تميّز أداء العملة الأوروبية الموحدة والذهب هذا الشهر، ليسجل اليورو أكبر صعود له في 17 شهراً، ولترتفع أونصة الذهب إلى أعلى مستوى في 3 سنوات، فيما تعافى الإسترليني من أدنى مستوياته في 5 أشهر في وقت لاحق من التعاملات اليوم.
صحيح أن اليورو استقر اليوم الجمعة، لكنه يتجه صوب تسجيل أكبر ارتفاع شهري في 17 شهراً، في الوقت الذي يتساءل فيه المتعاملون عن المدى الذي سيذهب إليه البنك المركزي الأوروبي لدعم الاقتصاد المتعثر وتعزيز التضخم.
وأظهرت تقديرات أولية من مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات) اليوم، أن التضخم بمنطقة اليورو استقر عند 1.2% في يونيو/ حزيران، لكن مؤشرات أضيق نطاقاً تستثني الأسعار شديدة التقلب ارتفعت.
ومقابل الدولار، ارتفع اليورو 0.1% إلى 1.1384 دولار. وعلى أساس شهري، تتجه العملة الموحدة للارتفاع 1.6%.
وبلغ مؤشر الدولار، الذي يتتبع أداء العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات منافسة، 96.217، ولم يسجل المؤشر تغيراً يذكر في الأسبوع.
وتم تداول الدولار عند 107.66 ين، من دون أن يسجل تغييراً يسجل خلال الجلسة، لكنه يتجه صوب الارتفاع 0.3% هذا الأسبوع، إذ تتعافى العملة الأميركية من أدنى مستوى في 5 أشهر عند 106.77 ين الذي بلغته يوم الثلاثاء.
وبحلول الساعة 12:55 بتوقيت غرينتش، ارتفع الإسترليني 0.4% مقابل العملة الأميركية إلى 1.2722 دولار، موسعا مكاسبه في يونيو/حزيران إلى أكثر من 3%. وبعد أن لامس أدنى مستويايه في 5 أشهر، ارتد الإسترليني للصعود مع تراجع مؤشر الدولار 0.15%.
وأمام العملة الأوروبية، صعد الإسترليني 0.30% إلى 89.42 بنسِاً. وخسر الإسترليني حتى الآن 4% من قيمته مقابل اليورو منذ بداية أبريل/نيسان رغم أن بعض خسائره على مدار الأسبوع المنقضي جاءت نتيجة لصعود واسع للعملة الأوروبية أمام العملات الرئيسية.
وقال "يوروستات" إن الأسعار في منطقة اليورو التي تضم 19 دولة ارتفعت 1.2% على أساس سنوي، من دون تغيير عن المستوى المسجل في مايو/ أيار، الذي كان الأدنى منذ إبريل/نيسان 2018.
وتتماشى القراءة مع توقعات خبراء اقتصاديين، وتظل دون المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي الأوروبي عند ما يقل قليلاً عن 2%.
لكن مقياساً أساسياً يستثني أسعار الأغذية والطاقة، ويتابعه البنك المركزي الأوروبي عن كثب لاتخاذ قرارات السياسة النقدية، صعد 1.2% من 1% في مايو/ أيار، في ارتفاع مفاجئ يشكل تحدياً لتوقعات السوق بأن يسجل المقياس قراءة مستقرة.
كما ارتفع مؤشر أضيق نطاقاً، يستثني أسعار الأغذية والطاقة والمشروبات الكحولية والتبغ، 1.1% من 0.8% في الشهر السابق، متجاوزاً توقعات خبراء الاقتصاد التي تشير لزيادة قدرها 1%.
وجاء ارتفاع المؤشرات الأساسية بفعل صعود الأسعار في قطاع الخدمات، الأكبر في منطقة اليورو، إذ زاد التضخم إلى 1.6% من 1%. لكن تباطأ التضخم في قطاع الطاقة إلى 1.6% في يونيو/ حزيران من 3.8% في الشهر السابق، مسجلاً انخفاضاً للشهر الثاني على الترتيب.
صعود الأسهم الأوروبية وهبوط اليابانية
في بورصات الأسهم، ارتفعت المؤشرات في أوروبا اليوم الجمعة، بدعم من دويتشه بنك، أكبر بنوك ألمانيا، لكن الحذر ينتاب المستثمرين بوجه عام قبيل اجتماع مهم لمجموعة العشرين، حيث سيتابع المستثمرون بشكل وثيق مدى إحراز تقدم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس الخميس، أن شي يعتزم عرض مجموعة بنود على ترامب، يتعين على الولايات المتحدة تلبيتها، قبل أن تكون بكين مستعدة لتسوية نزاعهما التجاري.
