"لم ولن يمنعني المرض أو التعب من الحضور والمشاركة، حتى وإن كنت سأزحف زحفاً"، بهذه الكلمات عبّرت أم الأسير الفلسطيني رامي عنبر عن قدسية يوم الإثنين، والذي يجتمع فيه أهالي الأسرى كل أسبوع داخل مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر غربي مدينة غزة للتضامن مع أبنائهم.
قدسية يوم الإثنين لم تقتصر على أم رامي عنبر فحسب، إذ انسحبت على عشرات أمهات الأسرى، اللواتي يخصصن هذا اليوم للتضامن مع أبنائهن، والمشاركة في مختلف الأنشطة التي تساند وتدعم صمود الأسرى الفلسطينيين، إذ إن برنامجهن في ذلك اليوم يكون حافلاً بالأنشطة.
"الشديد القوي" فقط هو ما يمنع الأمهات والزوجات من المشاركة في الاعتصام الأسبوعي منذ عشرين عاماً، يحملن فيه صور أسراهم، واللافتات المطالبة بالإفراج عنهم، وقد اتشحن بالكوفيات والأعلام الفلسطينية، ولم يمنع بعضهن تحرر أبنائهن من الاستمرار في الاعتصام الأسبوعي.
أم رامي عنبر تقول في حديثها مع "العربي الجديد" إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت باعتقال ابنها رامي منذ 15 عاماً، وحُكم عليه بالسجن مدة 18 عاماً، ومن قبله زوجها"، مضيفة: "بدأت بالمشاركة في الاعتصامات قبل نحو 20 عاماً، والمشاركة في الاعتصام الأسبوعي حين اعتقلت إسرائيل ابني".
وتوضح أنها كانت تحضر أسبوعياً من مدينة خان يونس إلى مدينة غزة للمشاركة في الاعتصام، ولم تتخلف عنه بعد أن انتقلت للعيش في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وعن صعوبة الطريق تقول: "إذا تأخرت يوماً عن الاعتصام أشعر وكأن شيئاً ينقصني، أشعر وكأنني ارتكبت ذنباً بحق ابني والأسرى عموماً".
وتضيف: "صحيح أنني لا أرى ابني، لكنني أشعر وكأنني أراه يوم الإثنين"، مبينة أن الأسرى الفلسطينيين يتابعون الاعتصام الأسبوعي، من أجل مشاهدة ذويهم على التلفاز، وأن هذا اليوم يعتبر يوماً فارقاً ومهماً بالنسبة لهم جميعاً، إذ ينتظرون حلوله بفارغ الصبر، ويبدأ التجهيز له منذ ليلة يوم الأحد.
وتقول أم رامي إنها لا تتخلّف عن الاعتصام الأسبوعي إلا لسبب واحد، وهو موعد الزيارة المقررة لابنها، "كذلك لم أتمكن من المشاركة حين استشهد زوجي عام 2016"، مؤكدة أنها ستستمر في المشاركة حتى وإن نال ابنها الحرية، إذ إن مشاركتها واجبة بحق كل الأسرى الفلسطينيين.
داخل أروقة المكان المخصص للاعتصام الأسبوعي، لم تختلف امرأتان على حديث أم رامي عنبر، إذ تؤكد عليه أم الأسير ضياء الآغا، عميد أسرى قطاع غزة والمعتقل منذ تاريخ 10 / 10 / 1992، والمحكوم عليه مدى الحياة، موضحة أنه يوم "يختلف عن بقية الأيام".
وعن سبب اختلافه، توضح أم ضياء لـ"العربي الجديد" أنه "يوم مقدس، لا يمكنني خلاله عمل أي شيء سوى المشاركة في الاعتصام، وفي الأنشطة المؤازرة للأسرى الفلسطينيين، وتوجيه النداءات من أجل لفت أنظار المسؤولين والعالم لمعاناة أبنائنا، والمطالبة بتحسين ظروفهم أولاً، والإفراج عنهم".
أما في ما يتعلق بتفاصيل يوم الإثنين، فتوضح أنها تصلّي الفجر، ومن ثم تقوم بترتيب البيت وتحضير الطعام وتجهيز كافة المستلزمات، قبل حلول الساعة الثامنة، كي تتمكن بعد ذلك من استقلال سيارة من مدينة خان يونس وسط قطاع غزة للوصول إلى مقر الاعتصام الذي يبدأ الساعة الثامنة والنصف.
