أموال اللبنانيين محتجزة... وبيوتهم مهدّمة

أموال اللبنانيين محتجزة... وبيوتهم مهدّمة

14 اغسطس 2020
الانفجار يهجر آلاف العائلات من بيوتها (العربي الجديد)
+ الخط -

حتى يوم الجمعة، لم تباشر المصارف في لبنان في إعطاء قروض للمتضررين من الانفجار الذي طاول مرفأ بيروت وجزءاً كبيراً من الأحياء في العاصمة، وذلك على الرغم من صدور تعميم من مصرف لبنان الأسبوع الماضي تم توجيهه إلى المصارف والمؤسسات المالية، يطلب منها "أن تمنح قروضاً استثنائية بالدولار الأميركي للمتضررين من الانفجار في مرفأ بيروت (أفراداً ومؤسّسات فردية ومؤسسات صغيرة ومتوسطة الحجم وشركات، باستثناء المطورين العقاريين) بغية الترميم الأساسي لمنازلهم ولمقار مؤسساتهم".

وبعدما كشفت "العربي الجديد" أن هذه القروض سيتم تقديمها من خلال "شيك مصرفي" بالدولار، من دون القدرة على الاستفادة منه إلا من خلال وسطاء يقتطعون أكثر من 50 في المائة من قيمته، تبين من خلال جولة على عدد من المصارف أن حتى هذا الإجراء لا يزال بعيداً عن التطبيق، تحت مبرّر "عدم وجود آلية للتنفيذ".

ويأتي ذلك، في ظل الدمار الكبير الذي لحق بالعديد من البيوت بسبب الانفجار، فيما أموال عدد كبير من المتضررين محتجزة في المصارف منذ العام الماضي، بحيث يمنع عليهم سحب ودائعهم الدولارية إلا إذا كانت أقل من ثلاثة آلاف دولار، بحيث يتم صرفها على سعر 3800 ليرة للدولار، فيما وصل الأخير إلى أكثر من ثمانية آلاف ليرة في السوق.

ويؤدي هذا التعنّت المصرفي إلى زيادة الغضب بين اللبنانيين، غير القادرين على ترميم منازلهم، ولا شراء المواد الأساسية المستوردة بالدولار من الزجاج والحديد والألمنيوم وغيره، إضافة إلى عدم التفات الدولة اللبنانية حتى اليوم إليهم لتولي إعادة الإعمار. ومن جهة أخرى، تشهد الأسواق تهافتاً على مادة الطحين لتخزينها، بعد المخاوف من انقطاع هذه المادة مع الدمار الذي لحق بأهراءات القمح في مرفأ بيروت. وذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية أن مجلس الوزراء العراقي وافق الجمعة على إرسال 13 ألف طن من القمح و3500 متر مكعب من الديزل وأدوية ومعدات طبية لمساعدة لبنان.

إلا أن تجمع المطاحن في لبنان أكد في بيان له أن "الطحين المخصص لإنتاج الخبز متوفر ولدى المطاحن مخزون من القمح يكفي لمدة شهر ونصف، علماً بأن هناك بواخر عديدة ستصل تباعاً خلال الأسبوعين المقبلين إلى المرافئ اللبنانية، ويبلغ عددها 15 باخرة تنقل نحو مائة ألف طن من القمح، مما يؤمن فائضاً عن الحاجة ويوفر مخزوناً من هذه المادة".

وأشار التجمع إلى أن "المطاحن مستمرة باستيراد القمح بعد التسهيلات التي قدمها ويقدمها مصرف لبنان والمصارف بالتعاون مع وزارتي الاقتصاد والتجارة والزراعة والأجهزة الأمنية المعنية بعملية الاستيراد، وخصوصاً بعد الحادث الأليم الذي أصاب مرفأ بيروت".

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وأوضح تجمع المطاحن أن "المطاحن المنتشرة على الأراضي اللبنانية كافة وعددها 12 مطحنة، لديها قدرة تخزينية بنحو 120 ألف طن من القمح، وهي تعمل بكل طاقاتها على توفير مادة الطحين لإنتاج الخبز، وهي أيضا تستورد حاجاتها من القمح بصورة دائمة، أكان عبر مرفأ بيروت أو طرابلس أو صيدا، علماً أن باخرتين دخلتا إلى مرفأ صيدا وباشرتا تفريغ حمولتهما".

المساهمون