أفيونة معاداة الفاشية!

30 ابريل 2019
+ الخط -
أحيانا تظلم الروايات العظيمة كاتبها، فتحجب عن الناس عظمة أعمال أخرى كتبها لم يكن لها نفس الحظ من الذيوع والانتشار، حدث ذلك مع كُتّاب كثيرين على رأسهم أحد كُتّابي المفضلين، البريطاني العظيم جورج أورويل الذي لم تشتهر له بين الناس في بلادنا وفي غير بلادنا إلا روايتان فقط هما: (1984) و(مزرعة الحيوانات)، وهما عملان أدبيان كبيران ورائعان بدون شك، وقد حققتا عن جدارة مبيعات لم يحققها كتاب آخر في العالم في القرن العشرين طبقا لإحصائيات دولية، لكنهما كانتا سببا في ظلم الكثير من أعمال أورويل المتميزة مثل (متشردا في باريس ولندن) و(الطريق إلى رصيف ويغان) و(أيام بورمية)، وأخيرا روايته (الصعود إلى الهواء) التي قرأتها بترجمة أسعد الحسين، والتي تحضرني كثيرا في هذه الأيام الخنيقة التي تعلو فيها في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أصوات تدافع عن الدولة المدنية؛ لكنها تثير لديك نفس مشاعر الأسى والحسرة التي يثيرها بداخلك المتطرفون الإسلاميون.

بالطبع لا يمكن لعاقل أن ينكر خطورة الفاشية الدينية على مستقبل مصر، لكن هذا العاقل أيضا ينبغي أن يدرك أننا لن ننتصر عليها بأن نتحول إلى فاشيين على الجهة المقابلة نردد كلاما شديد التعصب والغوغائية ونطلق أحكاما شديدة العنصرية ونبارك أو حتى نصمت على أفعال حقيرة يرتكبها بعض معارضي الإخوان كالاعتداء على منتقبة في الشارع أو الاعتداء على ملتحين عُزّل باسم الثورية بعد اختيارهم بناءً على شكلهم من داخل سياراتهم، وهو نفس ما فعله المتطرفون الإسلاميون أيام ماسبيرو عندما اعتدوا على مواطنين مسيحيين باسم الدفاع عن الدين.

"كيف تحارب الوحوش بدون أن تتحول إلى وحش؟»، كان هذا السؤال الذي طرحه من قبل الفيلسوف العظيم نيتشه، وقد عانى جورج أورويل وهو يحاول العثور على إجابة له خلال فترة صعود الأفكار الفاشية والنازية، لتكون أكبر خطر يهدد أوروبا في فترة ما بين الحربين العالميتين، نراه يحكي لنا على لسان بطل روايته (الصعود إلى الهواء): كيف أخذته زوجته ذات يوم إلى نادي الكتّاب اليساري الذي يقع في قريتهم الصغيرة لحضور محاضرة بعنوان (خطر الفاشية) سيلقيها قيادي يساري قادم من لندن خصيصا للحديث عن ذلك الموضوع الذي كان حديث الناس وقتها، في ظل مخاوفهم المتصاعدة من صعود هتلر وموسوليني واقتراب الحرب العالمية الثانية، وبعد أن استمع البطل إلى المحاضر أخذ يصفه لنا قائلا: "كان صوته يصلني على شكل غير مفهوم، وكانت تأسرني من حين لآخر عبارات مثل الوحشية والبهيمية والنوبات الشنيعة من السادية والعودة إلى عصور الظلام...


