أعلن زعيم حزب "الليبرالي الحر" في ألمانيا، كريستيان ليندنر، ليل أمس الأحد، فشل مفاوضات الائتلاف الحكومي المستقبلي، التي انطلقت منذ أكثر من شهر بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل، وضمت حزبها "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" و"الليبرالي الحر" و"الخضر" (يتعارف عليه باسم الائتلاف الجامايكي)، وباتت الأخيرة في وضع حرج ومأزق عميق يهدد استمرارها في الحكم.
فبعد عدد لا يحصى من البيانات الصحافية، وتحديد المواعيد النهائية لانتهاء مفاوضات جامايكا، وقع المحظور بعد أن فجر "الليبرالي الحر" المفاجأة بخروج الأطراف الأربعة خالية الوفاض من المباحثات، وهذا ما يجعل الآن المستشارة تكافح من أجل أن تستمد القوة، وتستفيد من عامل الوقت الضاغط، وإذا ما كان سيتم اللجوء إلى قرار بإعادة الانتخابات.
ومما لا شك فيه أن هذا الواقع تسبب بتضاؤل سلطتها بعد فشلها في إنجاز التجربة السياسية الرباعية، التي بذلت جهودًا حثيثة لمنع انهيارها ولتفادي دخول البلاد في اضطراب سياسي، علمًا بأن الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، سيتولى الدور الرئيسي، وهو الذي ألغى زيارته إلى ولاية شمال الراين وستفاليا بسبب الأزمة الحكومية، وأعلن عن لقاء سيجمعه مع المستشارة ميركل للاطلاع على الوضع عن قرب بعد فشل المفاوضات.
اقــرأ أيضاً
وبرر زعيم "الليبرالي الحر" ليندنر انسحابه من المفاوضات، بالفشل في إيجاد أساس للثقة بين أطرافها، أو فكرة مشتركة لتحديث البلاد، ووجود تناقضات لا حصر لها، وأسئلة مفتوحة وصراعات دون أهداف، مع تعدد الملفات الخلافية؛ وأكثرها أهمية ملف اللاجئين والمناخ والأمور المالية. إلا أن رد "حزب الخضر" لم يتأخر، واتهم الليبرالي الحر بالتخلي عن مسؤولياته. وقالت الزعيمة الشريكة في رئاسة الحزب، كاتين غورينغ إيكارت: "لم نكن بعيدين سوى بضع نقاط عن الاتفاق، وكان من الممكن أن يكون هناك تحالف".
الأمر أيضًا كان مفاجئًا لزعيم "الاجتماعي المسيحي"، هورست زيهوفر، وهو الحزب الشقيق لحزب المستشارة، إذ علّق أمام الصحافيين: "لقد افترضت طوال اليوم أن نتوصل إلى اتفاق.. السياسة الزراعية والشؤون الاجتماعية والمناخ، وحتى مسألة اللاجئين؛ الاتفاق كان بمتناول اليد، بعد أن قدم الخضر بعض التنازلات". في المقابل وصف حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي فشل المفاوضات بأنه "انتصار للحزب"، وأوضح زعيما الحزب، أليس فايدل وألكسندر غاولاند، أنه حان وقت رحيل ميركل.
إلى ذلك، أعربت غرفة التجارة والصناعة الألمانية عن خشيتها من فشل المحادثات حول تحالف جامايكي، ما تسبب بخيبة أمل تهدد الأعمال المتعلقة بالقضايا المستقبلية الهامة بالتأخير لفترة طويلة. إلا أن الرئيس التنفيذي للغرفة، إريك شفايتزر، أعرب عن ثقته بأن جميع الجهات، في النهاية، مسؤولة، ولا تزال قادرة على تقديم تنازلات معقولة.
