يبدو الألمان أكثر جدية هذه المرة في التعامل مع أزمة رفض بعض الدول محاصصة اللاجئين، وخصوصاً من الكتلة الشرقية في أوروبا، من خلال التلويح بعقوبات اقتصادية على شكل وقف المساعدات والمنح المالية.
هذا ما عبّر عنه وزير داخلية ألمانيا، توماس دي مايزير، الذي أشار في مقابلة مع قناة "ZDF"الألمانية، اليوم الثلاثاء، إلى أنّ "المفاوضات تسير بدون أن يشعر هؤلاء الرافضون لتوزيع اللاجئين بتبعات ذلك. نحن مضطرون للتحدث عن كيفية الضغط عليهم، وبالأخص تلك الدول التي تتلقى الدعم الاقتصادي من الاتحاد الأوروبي، لاستكمال البنية التحتية".
مأزق حقيقي يعيشه الاتحاد الأوروبي بحسب مراقبين ومحللين غربيين في قضية توزيع اللاجئين بين الدول الأعضاء. فعدم اتفاق وزراء داخلية وعدل الاتحاد، مساء أمس الإثنين، في التوصل لاتفاق محاصصة 160 ألف لاجئ يعني بحسب هؤلاء بأن "الاتحاد يعيش مأزقاً وأزمة عميقين في اختبار جدي للتعاون الأوروبي"، وهو ما ذهبت إليه مديرة مركز السياسات الأوروبية في جامعة كوبنهاغن، مارلينا ويند، في تصريحات للتلفزة الدنماركية.
ويند، اعتبرت أن إغلاق الحدود من قبل بعض الدول يشكل بالفعل مأزقاً جدياً "وإن كان هذا الإجراء ممكناً لدول تشنغن في ظروف طارئة، ولمدة لا تزيد عن 30 يوماً، وبالتالي البحث عن حلول للظروف الضاغطة على دول الاتحاد".
المراقبون يرون بأن الحل سيكون في "اجتماع طارئ لقادة ورؤساء حكومات الاتحاد الأوروبي لإيجاد أرضية تفاهم مشترك حول أنجع الحلول، للخروج من مأزق تعاون بيني أثبت فشله طيلة شهر كامل". وذهبت مديرة مركز السياسات الأوروبية إلى القول "يمكن لميركل أن تتحدث أيضاً بأحرف كبيرة ومشددة (حازمة) لفرض حلول يتدخل فيها التمويل والاقتصاد".
وعلى الرغم من الفشل الأوروبي في التوصل لاتفاق توزيع 160 ألف لاجئ، إلا أن الوزراء الأوروبيين اتفقوا على توزيع 40 ألفاً بعد نقاشات طويلة، لكن يبقى 120 ألف إنسان عقبة في طريق الاتفاق الأوروبي الذي كان يعول البعض عليه في اجتماع أمس الإثنين في بروكسل.
بعض الدول كهنغاريا وتشيك وسلوفاكيا تقف معارضة تماماً لتوزيع الـ120 ألفاً بحسب ما خرج من اجتماع بروكسل أمس، إضافة إلى ذلك، يبدو أن التحفظات القانونية على السياسة المشتركة للاتحاد في مسائل الهجرة من قبل بعض الدول كالدنمارك وبريطانيا، زادت أيضاً في فرص عدم التوصل لاتفاق أوروبي. واعترف مفوض الهجرة في الاتحاد، ديمتري افارموبولوس، بأن اجتماع الأمس "شهد نقاشات ساخنة جداً" بين الدول الأعضاء.
ويعتبر الاقتراح الألماني، بتخفيض ووقف المساعدة المالية، أمراً مقلقاً لحكومة المجر تحديداً، حيث سار في الأسبوع الأخير مقترح رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلاود يونكر، في ذات الاتجاه الألماني، وهو ما جعل الصحافة المجرية يوم الأربعاء الماضي، تظهر بعض الليونة في موقف أوربان فيكتور، لكن يتبين بأنها لم تكن الليونة المطلوبة من ألمانيا لحل مشكلة مستعصية.
اقرأ أيضاً: أوروبا... موسم محاصرة اللاجئين المهاجرين