أكثر من لعبة

12 فبراير 2016
الألعاب تساهم في تطوير مهارات "مجندرة" (Getty)
+ الخط -

سالي هو الاسم الذي أطلقناه على المرأة التي تعمل في محطة الإطفاء. كم دهشنا وسررنا حين وجدنا امرأة بين شخصيات لعبة الإطفاء التابعة لشركة ليغو. هكذا، باتت سالي في زيّها جزءاً من يوميات اللعب. أيضاً، بات عملها، وهي تقود سيارة الإطفاء، أمراً طبيعياً.
ببساطة، صار يمكن لمجموعة كبيرة من الناس أن يستنكروا مثلاً عدم وجود نساء في هذه اللعبة في بلادنا. سيكبر أطفالنا وقد اعتادوا على تنميط بعض الصور التي تعد حالياً "غير اعتيادية". ستكبر فتيات وستساهم شخصيات الألعاب النمطية في تشكيل هويتهن. وسيكبر فتيان ويعتادون على الأمر باعتباره طبيعياً.

ربّما يبقى تأثير الألعاب طويلاً، ويتجاوز عدد الساعات التي قضيناها في اللعب. لطالما تعلقنا بشخصيات الألعاب. تتعلّم الفتيات ماذا يجب أن يعملن وكيف يتصرفن من خلال ألعابهن، حتى تصبح مقبولة في المجتمع. في المحال المخصصة لبيع الألعاب، ألوان زاهية وعرائس وأدوات مطبخ باللون الزهري وعدة الشاي وغيرها من الألعاب التي يخصصها المجتمع للفتيات. الصبيّ أيضاً يعرف هويّته من خلال ألعابه ومضامينها ومعانيها. هناك سيّارت الإطفاء والشاحنات والجرافات والأبطال والحروب. 

إذاً، تساهم الألعاب في تشكيل الهوية الجندرية للأطفال. من جهة أخرى، فإن ثمن عدم القولبة في هذه الهويات قد يكون كبيراً. سيواجه الأطفال الذي رفضوا القولبة بالتمييز والإقصاء. لكن على ما يبدو، الثمن أعلى مما نتوقع. وتشير إحدى الدراسات التي صدرت عام 2012 إلى أن الألعاب لا تساهم في تشكيل الهوية الجندريّة فحسب، بل أيضاً في تطوير مهارات "مجندرة" معينة لدى كل من الصبيان والفتيات. وبيّنت أن الألعاب التي يلعبها الصبيان أو الفتيات بشكل نمطي وتقليدي تعزز التطور الفكري والذهني لديهم أيضاً. على سبيل المثال، تساهم ألعاب الصبيان في تطوير الحسّ المكاني لديهم (ويترجم في كون الرياضة الجسدية تعد إحدى هواياتهم)، في حين تساهم ألعاب الفتيات في تطوير مهارات تعدد المهام والإبداع واكتساب اللغة.

وكانت الشركة نفسها قد أطلقت أواخر الشهر الماضي شخصيات جديدة عدة، منها شخص يجلس على كرسي متحرك، ورجل ــ أب يجرّ عربة الأطفال. كذلك، أطلقت شركة "باربي" شخصياتها بمقاييس أجساد عادية، ساعية إلى إلغاء صورة المرأة الخارقة ذات المقاييس غير الموجودة. وهذه خطوات إيجابية في صناعة الألعاب، وتهدف إلى كسر الصور النمطية تدريجياً، ووضع مقاييس جديدة للهويات الجندرية للأطفال. وتبقى الإشارة إلى أن أكثر من 150 مليون طفل على كرسي متحرك حول العالم، قد لا يشعرون بالإقصاء بعد الآن.

اقرأ أيضاً: عن النساء والسيارة
المساهمون