صحيح أن الأحزاب الكردية اتفقت على توحيد صفوفها للدخول في مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية، وتجاوز الخلافات الداخلية، لكن المواقف من تشكيل حكومة جديدة، تختلف كردياً بين الذهاب لتقرير المصير والانفصال عن العراق، ومحاولة الحصول على أكبر قدر من المكاسب لمصلحة الإقليم الكردي.
وبحسب نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية، فقد حصلت القوى الكردية على 62 مقعداً في البرلمان، منها 25 مقعداً لمصلحة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، و21 مقعداً لمصلحة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني، وتسعة مقاعد لحزب التغيير، بينما حصل كل من الاتحاد الإسلامي الكردستاني على ثلاثة مقاعد والجماعة الإسلامية على أربعة مقاعد.
وقال الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، كوسرت رسول، لـ"العربي الجديد"، إن الاتحاد الوطني يؤكد على "حرية التعبير والتوافق والعيش المشترك والتبادل السلمي للسلطة والتوافق السياسي وتوحيد أصوات الكرد في طبيعة علاقاتها مع بغداد، لكن في حال لم تجرِ المفاوضات والتفاهمات لمصلحة الكرد، فسنذهب إلى حق تقرير المصير".
أما القيادي في حزب الاتحاد الوطني، برهم صالح، فقد أشار إلى أن النواب الأكراد يعملون في البرلمان العراقي حالياً كـ"صوت واحد وفريق واحد في إطار الاستراتيجية القومية من أجل الحفاظ على حقوقنا الدستورية والمضي نحو غد مشرق والحفاظ على ما حققناه".
بدوره، لفت القيادي في الحزب الديمقراطي، بزعامة مسعود البارزاني، الشيخ بري هرسين، إلى أن "الحزب لن يكرر تجربته السابقة مع (رئيس الحكومة نوري) المالكي الذي تسبب بمشاكل للعراق لا مثيل لها، وكل شيء لنا مباح، في حال أصرّ الشركاء على فرضه علينا مرة أخرى".
في غضون ذلك، أكد حزبا التغيير والجماعة الإسلامية الكرديان، أنه من السابق لأوانه التلويح بالانفصال عن العراق على ضوء المفاوضات الجارية.
وأوضح القيادي في الحزب بمدينة أربيل، حسن كاوة، لـ"العربي الجديد" أنّ لدى حزب التغيير مطالبَ، "والجميع بحاجة لنا ولا يمكن لأي حكومة أن تقام وتتشكل من دون مباركة من الأكراد على ضوء النتائج الحالية، لذا وضعنا الحالي سياسياً أفضل بكثير من خيار تقرير المصير".
إلى ذلك، اعتبر عضو الجماعة الإسلامية الكردية، عبد الله أمين، أن "بقاء الرد حالياً داخل الدولة مرهون بمدى تعامل بغداد مع الإقليم، لكن بكل الأحوال، لدينا دستور ضامن يمكن اتباعه للحصول على حقوقنا قبل التفكير بالانفصال". وأضاف القيادي الكردي الإسلامي أن "الكل متفق من حيث المبدأ على وحدة المصير الكردي والتعالي على الخلافات الجانبية في مقابل المعركة السياسية الجديدة مع بغداد، وخلال ذلك نحن نعتبر أنفسنا أصحاب الثقل الأقوى وبيضة القبان في التحالفات العراقية".