وبحلول الساعة 7:06 بتوقيت غرينتش، استقر المؤشر ستوكس 600 الأوروبي، مع ارتفاع المؤشر داكس الألماني 0.3%. وازداد سهم دويتشه بنك 3.5% بعد أن اجتاز البنك فحصاً سنوياً يجريه مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).
وقفز سهم "مرلين إنترتينمنتس" المالكة لمتحف مدام توسو 14.1%، وتصدر الأسهم الرابحة على المؤشر الرئيسي، بعد أن قالت الشركة إن شركة استثمار مملوكة للعائلة المؤسسة لليغو وشركة الاستثمار المباشر "بلاكستون"، ستستحوذان عليها في صفقة تُقيم الشركة وديونها عند نحو 6 مليارات جنيه إسترليني تعادل 7.6 مليارات دولار.
وفي طوكيو، أغلقت الأسهم اليابانية اليوم الجمعة منخفضة، في الوقت الذي ينتاب الحذر المستثمرين قبيل محادثات الرئيسين الأميركي والصيني، وهبط مؤشر نيكاي القياسي 0.3% ليغلق عند 21275.92 نقطة، بعد أن ارتفع 1.2% أمس الخميس، فيما انخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.1% إلى 1551.14 نقطة، بحسب رويترز.
وفي يونيو/ حزيران، ارتفع نيكاي 3.3% ليحقق أول مكسب شهري منذ إبريل/ نيسان، على الرغم من أنه استقر تقريباً دون تغير يذكر في الأسبوع.
كما أثّر استمرار ارتفاع الين مقابل الدولار وضعف الأسهم الصينية على المعنويات. وتراجعت أسهم شركات التصدير التي قادت المكاسب في الجلسة السابقة. وانخفض سهم دايكن إندستريز 2.4%، فيما تراجع سهم نيسان موتورز 0.8%، ونزل سهم نيكون 1%.
وشهدت بعض الأسهم الدفاعية طلباً من المستثمرين، لتخالف الاتجاه العام الضعيف للسوق. وارتفع سهم طوكيو للغاز 0.9%، بينما تقدم سهم أستيلاس فارما 0.7%، وازداد سهم أوتسوكا القابضة 0.5%.
وفي وول ستريت، فتحت الأسهم الأميركية على ارتفاع متواضع اليوم الجمعة، مع توخي المستثمرين الحذر قبيل اجتماع محوري بين الولايات المتحدة والصين قد يحدد نتيجة نزاعهما التجاري الممتد.
وصعد مؤشر داو جونز الصناعي 0.3% ليفتح عند 26605.93 نقطة، وزاد مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.27% مسجلا 2932.94 نقطة، ومؤشر ناسداك المجمع 0.26% إلى 7988.76 نقطة.
أونصة الذهب... الأفضل في 3 سنوات
في سوق المعادن، ارتفعت أسعار الذهب اليوم الجمعة، متجهة صوب تسجيل أفضل أداء شهري في 3 سنوات، في الوقت الذي تلوح فيه الضبابية بشأن ما إذا كانت محادثات ترامب - شي ستتمخض عن إحراز أي تقدم في إنهاء النزاع التجاري، المستمر بين البلدين منذ عام.
وبحلول الساعة 7:42 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 1413.8 دولاراً، فيما صعد الذهب نحو 8.4% منذ بداية الشهر الجاري، ويتجه صوب تحقيق أكبر مكسب شهري بالنسبة المئوية منذ يونيو/ حزيران 2016. وارتفع الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.3% إلى 1416.60 دولاراً.
ومع ارتفاع الذهب قرابة 1.2% منذ بداية الأسبوع الجاري، فإنه يتجه أيضاً صوب تسجيل سادس صعود أسبوعي على الترتيب.
ونزل البلاديوم 0.8% إلى 1537.82 دولاراً للأوقية. لكن المعدن المستخدم في التحفيز بقطاع السيارات ارتفع ما يزيد عن 16% منذ بداية الشهر الجاري، محققاً أكبر ارتفاع شهري بالنسبة المئوية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2016. أما البلاتين فقد ربح 0.4% وارتفع إلى 814.56 دولاراً.