أكراد سورية يصدرون نفطاً بقيمة 10 ملايين دولار شهرياً

22 سبتمبر 2015
40% من نفط سورية بيد تنظيم داعش (أرشيف/Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر كردية عراقية مطلعة أمس الإثنين، عن قيام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية المعروف اختصاراً بــ "PYD"، بضخ كميات من النفط الخام من حقول بشمال شرق سورية تقع تحت سيطرته، بقيمة 10 ملايين دولار شهرياً.

وقالت المصادر لـ "العربي الجديد" إن الحزب الكردي السوري ينقل نفطه إلى إقليم كردستان العراق، عبر أنبوب نفطي كانت السلطات العراقية والسورية قد أقامته قبل سنوات، ومن ثم يتم ضخ تلك الكميات إلى ميناء جيهان التركي لبيعه.

وقال مصدر حكومي: "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، يضخ كميات من النفط الخام قيمتها 10 ملايين دولار شهرياً من حقول منطقة رميلان بشمال شرق سورية التي تخضع لسيطرته إلى منطقة زمار شمال مدينة الموصل، ومن هناك يتم ضخ النفط الى ميناء جيهان بتركيا تمهيداً لبيعه".

وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الاتحاد الديمقراطي الكردي يقوم بدوره ببيع كميات تقدر بحدود 30 ألف برميل من النفط الخام يومياً من تلك الحقول لمشترين لم يُكشف عنهم.

وقال مصادر في برلمان كردستان على اطلاع بالملف، إن إيرادات النفط تذهب لتمويل عمليات الحرب ضد تنظيم داعش الهادفة لإبعاده عن المدن الكردية في سورية، فضلا عن توزيع جزء منها كمرتبات لعناصر الحزب.

وترجح المصادر أن تكون مافيات نفط إيرانية وتركية تتسلم شحنات النفط تلك، كما هي الحال مع عمليات داعش في تهريب النفط من حقول الشمال العراقي في الموصل وصلاح الدين وكركوك.

ويعود تاريخ أنبوب النفط المقام بين العراق وسورية إلى ثمانينيات القرن الماضي، وكان العراق يصدر نحو 1.9 مليون برميل من خلاله يوميا إلا أن اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، ووقوف نظام حافظ الأسد مع إيران حال دون استمرار ضخ النفط العراقي عبر الأراضي السورية بقرار من النظام السوري عام 1984.

اقرأ أيضاً: شركات النفط الروسية تبدأ التنقيب بسورية

وتقوم سلطات إقليم كردستان العراق، وبعد إنشاء أنبوب نفطي يربط حقول الإقليم بميناء جيهان على البحر المتوسط في تركيا، بتصدير نفطها بصورة مباشرة وبعيداً عن تدخل الحكومة العراقية في بغداد، وبعد طرد مسلحي تنظيم داعش من عدد من المواقع النفطية مثل حقول "زمار" شمال محافظة نينوى، جرى ربط تلك الحقول أيضاً بأنبوب تصدير النفط المؤدي إلى تركيا.

مشترون جدد

على صعيد متصل بتصدير النفط من حقول إقليم كردستان العراق، كشف نائب رئيس لجنة الثروات الطبيعية ببرلمان الإقليم، دلشاد شعبان، عن وجود مشترين جدد للنفط المنتج من حقول الإقليم، وأنهم سيقومون بدفع قيمة النفط الذي سيورد إليهم مسبقاً.

وقال شعبان في تصريح صحافي أمس، إن "المشترين الجدد لنفط كردستان سيقومون بتحويل مبلغ 850 مليون دولار شهرياً إلى حساب حكومة الإقليم، نظير شحنات من النفط الخام ستورد إليهم".

ولم يكشف شعبان عن كميات النفط التي ستورد إلى الشركات نظير المبلغ الذي ستدفعه ولا عن هوية المشترين، التي في العادة تكون شركات أجنبية تتولى عملية بيع ما تشتريه الى مشترين آخرين.

وكانت تقارير صحافية قد كشفت مؤخرا، عن قيام وسطاء ببيع نفط اشتروه من سلطات إقليم كردستان إلى إسرائيل خلال الفترة الماضية، بما يغطي القسم الأكبر من احتياجاتها، وقد أثارت هذه الأنباء ردود فعل غاضبة بين برلمانيين ومسؤولين عراقيين، لكن السلطات في إقليم كردستان نفت قيامها ببيع نفط إلى إسرائيل بشكل مباشر وإنما لشركات تتولى هي بيعه لمن تشاء.

وتصدر سلطات إقليم كردستان العراق بشكل مباشر ودون العودة إلى بغداد، كميات من النفط تزيد على نصف مليون برميل يوميا عبر ميناء جيهان التركي، لكنها لا تزال بعيدة عن تأمين احتياجاتها المالية التي تعد رواتب الموظفين والمتقاعدين القسم الأكبر منها وتتطلب مبلغاً شهرياً تقدره الحكومة بـ 730 مليون دولار.


اقرأ أيضاً: اتهام مسؤول سوري هارب بقرصنة سفينة نفط

المساهمون