مخطئ من يظن أن الأيام تمرّ سريعاً على الحامل. لم تكن سريعة أو مريحة. غلبت التناقضات والمخاوف السعادة خلال أشهر الحمل الأولى. ورغم ثورتي على مجتمعي، أعترف بأنّني لم أحقق أي إنجاز في ما يتعلق بقرار الإنجاب. على العكس، كنت مثل أي فتاة تقليدية تشعر بالخوف بعد مضي أشهر على زواجها من دون حمل. خوفٌ لا علاقة له بالرغبة في الحمل، بل في عدم سماع تعليقات الأهل. خشيت أيضاً أن ينتابني ذلك الإحساس الذي يفرضه الآخرون، وأتحول إلى امرأة "ناقصة" كوني تأخّرت في الحمل.
بعد مضي سبعة أشهر على زواجي، اتّخذ القرار. كنتُ منصاعة، وكأنّني عدت إلى جذوري. وعرفت أن المرأة الشرقية، مهما ابتعدت عن السرب، ستعود إليه، وقد عدت وصرت المرأة التي لا تكتمل أنوثتها إلا بعد الإنجاب.
بعد أقلّ من أسبوع على قرار الإنجاب، أحسست بأمر غريب. كأنّ شيئاً ما اقتحم جسدي. وبعدما أجريت الفحوصات، عرفت بأنني حامل، وها قد نجحت في اختبار اكتمال الأنوثة. أنا حامل. فرحة النجاح كانت تعادل أي نجاح آخر. سارعت إلى إعلان الأمر وبدأت التهاني.
مرّت أسابيع وأنا أشعر بالسعادة والفخر، إلى أن بدأت أشعر بعوارض الحمل. كرهت المولود وكرهت جسدي. ثم عانيت بسبب تقلّبات المزاج. صرت عدائية، ولدي رغبة دائمة في النوم. لم أعد قادرة على ارتداء ثيابي القديمة. كل شيء تغير.
أربعة أشهر من العذاب والملامة، قبل أن أتوجّه إلى عيادة الطبيب للمراجعة. فإذا به يسألني: ألا ترغبين في معرفة جنس المولود؟ أجبت، وقد صدمني سؤاله، كأنني نسيت أنني حامل، "أكيد". ثم سألني عن رغبتي. لأوّل مرة منذ أربعة أشهر أحسست بشيء حيال هذا الجنين، فأجبت بسرعة "بنت". فقال: "مبروك، بنت".
عدت إلى البيت وكنت أشعر بسعادة كبيرة. بدأت أتخيّل وجهها وشعرها وعينيها. ماذا أسمّيها؟ كنت أشعر أنني مسؤولة عنها وعن اسمها. بحثت طويلاً عن اسم يناسبها بصمت، ومن دون استشارة أحد. أخيراً، وقعت على اسم "سيلا"، أعجبني معناه وهو الحنين إلى الوطن. فرضت الاسم على الجميع، وقلت ببساطة: سيكون اسمها "سيلا"، ولم أنتظر حتى سماع التعليقات.
بدأت أتحدث إلى سيلا وتحسن مزاجي. أنا الآن في الشهر السادس. ما زال هناك ثلاثة أشهر. ولا أخفي إحساسي بالخوف، وقد بدأت أفكر في المصاريف الضرورية لتجهيز كل شيء من أجلها. في ما مضى، لم أكن أكترث لكل هذه التفاصيل. وأخاف أكثر ألا أكون قادرة على منحها كل الوقت الذي تحتاجه، خصوصاً أنني سأكون أمّاً عاملة. أكثر من ذلك، ربما أرى ابنتي يوماً، أمّاً بالإكراه بسبب ضغوط المجتمع.
اقــرأ أيضاً
بعد مضي سبعة أشهر على زواجي، اتّخذ القرار. كنتُ منصاعة، وكأنّني عدت إلى جذوري. وعرفت أن المرأة الشرقية، مهما ابتعدت عن السرب، ستعود إليه، وقد عدت وصرت المرأة التي لا تكتمل أنوثتها إلا بعد الإنجاب.
بعد أقلّ من أسبوع على قرار الإنجاب، أحسست بأمر غريب. كأنّ شيئاً ما اقتحم جسدي. وبعدما أجريت الفحوصات، عرفت بأنني حامل، وها قد نجحت في اختبار اكتمال الأنوثة. أنا حامل. فرحة النجاح كانت تعادل أي نجاح آخر. سارعت إلى إعلان الأمر وبدأت التهاني.
مرّت أسابيع وأنا أشعر بالسعادة والفخر، إلى أن بدأت أشعر بعوارض الحمل. كرهت المولود وكرهت جسدي. ثم عانيت بسبب تقلّبات المزاج. صرت عدائية، ولدي رغبة دائمة في النوم. لم أعد قادرة على ارتداء ثيابي القديمة. كل شيء تغير.
أربعة أشهر من العذاب والملامة، قبل أن أتوجّه إلى عيادة الطبيب للمراجعة. فإذا به يسألني: ألا ترغبين في معرفة جنس المولود؟ أجبت، وقد صدمني سؤاله، كأنني نسيت أنني حامل، "أكيد". ثم سألني عن رغبتي. لأوّل مرة منذ أربعة أشهر أحسست بشيء حيال هذا الجنين، فأجبت بسرعة "بنت". فقال: "مبروك، بنت".
عدت إلى البيت وكنت أشعر بسعادة كبيرة. بدأت أتخيّل وجهها وشعرها وعينيها. ماذا أسمّيها؟ كنت أشعر أنني مسؤولة عنها وعن اسمها. بحثت طويلاً عن اسم يناسبها بصمت، ومن دون استشارة أحد. أخيراً، وقعت على اسم "سيلا"، أعجبني معناه وهو الحنين إلى الوطن. فرضت الاسم على الجميع، وقلت ببساطة: سيكون اسمها "سيلا"، ولم أنتظر حتى سماع التعليقات.
بدأت أتحدث إلى سيلا وتحسن مزاجي. أنا الآن في الشهر السادس. ما زال هناك ثلاثة أشهر. ولا أخفي إحساسي بالخوف، وقد بدأت أفكر في المصاريف الضرورية لتجهيز كل شيء من أجلها. في ما مضى، لم أكن أكترث لكل هذه التفاصيل. وأخاف أكثر ألا أكون قادرة على منحها كل الوقت الذي تحتاجه، خصوصاً أنني سأكون أمّاً عاملة. أكثر من ذلك، ربما أرى ابنتي يوماً، أمّاً بالإكراه بسبب ضغوط المجتمع.