أمطار مايو تنعش آمال مزارعي المغرب

10 مايو 2016
تمثل الزراعة 17% من إجمالي الناتج المحلي للمغرب (Getty)
+ الخط -
تسببت الأمطار التي شهدتها المغرب خلال الأيام الأخيرة، في خسائر في الأرواح بسبب الفيضانات، غير أنها أنعشت الآمال في إنقاذ بعض الزراعات والمواشي.
وأدت الأمطار الغزيرة، وخاصة في إقليمي تارودانت وورززات، إلى حدوث فيضانات تسببت في وفاة ستة أشخاص، فيما عُد اثنان من المفقودين.
ودأبت مديرية الأرصاد الجوية في الأيام الأخيرة على إصدار النشرات التحذيرية، التي تترقب فيها هطول أمطار غزيرة في عدد المناطق، كان آخرها تلك التي سقطت يومي الأحد والإثنين.
وأصدرت المديرية أول أمس الأحد نشرة خاصة، توقعت فيها أن تعرف بعض المناطق يومي الأحد والإثنين، أمطارا تتراوح مقاييسها بين 30 و60 ملمترا.
وتأتي الأمطار الأخيرة، في ظل الجفاف الذي عرفه المغرب في العام الحالي، وهو ما كان له من تأثير على المزارعين، الذين اضطرت الحكومة لتبني مخطط من أجل مساعدتهم.
وكان من تداعيات تأخر التساقطات المطرية في العام الحالي، أن تراجع محصول الحبوب، حيث ينتظر في أحسن الأحوال ألا يتعدى 38 مليون قنطار، كما توقع البنك المركزي، مقابل 115 مليون قنطار في العام الماضي.
غير أن قبل بدء موسم الحصاد، ينتظر أن تؤثر التساقطات المطرية الأخيرة، على جودة محصول الحبوب في عدد من المناطق، خاصة إذا ما أعقب الأمطار ارتفاع درجات الحرارة.
ويوضح مصدر مهني، فضل عدم ذكر اسمه في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن مشتري القمح من المزارعين دأبوا في الأعوام التي يؤثر فيها تعاقب الأمطار والحرارة مع اقتراب الحصاد على جودة الحبوب، على التحفظ على شرائها من المزارعين، رغم الدعم الذي تتيحه الدولة.
غير أنه ينتظر أن تنعش التساقطات المطرية الأخيرة، مخزون المغرب من المياه مع اقتراب الصيف، بعدما كان تأثر جراء تراجع الأمطار بنحو 50%، مقارنة بالموسم الماضي.

وكان من تداعيات تراجع التساقطات المطرية، أن عمدت السلطات العمومية قبل أشهر إلى اتخاذ قرار توفير 8 ملايين قنطار من الشعير لمربي المواشي بأسعار مخفضة، ناهيك عن تهيئة مناطق لتوفير المياه لها.
غير أن محمد المسكيني، من منطقة البروج، التي توفر أجود الأغنام في المغرب، يؤكد أن التساقطات المطرية الأخيرة، أنعشت آمال مربي المواشي، في توفير ما يكفي من الكلأ الطبيعي.
وأكد أن التساقطات الأخيرة طمأنت المزارعين، الذين كانوا يتخوفون، في سياق الجفاف الذي يعرفه المغرب، أن ترتفع أسعار الكلأ في السوق، خاصة بعد تراجع محصول الحبوب، بما لذلك من تأثير على سعر التبن مثلا.
ويحتاج المغرب إلى توفير العلف لحوالى 3 ملايين من الأبقار، وأكثر من 6 ملايين من الماعز، وما يناهز 20 مليونا من الأغنام.
واعتبر الطبيب البيطري، الدكتور بوعزة الخراطي، أن تنقذ الأمطار الأخيرة التي عرفها المغرب، المواشي، بما ستتيحه من كلأ في العديد من المناطق، ناهيك عن تأمين مياه الشرب والسقي وتأثيراتها الإيجابية على الزراعات الأخرى مثل الأشجار المثمرة والزراعات الربيعية.
وتوقع وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، في تصريح صحافي، أن ينخفض الناتج الإجمالي المحلي الزراعي في العام الحالي، بما بين 5 و7%، معتبرا أن تربية المواشي والأشجار المثمرة، والزراعات الصناعية، توجد في حالة جيدة.
واستحضر رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، في نهاية الأسبوع الأخير، بالمعهد العالي للنسيج والألبسة بالدار البيضاء، أهمية الأمطار في المغرب، على اعتبار أن الزراعة تمثل 17% في الناتج الإجمالي المحلي، غير أن الأمطار تؤثر على معنويات الأسر والشركات.
وأحال على مقولة أول مقيم عام لفرنسا بالمغرب، المارشال هوبير ليوطي، الذي اعتبر أن ممارسة الحكم في المغرب مرتبطة بالأمطار، في إشارة إلى ما تساعد عليه من استقرار بفعل التخفيف من المشاكل التي قد يعاني منها المزارعون.

المساهمون