وتؤكد أم ضياء أن لا شيء يمكن أن يشغلها عن المشاركة، وأنها لا تستقبل الضيوف خلال هذا اليوم، كذلك لا تقوم بأي زيارة أو نشاط آخر، وأن عائلتها وضيوفها أصبحوا يدركون هذا الأمر، خاصة أنها تقوم بعد انتهاء الاعتصام داخل مقر الصليب الأحمر بالمشاركة في الأنشطة المساندة للأسرى.
وتشدد على أن تمسكها وتمسك أمهات الأسرى بالاعتصام الأسبوعي ليس سوى رسالة تأكيد على حق الأسرى في الحرية، وأنهم ليسوا وحدهم، وأنهم ليسوا منسيين، مضيفة: "يجب تفعيل قضية أسرانا محلياً ودولياً، لدينا آلاف الأسرى، نطالب بتحريرهم بأقرب فرصة".
أما الخمسينية أم نبيل أبو القمبز، والدة الأسير ماجد أبو القمبز، من منطقة شرق حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، فتوضح أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت عام 2006 باعتقال ماجد، والذي يعمل في الإغاثة الإسلامية على السياج الفاصل، نظراً لقرب منزلهم من خط التماس الشرقي مع فلسطين المحتلة عام 1948.
وتقول أم نبيل إنها تشارك أسبوعياً في اعتصام يوم الإثنين، وتحمل صورة ابنها الأسير المزينة بالعلم الفلسطيني، كذلك تشارك النساء في الهتاف من أجل حرية الأسرى، آملة أن تنتهي معاناة الأسرى الفلسطينيين، وأن يتم تبييض السجون من كل الأسرى.
وتوضح أنها تقوم بترتيب وتجهيز المنزل منذ ليلة الأحد من أجل تخصيص يوم الإثنين لمساندة ابنها والأسرى الفلسطينيين، مضيفة: "بتنا معروفين للأسرى، إذ يصرخ الأسرى على بعضهم البعض حين يرى واحد منهم أم الآخر، هذه المشاركة تمثل بصيص أمل للأسرى، بأن ذويهم إلى جانبهم".
وتشير أم نبيل إلى أن الاعتصام الأسبوعي ساهم في تشكيل شبكة اجتماعية جديدة، إذ تعرفت خلاله على أمهات الأسرى، وأصبحن يلتقين في المناسبات والزيارات الأسبوعية، وأنهن يتواعدن للقاء يوم الإثنين، حاملين صور أبنائهن، والآمال بقرب الحرية.
اقــرأ أيضاً
"الشديد القوي" فقط هو ما يمنع الأمهات والزوجات من المشاركة في الاعتصام الأسبوعي منذ عشرين عاماً، يحملن فيه صور أسراهم، واللافتات المطالبة بالإفراج عنهم، وقد اتشحن بالكوفيات والأعلام الفلسطينية، ولم يمنع بعضهن تحرر أبنائهن من الاستمرار في الاعتصام الأسبوعي.
أم رامي عنبر تقول في حديثها مع "العربي الجديد" إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت باعتقال ابنها رامي منذ 15 عاماً، وحُكم عليه بالسجن مدة 18 عاماً، ومن قبله زوجها"، مضيفة: "بدأت بالمشاركة في الاعتصامات قبل نحو 20 عاماً، والمشاركة في الاعتصام الأسبوعي حين اعتقلت إسرائيل ابني".
وتوضح أنها كانت تحضر أسبوعياً من مدينة خان يونس إلى مدينة غزة للمشاركة في الاعتصام، ولم تتخلف عنه بعد أن انتقلت للعيش في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وعن صعوبة الطريق تقول: "إذا تأخرت يوماً عن الاعتصام أشعر وكأن شيئاً ينقصني، أشعر وكأنني ارتكبت ذنباً بحق ابني والأسرى عموماً".