"استمتعت برؤية هذا الرجل التافه ذي الوجه الأبيض والرأس الأصلع وهو واقف على المنبر يطلق الشعارات. ماذا يفعل؟ إنه يثير الكراهية عامدا وبشكل صارخ، وبصراحة مطلقة باذلا أقصى جهده لجعلك تكره الذين ينعتهم بالفاشيين، غريب جدا منطق هذا السيد المشهور، لقد أصبحت معاداة الفاشية صنعة ومهنة غريبة، فماذا كان يعمل قبل مجيء هتلر؟ وماذا سيفعل إن اختفى هتلر؟ وخطرت ببالي فكرة أخرى: إنه يعني ما يقوله ولا يزيف أي كلمة يقولها، فهو يحاول أن يثير كُره المستمعين الذي لا يقارن بالكره الذي يضمره هو، وكل شعار أطلقه كان حقيقة مقدسة عنده، ولو نظرت في داخله لوجدت ديمقراطية فاشية. ممتع معرفة ما يفعله هذا الرجل ومن هم على شاكلته في حياتهم الخاصة، وتساءلت: إن كانت له واحدة أم أنه يتجول من منبر إلى آخر مطلقا شعاراته ومثيرا للكراهية؟".


بذمتك ألم تجد نفسك وقد ثارت هذه الأسئلة بداخلك وأنت تراقب أداء بعض الذين تحولت لديهم معاداة التطرف الديني إلى أفيونة لا يجدون ولا يجيدون غيرها، إذن، انتظر حتى تستمع إلى بقية توصيف بطل جورج أورويل الذي ينتمي إلى عامة البشر الذين لا يتقيدون بانتماء فكري أو سياسي معين، وهو يحاول تفسير أداء هذا الرجل الذي يعادي الفاشية بكل هذه العصبية فيقول: «توقفت عن سماع كلمات المحاضر الذي يمكنه الاستمرار في الكلام لمدة شهر دون توقف. شيء فظيع. كأنه أورج بشري يطلق نفس الدعايات عليك على مدار الساعة المرة تلو الأخرى مكررا الكره الكره الكره. لنكره أكثر وأكثر حتى تشعر أن شيئا ما دخل إلى جمجمتك وهو يطرق على دماغك بقوة. غمضت عينيّ للحظة وقلبت الطاولة عليه فدخلت إلى جمجمته لمدة ثانية، رأيته يتخيل نفسه وهو يُحَطِّم وجوه الناس بمفاتيح الربط طبعا وجوه الفاشيين، هذا مارأيته في دماغه ومشيه ونومه، لكن ما هو سبب ذلك وما هو التفسير، إنه الخوف الذي يملأ قلب كل شخص عاقل والذي يرى أبعد مما يراه الآخرون، لهذا هو خائف أكثر منهم، هتلر يطاردنا، أسرعوا أمسكوا بمفاتيح الربط ولنتحد كلنا، هَشِّموا وجوها أكثر لتحافظوا على وجوهكم من التهشم وتعصبوا وتحزبوا واختاروا قادتكم، حطموا الأخرين قبل أن يحطموكم. إنهم مرعوبون جدا من المستقبل الذي سنقفز إلى جوفه مثل أرنب يسقط في فم ثعبان ضخم. لكن ماذا سيحدث لرجال مثلي إن كانت هناك فاشية في إنكلترا؟ في الواقع لن يكون هنالك أي اختلاف لكنها ستشكل فرقا كبيرا بالنسبة للمحاضر والشيوعيين الأربعة المستمعين، فهم إما أن يحطموا وجوه الآخرين أو تتحطم وجوههم ويعتمد ذلك على من سيربح، أما الرجال العاديون من أمثالي فسيستمرون كالمعتاد».

