شهدت الساحة السياسية في إقليم كردستان العراق خلال الأسابيع الماضية، تطورات غير مسبوقة من حيث الاهتمام بانتخابات تجرى في بلد مجاور. فقد انقسمت آراء السياسيين على اثنين من الكيانات الانتخابية المشاركة في الانتخابات التركية، كذلك جرى تبادل مباشر وغير مباشر للاتهامات على خلفية تلك الانتخابات.
للمرة الأولى، يرسل اثنان من الأحزاب السياسية الكردية العراقية الممثلة في البرلمان بإقليم كردستان وفي بغداد، وهما حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي يترأسه الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، و"حركة التغيير" بزعامة نوشيروان مصطفى، عدداً من قادتهما وبرلمانيهما إلى جنوب شرق تركيا، ويشاركون بإلقاء خطابات وسط جمهور حزب "الشعوب الديمقراطي" (الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني، الممثل الأكبر للحركة القومية الكردية)، والذي يترأسه صلاح الدين دميرتاش.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرها الإعلام المحلي في كردستان العراق، أحد مساعدي طالباني، وهو ينادي أمام جمع من ناخبي "الشعوب الديمقراطي"، أنّه جاء لتأييد الحزب ويحمل تحيات طالباني للحزب وناخبيه، فيما كان عدد من سياسيي حزبه وحزب "حركة التغيير" يقفون خلفه، دعماً لحملة "الشعوب الديمقراطي". وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد حملت بعض التعليقات الساخرة من موقف الحزبين، لا سيما أنّهما أظهرا حماسة قومية وتعاطفاً مع "الشعوب الديمقراطي"، باعتباره ممثلاً للناخبين الأكراد في تركيا. إلّا أن رئيس الحزب ذاته نفى مراراً خلال الحملة الانتخابية أن يكون حزبه كردياً، بل أكد أنّ حزبه تركي ويمثّل كل المجتمع التركي.
اقرأ أيضاً: أكراد تركيا وخطر إطاحة "التيار السلمي"
ولم تقتصر توجهات الحزبين الكرديين العراقيين عند هذا الحد، بل صدرت تعليقات من أعضاء داخل الحزبين، تضمنت اتهامات مبطنة إلى بقية الأحزاب السياسية في كردستان العراق، خصوصاً إلى أكبر أحزاب الإقليم حالياً، وهو الحزب "الديمقراطي الكردستاني" الذي يقوده رئيس الإقليم مسعود بارزاني بدعم حزب "العدالة والتنمية" على حساب الأحزاب الكردية. كما نشر العديد من المقالات والتحليلات حول الموضوع، أبرزت وجهة نظر حزبية لهذا الطرف على حساب الآخرين.
وكتب الصحافي محمود ياسين كوردي مقالاً تحليلياً في موقع "روداو" الكردي عن الانتخابات التركية، قائلاً "بذريعة تأييد قسم كردي في الشمال (تركيا) والمشاركة في الحملات الدعائية الانتخابية لحزب "الشعوب الديمقراطي" في الانتخابات التركية الحالية، يكادون يخربون البيت الداخلي الكردي بإقليم كردستان العراق ويقضون على تجربة حكم شعب في الإقليم ويقسمونه".
وأضاف، "بسبب الرياء والنفاق السياسي لعدد من البرلمانيين والأطراف السياسية في إقليم كردستان وتحت عنوان تأييد كرد الشمال، بات المجتمع الكردي في كردستان العراق مقسماً على جبهتين "وطنيين" و"خونة"".
وتابع الكاتب، "كان يفترض أن يصبح تأييد حملة حزب "الشعوب الديمقراطي" في تركيا، منطلقاً لوحدة وأخوة وتعايش مشترك في إقليم كردستان العراق، إذ ليس من المعقول أن يكون بيتك الداخلي مفككاً وتنشغل بتأييد طرف ما، في مكان آخر، خارج إقليمك في العراق، وأنت المشغول على امتداد جبهة أطول من ألف كيلومتر في صراع مسلح دام مع أخطر الجماعات المسلحة في العالم".
اقرأ أيضاً: "كردستان العراق" تدين تفجيرات ديار بكر بتركيا
وتساءل الكاتب عن السر في إرسال حزب الطالباني 42 من "خبراء الانتخابات" لديه إلى حزب "الشعوب الديمقراطي" التركي لدعمه. وتابع بالقول "إن حزب الطالباني نفسه كان قد خسر آخر أربعة انتخابات محلية في إقليم كردستان، فماذا سيقدم للحزب التركي"!