وتضيف: "صحيح أنني لا أرى ابني، لكنني أشعر وكأنني أراه يوم الإثنين"، مبينة أن الأسرى الفلسطينيين يتابعون الاعتصام الأسبوعي، من أجل مشاهدة ذويهم على التلفاز، وأن هذا اليوم يعتبر يوماً فارقاً ومهماً بالنسبة لهم جميعاً، إذ ينتظرون حلوله بفارغ الصبر، ويبدأ التجهيز له منذ ليلة يوم الأحد.
وتقول أم رامي إنها لا تتخلّف عن الاعتصام الأسبوعي إلا لسبب واحد، وهو موعد الزيارة المقررة لابنها، "كذلك لم أتمكن من المشاركة حين استشهد زوجي عام 2016"، مؤكدة أنها ستستمر في المشاركة حتى وإن نال ابنها الحرية، إذ إن مشاركتها واجبة بحق كل الأسرى الفلسطينيين.
داخل أروقة المكان المخصص للاعتصام الأسبوعي، لم تختلف امرأتان على حديث أم رامي عنبر، إذ تؤكد عليه أم الأسير ضياء الآغا، عميد أسرى قطاع غزة والمعتقل منذ تاريخ 10 / 10 / 1992، والمحكوم عليه مدى الحياة، موضحة أنه يوم "يختلف عن بقية الأيام".
وعن سبب اختلافه، توضح أم ضياء لـ"العربي الجديد" أنه "يوم مقدس، لا يمكنني خلاله عمل أي شيء سوى المشاركة في الاعتصام، وفي الأنشطة المؤازرة للأسرى الفلسطينيين، وتوجيه النداءات من أجل لفت أنظار المسؤولين والعالم لمعاناة أبنائنا، والمطالبة بتحسين ظروفهم أولاً، والإفراج عنهم".
أما في ما يتعلق بتفاصيل يوم الإثنين، فتوضح أنها تصلّي الفجر، ومن ثم تقوم بترتيب البيت وتحضير الطعام وتجهيز كافة المستلزمات، قبل حلول الساعة الثامنة، كي تتمكن بعد ذلك من استقلال سيارة من مدينة خان يونس وسط قطاع غزة للوصول إلى مقر الاعتصام الذي يبدأ الساعة الثامنة والنصف.
وتشدد على أن تمسكها وتمسك أمهات الأسرى بالاعتصام الأسبوعي ليس سوى رسالة تأكيد على حق الأسرى في الحرية، وأنهم ليسوا وحدهم، وأنهم ليسوا منسيين، مضيفة: "يجب تفعيل قضية أسرانا محلياً ودولياً، لدينا آلاف الأسرى، نطالب بتحريرهم بأقرب فرصة".
أما الخمسينية أم نبيل أبو القمبز، والدة الأسير ماجد أبو القمبز، من منطقة شرق حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، فتوضح أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت عام 2006 باعتقال ماجد، والذي يعمل في الإغاثة الإسلامية على السياج الفاصل، نظراً لقرب منزلهم من خط التماس الشرقي مع فلسطين المحتلة عام 1948.
وتقول أم نبيل إنها تشارك أسبوعياً في اعتصام يوم الإثنين، وتحمل صورة ابنها الأسير المزينة بالعلم الفلسطيني، كذلك تشارك النساء في الهتاف من أجل حرية الأسرى، آملة أن تنتهي معاناة الأسرى الفلسطينيين، وأن يتم تبييض السجون من كل الأسرى.
وتوضح أنها تقوم بترتيب وتجهيز المنزل منذ ليلة الأحد من أجل تخصيص يوم الإثنين لمساندة ابنها والأسرى الفلسطينيين، مضيفة: "بتنا معروفين للأسرى، إذ يصرخ الأسرى على بعضهم البعض حين يرى واحد منهم أم الآخر، هذه المشاركة تمثل بصيص أمل للأسرى، بأن ذويهم إلى جانبهم".
وتشير أم نبيل إلى أن الاعتصام الأسبوعي ساهم في تشكيل شبكة اجتماعية جديدة، إذ تعرفت خلاله على أمهات الأسرى، وأصبحن يلتقين في المناسبات والزيارات الأسبوعية، وأنهن يتواعدن للقاء يوم الإثنين، حاملين صور أبنائهن، والآمال بقرب الحرية.