لم تكن «هيلدا» زوجة بطل رواية جورج أورويل تشاركه رأيه في الاستهانة بعصبية الرجل الذي يتحدث عن خطر الفاشية وتوتره الشديد، فقد كان أكثر ما يصدمها في زوجها هو هدوؤه، فهي على حد وصفه «يسيطر عليها الإحساس بوجوب إثارة القلق وخلق جو من البؤس بسبب الشعور بالواجب، فهي تنتمي إلى الطبقة الوسطى المتعفنة. إنها هيلدا التي تنجح دائما في قول شيء يثير الكآبة حالما تطأ قدمك عتبة البيت. إنها تفعل أي شيء بطريقة سلبية، فإن صنعت كعكة لا تفكر بالكعكة، بل بكيفية توفير الزبد والبيض، وعندما نكون في السرير معا، كل ما تفكر فيه هو الخوف من إنجاب طفل....إنها من الأشخاص الذين تكمن موهبتهم ومتعتهم الأساسية في الحياة باستباق وقوع المصائب الصغيرة فقط؛ لأنها لا تهتم بالكبيرة منها كالحروب والمجاعات والزلازل والأوبئة والثورات، فكل ما يهمها هو أسعار الزبدة المرتفعة وفواتير الغاز الضخمة وأحذية الأولاد البالية وما تبقى من أقساط... هذا الخوف راسخ في عقلها، الشيء المضحك في الأمر هو أنه حتى لو حدث ذلك، فإن قلق هيلدا لن يساوي ربع قلقي،لا بل قد تشعر أنها في أمان أكبر هناك».

يتحدث بطل الرواية دائما عن نفسه بنبرة ساخرة لكنها تخلو من المرارة، بل يسودها تصالح شديد مع كل ما هو عليه، فهو متصالح مع زوجته التي لم يكن يفهمها قبل زواجه بها، لكنه تزوجها لكي يكتشفها، وكان يستمتع بالتفكير في قتلها خلال السنين الأولى من زواجه، لكنه اعتادها مع مرور الزمن عندما أصبح بدينا وقرر الاستقرار ليستبدل التفكير بقتلها بالتعجب منها. متصالح مع اختياره أن يكون ليبراليا ليس لأسباب فكرية خاصة بل «لأن الكل كان كذلك بعد أن طرد الناس المرشحين المحافظين ورموهم في بركة ممتلئة بالطحالب، لقد تناول الناس السياسة بشكل جدي في تلك الأيام وأخذوا يخزنون البيض الفاسد قبل الانتخابات بأسابيع»، متصالح مع توقعه لأي مصيبة قادمة «إن لم تقتلك الحرب فإنها ستجعلك تفكر»، متصالح مع كراهيته للتعليم «المدرسة هي المكان الذي تود الابتعاد عنه دائما»، مع أمه التي يستغرب كيف أنها صعقت عندما عرفت بأحوال النساء في الشرق، حيث ينتشر تعدد الزوجات والحريم السري وحبس النساء، مع أنها عاشت طيلة عمرها في مكان خاص منعزل مثل أي «حُرمة شرقية»، متصالح مع تفضيله صيد السمك على القراءة «أنا لا أصنف نفسي من المثقفين لكن لو سألتني عن كتاب جيد لأجبتك الكتاب الجيد هو الذي لا يملك الشخص الوقت لقراءته»، متصالح حتى مع بدانته «أنا سمين من الخارج لكني نحيف من الداخل، وهل خطر ببالكم يوما أن داخل كل رجل بدين رجل نحيف؟ كالقول بوجود تمثال داخل كل صخرة».