وانتقد الكاتب، الرئيس طالباني بأنّه هو من روج لمثل هذه التوجهات الازدواجية في السياسة، وأنه كان وعند العودة من لقاء الرئيس التركي في أنقرة، يذهب إلى الحدود العراقية الإيرانية للاجتماع بالجنرال الإيراني قاسم سليماني.
كذلك برزت أصوات في إقليم كردستان العراق تؤيد أردوغان وحزبه. وكتب الصحافي أندام عمر، مقالاً بعنوان "انتخابات تركيا إلى أين، بين الحريصين وأصحاب المزايدات". ونشره في موقع حزب "الاتحاد الإسلامي" الكردستاني المقرب من "الإخوان المسلمين". بدأ كلامه، "برأيي أنّ كل كردي سيسرّه أن يفوز أبناء قوميته في أي مكان، لكني لا أفهم أصحاب المزايدات، وهم يطلبون منّا جميعاً أن نعارض أردوغان، لأنّه وطيلة فترة حكمه الممتدة لثلاثة عشر عاماً أنتج الآتي: سمح للكرد في تركيا أن يتعلموا بلغتهم، وأن يحتفلوا سنوياً بعيد نوروز القومي علناً، وأن يستعملوا اللغة الكردية في الحملات الدعائية الانتخابية، وأعلن عن عدم اعتراض تأسيس دولة كردية مستقلة في كردستان العراق، وفتح طريق مرور قوات البشمركة من العراق إلى سورية لمساندة الكرد هناك، وقدّم 500 مليون دولار للإقليم وقت المحنة، وأعلن عن مشروع متكامل للسلام في تركيا وأوقف إطلاق النار".
اقرأ أيضاً: البشمركة الكردية تتلقى دعماً عسكرياً في مواجهة "داعش"
ويرصد مراقبون في إقليم كردستان وجود صلة لإيران في الانقسام الحاصل في الشارع السياسي في كردستان العراق، على خلفية الانتخابات التركية. فالأطراف المعروفة بقربها من طهران، باتت تقف في جبهة المؤيدين للكتلة الانتخابية التي يقف خلفها حزب "العمال الكردستاني" التركي المقرّب بدوره من طهران أيضاً.
اقرأ أيضاً: تركمان العراق مهدّدون بثلاثة مشاريع
للمرة الأولى، يرسل اثنان من الأحزاب السياسية الكردية العراقية الممثلة في البرلمان بإقليم كردستان وفي بغداد، وهما حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي يترأسه الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، و"حركة التغيير" بزعامة نوشيروان مصطفى، عدداً من قادتهما وبرلمانيهما إلى جنوب شرق تركيا، ويشاركون بإلقاء خطابات وسط جمهور حزب "الشعوب الديمقراطي" (الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني، الممثل الأكبر للحركة القومية الكردية)، والذي يترأسه صلاح الدين دميرتاش.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرها الإعلام المحلي في كردستان العراق، أحد مساعدي طالباني، وهو ينادي أمام جمع من ناخبي "الشعوب الديمقراطي"، أنّه جاء لتأييد الحزب ويحمل تحيات طالباني للحزب وناخبيه، فيما كان عدد من سياسيي حزبه وحزب "حركة التغيير" يقفون خلفه، دعماً لحملة "الشعوب الديمقراطي". وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد حملت بعض التعليقات الساخرة من موقف الحزبين، لا سيما أنّهما أظهرا حماسة قومية وتعاطفاً مع "الشعوب الديمقراطي"، باعتباره ممثلاً للناخبين الأكراد في تركيا. إلّا أن رئيس الحزب ذاته نفى مراراً خلال الحملة الانتخابية أن يكون حزبه كردياً، بل أكد أنّ حزبه تركي ويمثّل كل المجتمع التركي.
اقرأ أيضاً: أكراد تركيا وخطر إطاحة "التيار السلمي"
ولم تقتصر توجهات الحزبين الكرديين العراقيين عند هذا الحد، بل صدرت تعليقات من أعضاء داخل الحزبين، تضمنت اتهامات مبطنة إلى بقية الأحزاب السياسية في كردستان العراق، خصوصاً إلى أكبر أحزاب الإقليم حالياً، وهو الحزب "الديمقراطي الكردستاني" الذي يقوده رئيس الإقليم مسعود بارزاني بدعم حزب "العدالة والتنمية" على حساب الأحزاب الكردية. كما نشر العديد من المقالات والتحليلات حول الموضوع، أبرزت وجهة نظر حزبية لهذا الطرف على حساب الآخرين.
