تنتظر الحل.
وفي ظل كل الأجندات والحسابات والسياسات والحروب التي تعم منطقة الخليج والشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط، وبكل التركيب والتعقيد التاريخي، تبقى قضية فلسطين والقدس مفصلية، ومحدّدة لمسار النزاع في المنطقة، ولن يحل السلام إلا بحل عادل لقضية فلسطين والقدس، هذا إن كانت هناك إمكانية للسلام.
A4F7B411-6DC2-40DA-A7BA-A42851C8E327
A4F7B411-6DC2-40DA-A7BA-A42851C8E327
أحمد بومعيز (المغرب)
أحمد بومعيز (المغرب)