30 مايو 2019
أمثال وضعها أعداؤنا
علي خيري (مصر)
الأمثال الشعبية جزء من ثقافة أي شعب، ولمعظمها قصص في الغالب طريفة، تعرفك ما سبب إطلاقها وأحيانا من أطلقها، ومن أهم مميزات المثل أنه، بكلماته المركزة، يجعلك تستغني عن كلامٍ كثير، لتعبر به عما يجول في خاطرك مباشرة.
ولكن، هناك مجموعة من الأمثال، إذا أمعنت التفكير بمحتواها قد تفاجئك بأنها انهزامية أو تخريبية، دسها علينا الاستعمار، وروجها فينا أذنابه، وهذه الأمثال مخدرات فكرية، نشرها المستعمر فينا مع المخدرات الحقيقية، لأنك إن قلبتها على جميع الأوجه لا تجدها إلا أمثله ضارة غير نافعة، والمثل الذي نتناوله هنا منتشر في أوساطنا العربية، على الرغم من عدم مواءمته المنطق، ولا روح العصر، وهو القائل "تبات نار تصبح رماد".
يرمز هذا المثل في الظاهر إلى أن كل مشكلة ولها حل، مهما زادت حدتها، لكنه يحمل قدراً غير عادي وكارثي من السلبية والتطنيش التي من الواضح أنها أصبحت جزءاً من ثقافتنا، ومع مرور الأيام وتوالي الظلم الواقع على عاتقنا، تزداد قيمة هذه الأمثال التي لا معنى لها إلا التسويف والصبر على الظلم، مع احتمال أن يهدأ هذا الضرر الواقع إلى أن يصبح رماداً.
لو طبق هذا المثل في حياة الأشخاص فهو كفيل بأن يدمرها، فما بالك بأمة تعتبره من الحكم الأساسية فيها، والغريب في هذا المثل أنه يعج بأشياء غير منطقية، لا أعرف كيف مرت على عقولنا من دون أن نستهجنها .
أول ما هو غير منطقي في مثلنا، أنه يطلب منا أن نترك النار تبيت، بدلا من أن يطالبنا بالمبادرة بإطفائها، ما هذه السلبية وهذا التراخي؟ كيف أرى ناراً مشتعله وأنام؟ وكيف أرى ظالماً يظلم وأسكت؟ بحجة أنني بتركي له سيكف عن ظلمه. كيف أرى مصيبة تقع وأتركها تبيت؟
الأغرب والأكثر إغراقا في اللاعقلانية هو المصير الذي يبشرنا به المثل، عندما ننام ونبيت، ونترك النار على اشتعالها، إذ يعدك بالرماد كنتيجة مباشرة لتطبيق نصيحته، رماد! وماذا يعني الرماد إلا الخراب؟
تخيل بيتك، تخيل حقلك، ملابسك، سيارتك، أي شيء محيط بك، هل ترضى أن يتحوّل رماداً؟ هل ستترك النار تبيت فيه؟
هذا المثل وأشباهه من الأمثال التي تحض على الاستكانة والسلبية وعدم المبادرة إلى مقاومة الخطأ في شتى صوره، بحجة أن هذا الخطأ لن يستمر إلى الأبد، وأنه سيتهالك من تلقاء نفسه، فلا داعي للتعب في محاولة إصلاحه، ولا يصب الأمر إلا في مصلحة الاحتلال ومن تبعه من أنظمة فاسدة، جعلت من نفسها كهنة في معابده .
علينا أن نكف عن اتباع مثل هذه الأمثال التي لا تحض إلا على السلبية والتسويف. أطفئوا النار من الشرارة الأولى قبل أن يتحول كل شيء إلى خراب ورماد، وعلينا أن نتفحص كل ما نقول ونفكر فيه جيداً، لأننا تعرضنا لحملاتٍ قويةٍ من التخدير الفكري والتغييب العقلي، وليكن المثل أطفئوا النار قبل أن تصبح رماداً.
ولكن، هناك مجموعة من الأمثال، إذا أمعنت التفكير بمحتواها قد تفاجئك بأنها انهزامية أو تخريبية، دسها علينا الاستعمار، وروجها فينا أذنابه، وهذه الأمثال مخدرات فكرية، نشرها المستعمر فينا مع المخدرات الحقيقية، لأنك إن قلبتها على جميع الأوجه لا تجدها إلا أمثله ضارة غير نافعة، والمثل الذي نتناوله هنا منتشر في أوساطنا العربية، على الرغم من عدم مواءمته المنطق، ولا روح العصر، وهو القائل "تبات نار تصبح رماد".
يرمز هذا المثل في الظاهر إلى أن كل مشكلة ولها حل، مهما زادت حدتها، لكنه يحمل قدراً غير عادي وكارثي من السلبية والتطنيش التي من الواضح أنها أصبحت جزءاً من ثقافتنا، ومع مرور الأيام وتوالي الظلم الواقع على عاتقنا، تزداد قيمة هذه الأمثال التي لا معنى لها إلا التسويف والصبر على الظلم، مع احتمال أن يهدأ هذا الضرر الواقع إلى أن يصبح رماداً.
لو طبق هذا المثل في حياة الأشخاص فهو كفيل بأن يدمرها، فما بالك بأمة تعتبره من الحكم الأساسية فيها، والغريب في هذا المثل أنه يعج بأشياء غير منطقية، لا أعرف كيف مرت على عقولنا من دون أن نستهجنها .
أول ما هو غير منطقي في مثلنا، أنه يطلب منا أن نترك النار تبيت، بدلا من أن يطالبنا بالمبادرة بإطفائها، ما هذه السلبية وهذا التراخي؟ كيف أرى ناراً مشتعله وأنام؟ وكيف أرى ظالماً يظلم وأسكت؟ بحجة أنني بتركي له سيكف عن ظلمه. كيف أرى مصيبة تقع وأتركها تبيت؟
الأغرب والأكثر إغراقا في اللاعقلانية هو المصير الذي يبشرنا به المثل، عندما ننام ونبيت، ونترك النار على اشتعالها، إذ يعدك بالرماد كنتيجة مباشرة لتطبيق نصيحته، رماد! وماذا يعني الرماد إلا الخراب؟
تخيل بيتك، تخيل حقلك، ملابسك، سيارتك، أي شيء محيط بك، هل ترضى أن يتحوّل رماداً؟ هل ستترك النار تبيت فيه؟
هذا المثل وأشباهه من الأمثال التي تحض على الاستكانة والسلبية وعدم المبادرة إلى مقاومة الخطأ في شتى صوره، بحجة أن هذا الخطأ لن يستمر إلى الأبد، وأنه سيتهالك من تلقاء نفسه، فلا داعي للتعب في محاولة إصلاحه، ولا يصب الأمر إلا في مصلحة الاحتلال ومن تبعه من أنظمة فاسدة، جعلت من نفسها كهنة في معابده .
علينا أن نكف عن اتباع مثل هذه الأمثال التي لا تحض إلا على السلبية والتسويف. أطفئوا النار من الشرارة الأولى قبل أن يتحول كل شيء إلى خراب ورماد، وعلينا أن نتفحص كل ما نقول ونفكر فيه جيداً، لأننا تعرضنا لحملاتٍ قويةٍ من التخدير الفكري والتغييب العقلي، وليكن المثل أطفئوا النار قبل أن تصبح رماداً.