لكن هذا البطل المتصالح على الدوام بدأ يشعر بالقلق عندما تصاعد مناخ القلق والتوتر من حوله، وبدأ يفكر في أن الناس كانوا دائما يشعرون بأن الأحوال سيئة، لكن ما كان يجعلهم يصبرون هو أنهم كانوا قبل تدهور الأوضاع لا يفتقدون الشعور بالاستمرارية، فما دامت الأحوال مستمرة في كونها سيئة، فهذا أمر جيد، المشكلة أنها الآن يمكن أن تكون أسوأ وهذا ما أصبح يقلقه هو والأشخاص العاديين من أمثاله، صحيح أن قلقه لم يصل إلى درجة قلق زوجته هيلدا، لكنه كان قلقا غريبا على شخصيته كرجل عادي بدأ يحس هو ومن حوله أن العالم يسير في الاتجاه الخاطئ، ولذلك فقد قرر اللجوء إلى صديق عجوز له اسمه بروثيوس، وهو مدرس متقاعد أعزب يسكن في بيت قديم وحيدا مع كتبه وغليونه، كان ملما باللغتين الإغريقية واللاتينية ومحبا للشعر، وهو يتحدث يفضل أن يتمشى ذهابا وإيابا وهو يضع يديه في جيوبه، كل أحاديثه تدور عن أشياء وقعت منذ قرون، وكلما بدأت بالحديث معه عن أي موضوع يعود في حديثه إلى التماثيل والشعر والإغريق والرومان، وعلى حد تعبير البطل فإنه: «إن كان نادي الكتّاب اليساري يمثل التقدم فإن بروثيوس يمثل الثقافة» وكلاهما غير نافعين في بلدتنا... يريحك الاستماع إلى بروثيوس ويُبعدك عن عالم الترامات وفواتير الغاز وشركات التأمين، إلى عالم كله معابد وأشجار زيتون وطواويس وفيلة ورجال بشباكهم ورماحهم. لهذا من السخف أن يصادق وينسجم مع رجل مثلي، لكن من إيجابيات الرجل السمين القدرة على التأقلم في أي مجتمع، بالإضافة إلى أننا نلتقي في شيء مشترك يتعلق بالقصص الخليعة وهي الشيء المستجد الوحيد الذي يهتم به، رغم أنه يذكرني دائما أنها ليست حديثة لكنه في الحقيقة كان غِرّا في هذا المجال».

يروي بطل الرواية لنا حوارا طويلا وممتعا بينه وبين بروثيوس عن مخاوفه من المستقبل القادم في ظل سيطرة الفاشية، أرجو أن تلاحظ أن أورويل كتبه ونشره قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بفترة قصيرة، وقبل سنوات من انتهاء الحرب بهزيمة الأفكار الفاشية وثبوت صحة رؤية بروثيوس الذي بدا دون شك للقراء وقتها رجلا مغيبا غافلا، مع أنه كان ينطق بحكمة قارئ للتاريخ يعلم أن التقدم الإنساني لا يمكن أن يتحقق إلا بعد أن تدفع المجتمعات الإنسانية ثمنه غاليا، يقول بطل رواية جورج أورويل: « قلت له: أخبرني يابروثيوس عن رأيك بهتلر. اندهش جدا وأخرج غليونه من فمه.

ـ أتقصد هتلر ذلك الرجل الألماني؟ أنا لا أفكر فيه يا صديقي العزيز.
ـ لكن المشكلة أن هذا الساقط هو الذي يجبرنا أن نفكر فيه قبل أن يموت.

خجل العجوز بروثيوس من كلمة ساقط وتابع مشيه ونفث دخانه: أنا لا أرى سببا للاهتمام به، إنه مجرد مغامر، وأمثال هؤلاء يأتون ويروحون، إنهم مؤقتون جدا.

ـ لم أكن أعرف معنى مؤقتين لكنني تشبثت برأيي: أعتقد أنك مخطئ لأن هتلر شيء مختلف وأيضا جو ستالين، فهما ليسا مثل رجال العصور القديمة الذين صلبوا الناس وقطعوا رءوسهم من أجل التسلية. إنهما يسعيان لإحداث شيء جديد تماما، شيء لم يسمع به أحد من قبل.

ـ يا صديقي العزيز لا يوجد ما هو جديد تحت الشمس.

طبعا هذا هو قول بروثيوس المفضل، وهو لم يسمع بوجود أي جديد، وكلما أخبرته عن شيء يحدث في الحاضر يقول لك إن الشيء نفسه حدث في حكم الملك فلان، حتى لو تكلمت عن الطائرات سيرد عليك إنها كانت في كريت أو أي مكان آخر في اليونان، حاولت جاهدا أن أشرح له عن الرؤى التي تصورتها عن الزمن الرديء القادم لكنه لم يصغ واستمر بتكرار عبارته عن عدم وجود أي جديد تحت الشمس، وتناول كتابا على الرف وقرأ منه مقطعا عن طاغية إغريقي عاش في عصور ما قبل الميلاد فبدا كأنه الأخ التوأم لهتلر».

