أكثر من حصار

08 فبراير 2015
همام السيد / سوريا
+ الخط -

لم تقتصر آمال الكثير من الشباب على تغيير الواقع السياسي والاجتماعي مع بداية الانتفاضات والثورات العربية في المنطقة، بل راهنت الطليعة المبادرة للحراك الثوري، وسوادها الأعظم من الشباب، على إنتاج ثقافيّ يعبّر عن الروح الثورية الجديدة، سواء كانت في مضامين هذا الإنتاج أو تقنياته، ولا سيّما في الأعمال السينمائية.

وما من شكّ أن ما نعرّفه اليوم على أنّه "سينما شبابية" واعدة، هو خروج عن المألوف والتجاريّ لصالح الجودة الفنية. ومعظم ما ينتجه شباب السينما المستقلة في الدول العربية المختلفة، ومن أهمها مصر وتونس وسورية والمغرب، يبقى محصوراً في الأفلام التسجيلية وعروضها المتاحة في المهرجانات السينمائية، ولا ترحّب بها دور العرض والقنوات التلفزيونية في العالم العربي.

ذلك على نقيض الأفلام الروائية الطويلة، والتي تحتاج إلى إنتاج ماديّ ضخم، لا تغامر به أيّ جهة منتجة إن لم يكن العمل مندرجاً تحت فئة الأفلام الاستهلاكية، والتي تخصّص لها دور عرض عادة ما تكون تابعة للجهة المنتجة في شبه احتكار للإنتاج والتوزيع.

أمام مطرقة التكاليف المادية العالية وسندان ظروف السوق السينمائي، يبقى التحدي الأكبر هو تعديل مسار الثورات التي حُيّدت عن طريقها؛ كي لا يكتشف المبدعون، بعد حين، أن مجتمعات العالم العربي الممزّقة بين حكومات الفاشية العسكرية أو التنظيمات الوحشيّة، ما عادت بيئة حاضنة لحريّة التعبير والتشكيك في المسلّمات: أهم أسس الإبداع.

المساهمون