ترتفع حظوظ لقاح (BCG) ضد مرض السل في الحد من معدلات وفيات كورونا، في وقت أن لقاحاً آخر أجري على مواطن أميركي قد يبدو مبشراً هو الآخر، في انتظار الاختبارات النهائية. ووصف مؤسس ورئيس معهد "ماريو نيغري" الإيطالي للبحوث الدوائية سيلفيو غاراتيني الدور المحتمل للقاح (BCG) ضد مرض السل في الحد من معدلات وفيات كوفيد-19 بـ "الفرضية القوية جداً"، في معرض تعليقه على دراسة علمية أميركية حديثة تؤكد وجود صلة بين هذا النوع من اللقاح والحد من وفيات الجائحة. لكنه رأى أن المسألة "تتطلّب دراسات مخصصة واسعة النطاق".
ووفق الدراسة العلمية الأميركية، التي نشرتها دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS)، فإن من شأن لقاح السل (BCG) تحفيز استجابة مناعية واسعة وفطرية وسريعة لمواجهة التأثيرات الخطيرة لوباء كورونا. وقال غاراتيني: "هذا عمل مهم تم تنفيذه بأرقام كبيرة، لكنه ما زال دراسة قائمة على الملاحظة. ستكون هناك حاجة إلى دراسة سريرية خاضعة للرقابة لإثبات فائدة هذا اللقاح ضد الآثار الأكثر خطورة لفيروس كورونا". أضاف: "ما زالت هناك إمكانية لإجراء هذه الدراسة. للأسف، ما زال الوباء مستمراً في الانتشار بصورة كبيرة في بعض البلدان، كالولايات المتحدة والبرازيل".
إلى ذلك، قال ديفيد راش، وهو مواطن في ولاية ميريلاند الأميركية، إنه من أوائل من تلقوا لقاحاً مضاداً لكورونا بنجاح، عقب مشاركته في تجارب قدمت نتائج مبكرة واعدة بإنتاج أجسام مضادة، بحسب صحيفة "نيويورك بوست". وراش طالب دراسات عليا في علم المناعة، وكان أول من تم حقنه في إطار تجارب اللقاح التي أجرتها جامعة ميريلاند في مايو/ أيار الماضي.
وتعمل كل من شركة "فايزر" الأميركية و"بيونتك" الألمانية مع الجامعة ضمن الجهود العالمية المبذولة في سباق تطوير اللقاح، بحسب ما نقلت صحيفة "ديلي ميل". وأظهرت المؤشرات المبكرة أن اللقاح يعمل عن طريق تحفيز نمو الأجسام المضادة بمعدلات مساوية أو أعلى مقارنة مع من أصيبوا بعدوى كورونا. وقال راش، في مقابلة مع قناة "ABC7" الأميركية، إن "رؤية نتائج بالفعل توفر نوعاً من الراحة، وإن اللقاح يقوم بإنتاج أجسام مضادة". ومن المقرر أن يتم فحص راش في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل لتحديد ما إن كانت لديه مناعة ضد الفيروس أم لا.
وفي حال نجاح التجربة، قالت فايزر إنها ستنتج 100 مليون جرعة من اللقاح قبل نهاية العام، وأكثر من مليار جرعة منه العام المقبل. وكانت شركتا بيونتيك وفايزر قد أعلنتا أن مشروعاً مشتركاً لتطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا (بي.أن.تي162.بي1) قد حقق نتائج أولية مبشرة.
على صعيد آخر، يُمضي خبيران من منظمة الصحة العالمية اليومين المقبلين في العاصمة الصينية بكين لإرساء الأساس لبعثة أكبر للتحقيق في أصول فيروس كورونا. وذكر بيان المنظمة أن الخبيرين، أحدهما متخصّص في مجال صحة الحيوان والثاني في الأوبئة، سيعملان خلال زيارتهما بكين يومي السبت والأحد على تحديد "نطاق واختصاصات" البعثة المستقبلية التي تهدف إلى معرفة كيفية انتقال الفيروس من الحيوانات إلى البشر.
ويعتقد العلماء أن الفيروس ربما نشأ في الخفافيش ثم انتقل من خلال حيوان ثديي آخر مثل قط الزباد أو آكل النمل الحرشفي إلى البشر في سوق للمواد الغذائية الطازجة في مدينة ووهان وسط الصين أواخر العام الماضي. ويعدّ موقع المنظمة حساساً سياسياً مع إقدام الولايات المتحدة، الممول الأكبر للهيئة التابعة للأمم المتحدة، على قطع العلاقات معها بسبب مزاعم بأنها "أساءت التعامل مع التفشي وأنها منحازة للصين".
وأظهر تحقيق أجرته "أسوشيتد برس" أن مسؤولي منظمة الصحة كانوا يشعرون سراً بالإحباط في يناير/ كانون الثاني الماضي بسبب انعدام الشفافية في الصين، وفقاً لتسجيلات صوتية داخلية. وتتضمّن الشكاوى أن الصين أخرت إصدار الخريطة الجينية للفيروس لأكثر من أسبوع بعدما قامت ثلاثة مختبرات حكومية مختلفة بفك تشفير المعلومات بالكامل.
وفي إطار استمرار إجراءات الوقاية، أقرت بلجيكا توسيع فرض وضع الكمامات الذي سيصبح إلزامياً اعتباراً من اليوم في المتاجر ودور السينما وأماكن العبادة والمتاحف والمكتبات، من أجل حماية السكان بشكل أفضل من فيروس كورونا.
وعلى صعيد الأرقم، بلغ عدد المتعافين من كورونا عربياً 510,253، فيما تجاوز عدد الإصابات المعلنة 735,300 إصابة، وسُجِّل من بينها ما يزيد على 12,415 وفاة. أما عالمياً، فتجاوز عدد المتعافين 7,239,278 شخصاً، فيما تخطى عدد المصابين 12,411,494 مصاباً، توفي منهم أكثر من 557,855 شخصاً.