وكان لفشل المباحثات الاستكشافية ارتدادات على االبورصات أيضًا، التي كانت لها ردة سلبية إزاء فشل الجامايكي؛ فخسر اليورو نسبة نصف في المائة، ووصف المحللون حركة الأسواق بـ"الكبيرة ولكنها ليست مثيرة"، أما أسهم "داكس" فبقيت مقيدة إلى حد ما.
وبات من المرجح أن تقوم المستشارة ميركل بالتواصل مع "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" للتباحث حول خيار التحالف الكبير "غروكو" بين الحزبين التقليديين، إلا أن نائب رئيس الاشتراكي، رالف ستيغنر، أكد في حديث مع مجموعة "فونكه" الإعلامية أن التصويت خلال الانتخابات لم يكن من أجل تحالف حكومي بين "المسيحي الديمقراطي" و"الاشتراكي الديمقراطي"، وعاد وكتب على "تويتر" أن فشل مفاوضات الجامايكي لن يغير شيئًا بالنسبة لحزبه، الذي قرر عقد اجتماع استثنائي لبحث الأزمة.
وسيكون بإمكان المستشارة تشكيل حكومة أقلية من "الاتحاد المسيحي" الذي يضم حزبها والحزب الشقيق البافاري "الاجتماعي المسيحي" و"الليبرالي"، إلا أنها ستكون بحاجة لأصوات المعارضة عند التصويت لتحقيق الأغلبية على أي قرار، أما مع "الخضر" فسيكون الوضع أصعب، والمشكلة الأساس أن أي تحالف من هذا النوع ليست لديه أغلبية في البرلمان، وهذا ما يعرض الحكومة والبلاد لنوع من عدم الاستقرار، ستكون له تداعيات على المستوى الأمني والاجتماعي والاقتصادي. تبقى فكرة العودة إلى صناديق الاقتراع أحد الاحتمالات الأكثر وضوحًا، وهو ما طالب به المستشار الألماني السابق الاشتراكي، غيرهارد شرودر، وحزب اليسار أخيرًا.
وفي أول ردود الفعل الأوروبية على فشل المفاوضات، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون "التشنج والتوتر ليس في مصلحتنا، علينا أن نتقدم"، فيما قال وزير الخارجية الهولندية، هالبه زيليسترا، على هامش اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل، إن بلاده "تشعر بخيبة الأمل، وهذه أخبار سيئة لأوروبا".
فبعد عدد لا يحصى من البيانات الصحافية، وتحديد المواعيد النهائية لانتهاء مفاوضات جامايكا، وقع المحظور بعد أن فجر "الليبرالي الحر" المفاجأة بخروج الأطراف الأربعة خالية الوفاض من المباحثات، وهذا ما يجعل الآن المستشارة تكافح من أجل أن تستمد القوة، وتستفيد من عامل الوقت الضاغط، وإذا ما كان سيتم اللجوء إلى قرار بإعادة الانتخابات.
ومما لا شك فيه أن هذا الواقع تسبب بتضاؤل سلطتها بعد فشلها في إنجاز التجربة السياسية الرباعية، التي بذلت جهودًا حثيثة لمنع انهيارها ولتفادي دخول البلاد في اضطراب سياسي، علمًا بأن الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، سيتولى الدور الرئيسي، وهو الذي ألغى زيارته إلى ولاية شمال الراين وستفاليا بسبب الأزمة الحكومية، وأعلن عن لقاء سيجمعه مع المستشارة ميركل للاطلاع على الوضع عن قرب بعد فشل المفاوضات.
وبرر زعيم "الليبرالي الحر" ليندنر انسحابه من المفاوضات، بالفشل في إيجاد أساس للثقة بين أطرافها، أو فكرة مشتركة لتحديث البلاد، ووجود تناقضات لا حصر لها، وأسئلة مفتوحة وصراعات دون أهداف، مع تعدد الملفات الخلافية؛ وأكثرها أهمية ملف اللاجئين والمناخ والأمور المالية. إلا أن رد "حزب الخضر" لم يتأخر، واتهم الليبرالي الحر بالتخلي عن مسؤولياته. وقالت الزعيمة الشريكة في رئاسة الحزب، كاتين غورينغ إيكارت: "لم نكن بعيدين سوى بضع نقاط عن الاتفاق، وكان من الممكن أن يكون هناك تحالف".
