رفض رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، التراجع عن فكرة إجراء الاستفتاء حول انفصال الإقليم، والمقرر في 25 سبتمبر/أيلول المقبل، فيما يبحث عن ضمانات دولية مقابل تأجيله.
وقال مسؤول كردي رفيع المستوى لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ "لقاءات البرزاني الأخيرة مع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، ومن ثم وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، تناولت عدّة ملفات، تخص أغلبها الملفات العالقة مع بغداد"، مبيّناً أنّ "المسؤولَين طالبا بتأجيل الاستفتاء على انفصال كردستان، إلى ما بعد الانتهاء من فترة داعش".
وأضاف أنّ "البرزاني انتقد مماطلة الحكومات العراقية المتعاقبة مع إقليم كردستان وعدم تنفيذ فقرات الدستور المتعلقة بحقوق الكرد"، كاشفاً أنّ "ثقة الإقليم أصبحت ضعيفة بحكومة بغداد، ومقدار رغبتها بحل تلك الأزمات، ما دفعنا نحو الاستفتاء".
وأشار إلى أنّ "البرزاني أكد على عدم التراجع عن الاستفتاء، لكنّه سيبحث موضوع التأجيل، بينما وعد الجانب الأميركي بأن يكون ضامناً لحقوق الكرد، وأن يلعب دوراً كبيراً بحل الأزمات مع بغداد، ومنها موضوع الاستفتاء، وأن يعمل أيضاً على تهيئة أجواء وظروف مناسبة لإقامة الاستفتاء، بحيث لا يكون له أي تأثير سلبي على الواقع السياسي في العراق".
من جهته، قال القيادي في حزب البرزاني، محما خليل لـ"العربي الجديد"، إنّ "البرزاني عندما قام بالخطوات نحو الاستفتاء اتخذها وفقاً لمعطيات القانون والدستور، وبدعم من كافة شرائح الشعب الكردي"، مضيفاً أنّ "الاستفتاء هو أبسط حقوق الإنسان، والدستور العراقي ينص على ذلك".
وأوضح خليل أنّ "موعد الاستفتاء لن يتم تأجيله دقيقة واحدة، ولا أحد يستطيع الوقوف أمام حقوق الشعب الكردي ورغبته"، معتبراً أنّ "الاستفتاء سيعزز الاستقرار بالمنطقة، ويعزز علاقات الإقليم مع الجميع".
وأضاف، أنّ "قرار الاستفتاء استند إلى معطيات كثيرة قبل اتخاذه، ومنها رغبة الشعب والتعاطف العالمي مع هذه الرغبة، والدستور العراقي"، مشيراً إلى وجود "لجنة عليا مشكلة من جميع الكتل الكردستانية ومن كل شرائح الشعب تعمل على متابعة هذا الموضوع، وفقاً للأطر القانونية والدستورية"، معتبراً أنّ "الاستفتاء سيكون ضماناً وأماناً لكردستان وللمنطقة".
وأشار خليل إلى أنّ "الهلال الكردي بكل الظروف كان رادعاً ومانعاً لعدم حدوث خروق لحقوق الإنسان، كما كان له دور كبير في ردع تنظيم داعش الإرهابي".
يُشار إلى أنّ سلطات كردستان، كانت قد أرسلت، الأسبوع الماضي، وفداً إلى بغداد، لمتابعة الملفات العالقة بين الجانبين ومنها استفتاء انفصال الإقليم، إلا أنّه لم يتم التوصل لأي نتائج.