وكتب الصحافي محمود ياسين كوردي مقالاً تحليلياً في موقع "روداو" الكردي عن الانتخابات التركية، قائلاً "بذريعة تأييد قسم كردي في الشمال (تركيا) والمشاركة في الحملات الدعائية الانتخابية لحزب "الشعوب الديمقراطي" في الانتخابات التركية الحالية، يكادون يخربون البيت الداخلي الكردي بإقليم كردستان العراق ويقضون على تجربة حكم شعب في الإقليم ويقسمونه".
وأضاف، "بسبب الرياء والنفاق السياسي لعدد من البرلمانيين والأطراف السياسية في إقليم كردستان وتحت عنوان تأييد كرد الشمال، بات المجتمع الكردي في كردستان العراق مقسماً على جبهتين "وطنيين" و"خونة"".
وتابع الكاتب، "كان يفترض أن يصبح تأييد حملة حزب "الشعوب الديمقراطي" في تركيا، منطلقاً لوحدة وأخوة وتعايش مشترك في إقليم كردستان العراق، إذ ليس من المعقول أن يكون بيتك الداخلي مفككاً وتنشغل بتأييد طرف ما، في مكان آخر، خارج إقليمك في العراق، وأنت المشغول على امتداد جبهة أطول من ألف كيلومتر في صراع مسلح دام مع أخطر الجماعات المسلحة في العالم".
اقرأ أيضاً: "كردستان العراق" تدين تفجيرات ديار بكر بتركيا
وتساءل الكاتب عن السر في إرسال حزب الطالباني 42 من "خبراء الانتخابات" لديه إلى حزب "الشعوب الديمقراطي" التركي لدعمه. وتابع بالقول "إن حزب الطالباني نفسه كان قد خسر آخر أربعة انتخابات محلية في إقليم كردستان، فماذا سيقدم للحزب التركي"!
وانتقد الكاتب، الرئيس طالباني بأنّه هو من روج لمثل هذه التوجهات الازدواجية في السياسة، وأنه كان وعند العودة من لقاء الرئيس التركي في أنقرة، يذهب إلى الحدود العراقية الإيرانية للاجتماع بالجنرال الإيراني قاسم سليماني.
كذلك برزت أصوات في إقليم كردستان العراق تؤيد أردوغان وحزبه. وكتب الصحافي أندام عمر، مقالاً بعنوان "انتخابات تركيا إلى أين، بين الحريصين وأصحاب المزايدات". ونشره في موقع حزب "الاتحاد الإسلامي" الكردستاني المقرب من "الإخوان المسلمين". بدأ كلامه، "برأيي أنّ كل كردي سيسرّه أن يفوز أبناء قوميته في أي مكان، لكني لا أفهم أصحاب المزايدات، وهم يطلبون منّا جميعاً أن نعارض أردوغان، لأنّه وطيلة فترة حكمه الممتدة لثلاثة عشر عاماً أنتج الآتي: سمح للكرد في تركيا أن يتعلموا بلغتهم، وأن يحتفلوا سنوياً بعيد نوروز القومي علناً، وأن يستعملوا اللغة الكردية في الحملات الدعائية الانتخابية، وأعلن عن عدم اعتراض تأسيس دولة كردية مستقلة في كردستان العراق، وفتح طريق مرور قوات البشمركة من العراق إلى سورية لمساندة الكرد هناك، وقدّم 500 مليون دولار للإقليم وقت المحنة، وأعلن عن مشروع متكامل للسلام في تركيا وأوقف إطلاق النار".
اقرأ أيضاً: البشمركة الكردية تتلقى دعماً عسكرياً في مواجهة "داعش"
ويرصد مراقبون في إقليم كردستان وجود صلة لإيران في الانقسام الحاصل في الشارع السياسي في كردستان العراق، على خلفية الانتخابات التركية. فالأطراف المعروفة بقربها من طهران، باتت تقف في جبهة المؤيدين للكتلة الانتخابية التي يقف خلفها حزب "العمال الكردستاني" التركي المقرّب بدوره من طهران أيضاً.
اقرأ أيضاً: تركمان العراق مهدّدون بثلاثة مشاريع