الأمر أيضًا كان مفاجئًا لزعيم "الاجتماعي المسيحي"، هورست زيهوفر، وهو الحزب الشقيق لحزب المستشارة، إذ علّق أمام الصحافيين: "لقد افترضت طوال اليوم أن نتوصل إلى اتفاق.. السياسة الزراعية والشؤون الاجتماعية والمناخ، وحتى مسألة اللاجئين؛ الاتفاق كان بمتناول اليد، بعد أن قدم الخضر بعض التنازلات". في المقابل وصف حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي فشل المفاوضات بأنه "انتصار للحزب"، وأوضح زعيما الحزب، أليس فايدل وألكسندر غاولاند، أنه حان وقت رحيل ميركل.
إلى ذلك، أعربت غرفة التجارة والصناعة الألمانية عن خشيتها من فشل المحادثات حول تحالف جامايكي، ما تسبب بخيبة أمل تهدد الأعمال المتعلقة بالقضايا المستقبلية الهامة بالتأخير لفترة طويلة. إلا أن الرئيس التنفيذي للغرفة، إريك شفايتزر، أعرب عن ثقته بأن جميع الجهات، في النهاية، مسؤولة، ولا تزال قادرة على تقديم تنازلات معقولة.
وكان لفشل المباحثات الاستكشافية ارتدادات على االبورصات أيضًا، التي كانت لها ردة سلبية إزاء فشل الجامايكي؛ فخسر اليورو نسبة نصف في المائة، ووصف المحللون حركة الأسواق بـ"الكبيرة ولكنها ليست مثيرة"، أما أسهم "داكس" فبقيت مقيدة إلى حد ما.
وبات من المرجح أن تقوم المستشارة ميركل بالتواصل مع "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" للتباحث حول خيار التحالف الكبير "غروكو" بين الحزبين التقليديين، إلا أن نائب رئيس الاشتراكي، رالف ستيغنر، أكد في حديث مع مجموعة "فونكه" الإعلامية أن التصويت خلال الانتخابات لم يكن من أجل تحالف حكومي بين "المسيحي الديمقراطي" و"الاشتراكي الديمقراطي"، وعاد وكتب على "تويتر" أن فشل مفاوضات الجامايكي لن يغير شيئًا بالنسبة لحزبه، الذي قرر عقد اجتماع استثنائي لبحث الأزمة.
وسيكون بإمكان المستشارة تشكيل حكومة أقلية من "الاتحاد المسيحي" الذي يضم حزبها والحزب الشقيق البافاري "الاجتماعي المسيحي" و"الليبرالي"، إلا أنها ستكون بحاجة لأصوات المعارضة عند التصويت لتحقيق الأغلبية على أي قرار، أما مع "الخضر" فسيكون الوضع أصعب، والمشكلة الأساس أن أي تحالف من هذا النوع ليست لديه أغلبية في البرلمان، وهذا ما يعرض الحكومة والبلاد لنوع من عدم الاستقرار، ستكون له تداعيات على المستوى الأمني والاجتماعي والاقتصادي. تبقى فكرة العودة إلى صناديق الاقتراع أحد الاحتمالات الأكثر وضوحًا، وهو ما طالب به المستشار الألماني السابق الاشتراكي، غيرهارد شرودر، وحزب اليسار أخيرًا.
وفي أول ردود الفعل الأوروبية على فشل المفاوضات، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون "التشنج والتوتر ليس في مصلحتنا، علينا أن نتقدم"، فيما قال وزير الخارجية الهولندية، هالبه زيليسترا، على هامش اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل، إن بلاده "تشعر بخيبة الأمل، وهذه أخبار سيئة لأوروبا".