ثم يختم بطل الرواية حصيلة مناقشاته مع بروثيوس قائلا «يوجد ملايين مثلي من الرجال العاديين يحسون أن العالم يسير في الاتجاه الخاطئ، أما هذا الرجل المتعلم والمثقف الذي أمضى حياته مع الكتب ونقع نفسه في التاريخ لا يستطيع أن يرى بأن الأشياء تتبدل، ولا يعتقد بأهمية هتلر، ويرفض تصديق قدوم الحرب الوشيكة، ربما لأنه لم يشارك في الحرب الأخيرة، ولم تدخل في صميم أفكاره، كذلك يعتقد أنها عرض تافه مقارنة بمشهد حصار طروادة، ولا يفهم لماذا الاهتمام بالشعارات ومكبرات الصوت والقمصان الملونة، وهو يكرر دائما مَن هذا الذكي الذي سيهتم بمثل هذه الأشياء، سيندثر هتلر وستالين لكن الأشياء التي يسميها العجوز بروثيوس حقائق أبدية ستبقى، وهذا شكل آخر للقول بأن الأشياء سوف تستمر بذات الدقة التي عرفناها منذ الأزل وإلى الأزل».

لا يبقى بعد أن صحبتك معي في هذه القراءة الطويلة لرواية جورج أورويل، إلا أن أحرص على تذكيرك ونحن في هذه الأيام التي يسود فيها سوء الظن، وهو على أيّ حال من حسن الفِطَن، أنني لا أهدف إطلاقا إلى التهوين من خطر الفاشية الدينية، فلعلك إن كنت تتابعني منذ بدأت الكتابة قبل عشرين عاما أو ما بعد ذلك تلاحظ أنني كنت حريصا على مقاومتها بكل ما أملك من حجة ومنطق وسخرية ومعرفة، لكنني أفخر بأنني كنت حريصا في نفس الوقت على ألا أكون فاشيا بدوري فأطالب بقمع من أعاديهم سياسيا، ولم أطلب أبدا الحرية لنفسي دون غيري، ولم يكن ذلك لأنني قديس أو ملاك، بل لأنني كنت حسن الحظ وأحببت دائما قراءة التاريخ مثل بروثيوس قبل حتى أن أعرف بوجوده في رواية لجورج أورويل، فأصبحت أومن مثله أيضا بأنه لا جديد تحت الشمس، وأن المتطرفين من كل التيارات مؤقتون مهما بدوا غير ذلك، وأن ما يطيل في عمرهم هو انشغال معارضيهم بمعاداتهم أكثر من انشغالهم بالاستعداد ببدائل تصلح للتطبيق بعد انهيار المتطرفين.

نعم يا عزيزي، سينهار المتطرفون من كل التيارات طال الوقت أم قصر، بالدم والدموع، أو بالدموع فقط مع قليل من الدم، كل شعب وشطارته، وكل شعب وما يدفعه من ثمن، لكن في النهاية لن يمكث في الأرض إلا من يمتلك ما ينفع الناس ومن يجيد التعامل مع الواقع بحكمة وعقلانية، فإذا كنت تظن في نفسك أنك كذلك، حاول فقط أن تكون جاهزا لتلك اللحظة، ولا تدع محاربتك للفاشية تتحول من وسيلة إلى هدف، ومن مهمة مرحلية إلى أفيونة تلهيك عن التفكير في المستقبل والاستعداد له.

ـ فصل من كتابي (في أحضان الكتب) نشر لأول مرة عام 2013 ويعاد طبعه قريباً ـ

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.